مسلمو ومسيحيو طهران احتفلوا بأعياد الميلاد المجيد

خسرو علي أكبر من طهران:لم يعد الاحتفال بالعام الميلادي الجديد حكرا على اتباع الديانة المسيحية في ايران، فاشجارالصنوبر التي تزين الكثير من واجهات المحال والمراكز التجارية في العاصمة طهران واقبال الايرانيين على شرائها لنصبها في بيوتهم، تشير الى ظاهرة جديدة في المجتمع الايراني، الا وهي مشاركة المسلمين الى جانب المسيحيين والارمن في الاحتفال بهذه المناسبة.
وقد اختلف الايرانيون في تقييمهم لهذه المناسبة والاسباب التي دفعتهم للمشاركة، ويبدو ان خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد وتهنئته الحارة للشعب البريطاني بهذه المناسبة، ووجود جاليات ايرانية مقيمة في اميركا واوربا تعكس اجواء البهجة من خلال المكالمات الهاتفية وبطاقات التهنئة اضافة الى دور مسيحيي الايران هي من العوامل التي ساعدت على انتشار واتساع هذه الظاهرة في المجتمع الايراني.

في ميدان ونك في شمال العاصمة طهران التقت ايلاف مواطنا ايرانيا كان يحمل على دراجته النارية شجرة كاج، قال أنها اشتراها بسعر مناسب وسوف يقوم بتزيينها بالمصابيح والكرات الذهبية، قال أنه يشارك الاحتفال بهذه المناسبة للمرة الأولى وأضاف لو كنت أعرف الايام التي تصادف تواريخ ولادة الانبياء الاخرين لاعتبرت تلك الايام اعيادا ولأقمت مراسيم للاحتفال.

ويؤيد هذه الرؤية عابر في الاربعينات من العمر قائلا : أعمل في تجارة السجاد في مدينة قم، واتواجد حاليا في طهران لمتابعة امور تجارية، سافرت الى الكثير من البلدان الاوربية ولن أنسى تلك الايام البهيجة التي شاركت فيها البولنديين فرحتهم باعياد السنة الميلادية وقد استغربت فتاة بولندية مشاركتي هذه فأجبتها نحن المسلمون نؤمن بأن السيد المسيح من الأنبياء العظام ونكن له الاحترام والتقديس قلماذا لانحتفل بولادته.

ثريا حسن صاحبة متجر لبيع المواد التجميلية قالت لايلاف : لاتتنافى هذه المناسبة مع أعيادنا الوطنية، نحن نحتفي بالسنة الجديدة مع بداية موسم الربيع، ولكن الانسان هو الذي يخلق المناسبة ولا أعتقد أن هناك مناسبة أفضل من ولادة نبي مصلح كالسيد المسيح، وعبر صحيفتكم ايلاف أود أن أهنيء جميع الناس في كل ارجاء العالم بهذه المناسية التي تخلق الحبة بين البشر.
مينا طالبة جامعية قالت لايلاف : سوف احتفي بهذه المناسبة مع جيراني المسيحيين، هم ايضا يشاركوننا افراحنا واعيادنا وأعتقد ان الهدف من الأعياد هو ارساء اجواء المحبة والسلم بين الشعوب.

بهنام راى أن الطبقات الثرية هي التي تحتفي بهذه المناسبة : الوضع الاقتصادي عامل اساسي، الأثرياء عادة مايبحثون عن مناسبة لاقامة احتفالات تشعرهم بالفرح والسرور ولو كنت ثريا لاحتفيت بولادة السيد المسيح وبولادة بوذا وولادة النبي جرجيس.مع ذلك سأكتفي بارسال بطاقات تهنئة لاصدقائي الأرمن فهم مسالمون ورائعون.

وتشهد الأسواق في طهران اقبالا كبيرا على شجرة الميلاد( الصنوبر) بنوعيها الطبيعي والصناعي، ويفضل أغلب الايرانيين شراء شجرة الصنوبر الصناعية نظرا لجاهزيتها للاستعمال بالمقارنة مع الطبيعية، ولاحتفاظها برونقها وامكانية استعمالها في مناسبات اخرى، كعيد نوروز.

وترى السيدة اسيا quot;موظفة حكومية quot; ان شجرة الصنوبر من الاشجار المقدسة لدى الايرانيين وكانت تستعمل في الأعياد الايرانية قبل الاسلام وأنا سعيدة بعودتنا الى جذورنا التاريخية القديمة quot;.


ومظاهر الأحتفال باعياد راس السنة الجديدة ملفتة للأنظار في شوارع ميرزا شيرازي ومطهري ومجيدية جنوبي وقاسم آباد، وهي الشوارع التي تحيط بالأحياء التي يسكنها مسيحيو طهران.