الجنس العربي يجد مكانه على الانترنيت بلا قيود
محمد حميدة من القاهرة: خلف الأبواب المغلقة تتداعى حواجز الواقع بما يفرضه من قيود لتفتح الخيال، وأمام واقع افتراضي لا تحده قيود أو تعقيدات، يصبح بوسع الجميع أن يفصحوا عن مكنون قلوبهم، ويتحدثوا عن أي شيء..، بل ويفعلوا أي شيء أيضاً.
لقدأخذتظاهرة الدردسة الجنسيةمنحى جديداً فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا الاتصالات، فغرف الدردشة اوquot; الشاتquot; على الشبكة العنكبوتية ليست شيئا جديدا او غير معروفا، لكن دخول البرامج المخصصة لحد ذاتها، وصل بهذه الغرف الى مستويات أفضل وارقي من التطور، لتتخطى الدردشة العادية حاجز الحروف والكلمات الى الصوت والصورة والفيديو وغيرها من الإضافات والإكسسوارات التى أساء البعض استخدامها، كما يحدث على غرف برنامج الدردشة المتطورة التي تعتمد الصوت والصورة هذه الأيام بحيث تحولت هذه الغرف الى مقصد كل من يريد اشباع رغباته الجنسية مهما كان نوع هذه الرغبات.
ويقدم هذا البرنامج خدمات تتجاوز حدود الصوت والصورة وهو ما جعله الأكثر انتشارا وجماهيرية بين الشباب والكبار، لدرجة ان دشنت على شرف الفضائح التي تحدث فيه، مواقع ومنتديات ومدونات، لا يفوت يوما دون ان تأتى بجديدا عن فضيحة لشاب مع فتاة، او صور خاصة جدا لعشيقة مع عشيقها فى نفس الغرفة، امتدت علاقتهما من فضاء الانترنت الى فراش النوم على ارض الواقع.
وبجولة بسيطة على الشبكة رصدت quot;ايلافquot; المئات من المنتديات تتعقب بشكل حصري فضائح شباب وبنات هذه الغرف، بحيث يعرض القائمون عليها صور خاصة جدا بين هؤلاء الشباب وبعضهما البعض فى أوضاع جنسية، اواعترافات لأشهر فتاة في الغرفة، اوفيديوهات تكشف ما يدور فى الغرف المغلقة. بينما تخصصت منتديات أخرى فى كشف الهويات الحقيقية للمشاركين فى الغرف وأسمائهم المستعارة، أما الجديد فهو ظهور منتديات ومواقع خاصة بأسماء الأماكن والمدن والأحياء فى القاهرة و الإسكندرية، او بأسماء المحافظات تنشر الغسيل القذر لمرتادي البرنامج بالصوت والصورة لتصبح فضيحتهم على كل لسان فى الحارة وبين الجيران والمدينة كلها،كما هو الحال بمنتدى مدام منى الذى عرض صور خاصة جدا لرائدة غرفة في غرف نوم الشباب،وكذلك صور لبنات خليعات فى غرف الدردشة ويظهرن بالحجاب فى الشارع بشكل يدعو الى الدهشة حول ازدواجية هؤلاء الفتيات بين حجاب وتظاهر بالأخلاق فى الشارع وتمرد وانحلال فى الغرف المغلقة.
الحال على هذه الغرف quot;فليل من السياسة كثير من الجنس quot;، كما يقول quot;احمد نعمان quot; وهو صديق دائم للكامفروج كما يصف نفسه، يقول احمد ما يحدث من قبل الشباب يفوق الخيال، ولا يقتصر الأمر على فضاء الانترنت فقط بل يمتد الى فضاء الواقع، يمكنك ان تجد ما تريده من إشكال المتعة بكل سهولة، فتاة تعرض عليك تقديم خدمات جنسية مثلا مقابل شحن كارت هاتف خليوي، وفي الغالب تجمع أرقام لكافة الشبكات حتى لا يستطيع الزبون ان يجد مهربا. او قد تفاجئ برقم محمول يخترق صندوقك دون سابق انذار ويدعوك الى الخاص للممارسة الجنسية مقابل مبلغ مادي quot;.
والعبارات والبرنتات من قبل الشباب على الصفحة الرئيسية فحدث ولا حرج، قد تجد خليجى يطلب مدام او فتاة من بلده او من جنسية أخرى لإشباع رغباته مقابل 2000 دولار، او قاهري يبحث عن قاهرية او اسكندراني يطلب اسكندرانية، الجميع يضع مواصفاته أمام رواد الغرفة الذين يتابعونها بردود متباينة بين الموافقة او الرفض او التهكم والسخرية.
الرواد يتحدثون بصراحة عن الجنس مستخدمين المصطلحات الدارجة، شاب يصف أعضائه الحساسة وأخرى تصف أجزاء جسمها، وثالثة تجلس أمام الكاميرا تعرض مفاتنها حسب طلب رواد الغرفة بملابس اوبدون، ورابعة تخطف الكاميرا وهى منخرطة فى وصله غرامية مع زوجها او عشيقها، او وصلة رقص استربتيز وهى تجرد نفسها من ملابسها قطعة قطعة،وخامسة قد تجدها مستأثرة بالميكروفون الخاص بالغرفة ومنهمكة فى وصلة من الآهات والكلام الخادش للحياء.
وعلى الجانب الأخر يتسابق الشباب فى البحث عن موجب او سالب،ويدعون أمثالهم للغرف الخاصة للممارسة ولا غضاضة من ترك أرقام هواتفهم للتواصل خارج فضاء الانترنت. لا احد يجلس يشاهد، الجميع يمارس اهتماماته ويشبع رغباته بأي شكل من الأشكال بالمداعبة او بعرض أفلام جنسية عادية او لزنا محارم، ويبدو الأمر كما لو انه سباق جنسي مثير.
وتزدحم هذه النوعية من الغرف بالرواد كأن يتجاوز العدد فى غرفة واحدة الى اكثر من 1000 شخص من كافة الأعمار بينما الغرف الأخرى التى تتحدث فى الدين او السياسة او الاقتصاد او حتى المناوشات العرقية فى غالب الأحيان لا يتجاوز أعداد الموجودين فيها اصابع اليد الواحدة وان وجدوا.
يقول quot; كينج لوف quot;اسمه المستعار quot;ان هذه الغرف هى المكان الذي يستطيع فيه الإنسان العربي ان يتحدث فيها بحرية و يقول ما لا يستطيع قوله مع الآخرين quot;، ويرجع ذلك الى الإحباط والكبت الجنسي لدى هؤلاء الشباب الذين وجدوا فى الانترنت منفسا لتفريغ احباطاتهم quot;.
التعليقات