قبل أربع سنوات، ساعد باراك أوباما نوري المالكي على الوصول إلى السلطة. اليوم، يدرس البيت الأبيض ما إذا كان بالإمكان دفعه إلى التنحي عن منصبه لأنه سبب البلاء في بلده.


العلاقة التي تجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتسمت بالتعقيد والعدائية في بعض الأحيان، لا سيما بعد رفض الأخير إعطاء الحصانة القانونية للقوات الأميركية العاملة في العراق، وبقاء عدد من الجنود بعد الانسحاب العسكري الأميركي الكامل من البلاد.

هذا القرار جعل المالكي عرضة لانتقادات سياسية حادة، إذ إن مسؤولين داخل الادارة وخارجها يقولون إن بقاء القوات الأميركية في العراق كان سيساعد على تفادي انزلاقه إلى حرب أهلية كارثية.

تباعد بين أوباما والمالكي
في علامة على التباعد المتزايد بين أوباما والمالكي، طلب الرئيس العراقي رسميًا من البيت الأبيض شنّ هجمات جوية داخل بلاده لمنع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من الوصول إلى بغداد، وإرغامهم على الخروج من المدن التي يسيطرون عليها.

إدارة أوباما لم تعط علامات على استعدادها لهذا النوع من التدخل العسكري، لا سيما أن وزير الدفاع تشاك هيغل شدد خلال اجتماع لجنة مجلس الشيوخ على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق في أزمة العراق.

ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن أوباما لم يتحدث إلى المالكي منذ بدء هجوم داعش، في حين يعبّر مسؤولو الإدارة الحاليين والسابقين عن إحباطهم المتزايد من المالكي وعن شكوكهم بأن يكون الرجل المناسب لقيادة العراق.

عامل تسمم
يوم الثلاثاء، قالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون إن المالكي فشل كزعيم، بينما كان السناتور الجمهوري جون ماكين أشد وضوحًا عندما قال: "على المالكي التنحي، لن تحصل مصالحة بينه وبين السنة، عليه أن يشكل حكومة ائتلافية ويغادر".

ونقلت صحيفة فورين بوليسي عن مسؤول رفيع المستوى سابق وعلى علاقات وثيقة مع البيت الأبيض قوله: "هناك تفاهم متزايد على أن المالكي أصبح عامل تسمم للعراق".

وأضاف: "لم أسمع أحدًا يتحدث عن كيفية إقناعه بالتنحي، ولكن سمعت الكثير من الناس يقولون إن الوضع على الارض لن يتحسن إذا كان سيبقى على رأس السلطة". حتى الآن، لم يعط المالكي أية إشارة إلى استعداده للتخلي عن سدة الحكم أو إجراء مصالحة مع السنة في البلاد، الذين يتهمونه بالتمييز واحتكار الحكم.

البيت الأبيض يدرس كيفية دفع المالكي إلى التنحي من السلطة، على الرغم من أن بعض المشرعين واشنطن يقولون إنه لن يرحل في الزمن القريب.

وقالت النائب إليانا روس ليتينن، وهي زعيم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب سابقًا: "المالكي كارثة، لكننا لا نستطيع دعوة زعيم منتخب إلى الاستقالة".