خرجت دعوات إيرانية إلى الاستعداد لحرب طائفية سمّيت عاشوراء جديدة، فيما يتساءل مراقبون إن كان المسلحون العراقيون ينفذون خطة رسمتها طهران للسيطرة المحكمة على العراق.


دعا محسن رضائي، أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، دعا الإيرانيين إلى الاستعداد لمواجهة الأحداث الجارية في سوريا والعراق. وقال: "هناك عاشوراء جديدة وكربلاء أخرى"، في إشارة إلى المعركة التي قتل فيها الإمام الحسين بن علي، الذي يحتل مكانة مقدسة لدى الشيعة.

عاشوراء جديدة
وأضاف رضائي، في تصريحات نقلها موقعه الرسمي خلال زيارة له إلى إقليم أذربيجان الإيراني في شمال غرب البلاد: "كونوا مستعدين، هناك عاشوراء أخرى وكربلاء جديدة في الأفق، ألا ترون رؤوس مسلم (بن عقيل ابن عم الحسين) وأصحابه على أسنة الرماح في سوريا والعراق؟. يا إخوتي، كونوا على استعداد لما يبدو أنها كربلاء جديدة، القوافل تستعد للتحرك عند انطلاق صفارات الإنذار.. هذه المرة حكام إسرائيل الذين يريدون السيطرة على العالم الإسلامي قد باشروا حربهم.. هل يمكن لي ولكم أن نقف ونتفرج على هذه الجرائم؟، لا بد من فعل شيء ما، وإذا ما أصدر قائدنا الأمر بالتحرك فيجب أن تكونوا على استعداد".

ونقلت وكالة فارس عن رضائي قوله: "المخطط التآمري يقوم على إثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة، وتأجيج الخلافات القومية بين الكرد والعرب والفرس والبشتون وغيرهم"، محذرًا من مغبة الأضرار المترتبة عن الفتنة في حال الابتعاد عن المسار العقلاني وفقدان السيطرة على العواطف.

دفاعًا عن بغداد
من جانب آخر، قال حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني الثلاثاء، إن الأحداث في العراق تسير وفقًا لخطة وضعتها الولايات المتحدة، لتحويل البلاد إلى أوكرانيا ثانية. وأضاف، خلال زيارة لموسكو، أن طهران لا تعتزم إرسال قوات إلى العراق، "لكنها قد تزوّد بغداد بأسلحة إذا طلب منها ذلك في إطار محاربة الإرهاب".

إلا أن التقارير المتقاطعة تشير إلى تورّط إيراني أكيد في العراق. فبعدما أشارت معلومات أن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، زار بغداد مرارًا، مع مستشارين عسكريين وضعوا اللمسات الأخيرة عن خطة الدفاع عن بغداد ومحاربة المسلحين في المناطق الواسعة التي سيطروا عليها، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين إن إيران حشدت على حدودها مع العراق فرقًا عسكرية، وإن 300 ضابط إيراني برتب عسكرية عليا يقودهم سليماني موجودون في بغداد، ويقودون المعارك ضد المسلحين.

سيناريو إيراني
ولا يؤكد مراقبون، على إطلاع على الوضع العراقي، هذه المسألة فحسب، بل إنهم يشكون أحيانًا في أن يكون للإيرانيين ضلع في هجوم المسلحين المتشددين السنة على المناطق العراقية، انطلاقًا من المناطق السورية، خصوصًا أن لا مفر بعد من الاعتراف بالعلاقة القائمة بين قادة تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري، إذ لم يحصل بين الطرفين أي اشتباك عسكري منذ انتشر مسلحو التنظيم في المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، بل كان جل نشاطهم العسكري متوجهًا ضد المعارضة السورية المسلحة نفسها.

من هذا المنطلق، قد تكون الخطوة العراقية التي نفذها التنظيم من هندسة إيرانية، لتكون لها اليد الطولى في العراق، بتغطية دولية ممهورة باعتراف بدور إيراني في مكافحة الإرهاب، يستفيد منه نظام بشار الأسد على المدى الطويل.
&