بعضها لفك المربوط وأخرى للقوة الجنسية وثالثة لمنع الزواج

فتحي الشيخ من القاهرة: دست رشا تحت وسادتها quot; الحجابquot; الورقي، مقاومة رغبتها في فتحه وقراءة ماعليه من نقوش خطها quot;الشيخquot;، و في اركان الشقة رشت ماء بعدما وضعت فيه quot;حجاباquot; اخر، طبقا لتعليمات الشيخ الواجب نفاذها، حتي يتم فك quot;الربطquot; quot;المعمولquot; لزوجها، التي زفت اليه من خمسة ايام فقط...لم تتصور رشا طوال حياتها ان تستعمل هذه الاحجبة، لانها لم تكن تؤمن بها، و هي المحاسبة في احد أكبر البنوك الاجنبية، و المتزوجة من محامي يعمل في نفس البنك.

quot;الربطquot; في الثقافة الشعبية هو معاناة الزوج من العجز الجنسي، ورغم حيوية الزواج والجنس في حياتنا، فانها موضوعات تحظي بسرية كبيرة في المجتمعات الشرقية، و هو ما يجعلها تحتل النصيب الاكبر في ارتباطها بالخرافات بالنسبة للمصريين، اكدت دراسة للباحثة اكرام زايد عن ارتباط الانجاب بالكثير من الخرفات، و ان 90% من المصريين حسب ما أورده البحث يؤمنون أشد الايمان و حتي الآن بخرافة quot;الربط الجنسيquot; بين الأزواج. وهو ايمان لا يفرق بين أهل الريف وأهل المدينة وأنه عليهم استخدام - الأحجبة - وبالفعل يستعملها quot;80%quot; من المصريين في أغراض كثيرة منها، الحماية من المرض، ايضا اكدت الدراسة ان 60% من النساء ترين أنه علي المرأة التي يتأخر حملها أن تذهب الي quot;الدحريجةquot; لتتدحرج سبع مرات لعلها تحقق أملها في الإنجاب، و هذا يحدث في كل المحافظات في بعض المناطق الذي يعتقد البعض ان بها قوة خارقة فنجد في محافظة القليوبية قرية كفر الشوبك التي يقع بها تل اليهودية تعتقد النساء ان احجار التل مباركة، و ان الصعود الي التل ثم الدوران حول بقايا المعبد مرورا بالمقابر ثم العودة في طريق اخر الي ان يصلوا الي جامع سيدي زياد ليضعوا به نذور يمكن ان يحل مشكلتهم، اما في محافظة الدقهلية تذهب النساء هناك الي قرية ميت شفا مركز اجا حيث يعتقد ان هناك حجر اثري في باطن الارض يعالج السيدات العاقرات اللاتي وذلك بالدوران حوله، و في الشرقية تقوم المراة بزيارة تمثالين لرجل وامراة وتحتضنهم تحت ملاءة ثم تستحم وتكسر زير بعد ذلك، و في القاهر ة في منطقة المطرية يعتقد الكثيرين ان الدوران سبع مرات حول مسلة الملك سنوسرت الثالث ثم القاء حجر عليه سبع يعالج مشكلة تاخر الانجاب، وكذلك الحال في سوهاج في كهف يتبع الدير الابيض الذي هناك تذهب النساء للتتدحرج علي ارض الكهف هناك، في واحة سيوة هناك ضرورة لان تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها اعتقاداً من الأهالي بوجود قوة تكسبها الخير والجمال وتبعد عنها الشر كما يؤمن 93% من نساء الريف المصري بما يسمي بالمشاهرة وهو عدم دخول أي رجل حليق الذقن علي المرأة بعد ولادتها بـ 40 يوما.

قائمة طويلة هي جزء من معتقدات المصريين التي تتحكم في عقولهم كما اكدت دراسة اجراها رشدي منصور ونجيب اسكندر بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وجاء بالدراسة ان 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات من بينهم 11% من المثقفين والرياضيين والفنانين والسياسيين ولعل الدليل علي هذا هو عندما ظهر فنان مشهور محسوب علي المثقفين في احد البرامج ليشتكي من مطاردة جنية له. ايضا جاء بالدراسة ان 31% من المصريين بينهم من يحتل المناصب العليا يؤمنون بتقمص الأرواح، و يعتقدون بسيطرة الجن على تصرفاتهم، و يعتقدون أن الحذاء القديم الملقى بالشارع هو الدواء الوحيد للوقاية من الجن والعفاريت سكان المقابر والمنازل المهجورة، و75% من المصريين يتحاشون ضرب القطط والكلاب ليلاً لاعتقادهم أن العفاريت تتلبس هذه الحيوانات، وان القطة السوداء هي عفريت، ويعتقدون أن الجان يتزوج أحيانا من النساء والعكس، وينجب منهن.. وقالت الدراسة إن 60% من النساء يؤمن بضرورة وضع كف في شعر الطفل حتى لا يصاب بالحول وأن 47% من المصريين يؤمنون تماما بأن رش المياه وراء الشخص المتوفى يمنع موت أحد وراءه، وأن المقص المفتوح يجلب النكد.. ووضع المقص تحت رأس النائم يمنع الكابوس، وهناك ماهو أطرف وأغرب من ذلك حيث يعتقد 60% من المصريين أن حرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان، وأن تعليق حذاء طفل على جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه..أما بالنسبة لصوت الكلب أمام المنزل فهو إشارة الى ان هناك شخصا سوف يموت.

وعن اصل هذه الافعال تقول الدكتورة ابتسام علام استاذ علم الاجتماع بكلية الادب جامعة القاهرة ان هذه المعتقدات هي الجزء اللا مادي من الثقافة ولا اساس علمي لها الا انها تحكم سلوك الانسان وتوجد حينما يعجز عن علاج الامراض او المشكلات التي يواجهها بالعلم فيقوم بردها الي الغيبيات الي جانب ان جزء كبير منها متوارث في الثقافة الشعبية منذ قرون واشارات الدكتورة انها في دراسة لها واجهت تلك الخرافات في دراسة عن بئر يوسف بالقلعة حيث تعتقد النساء ان النزول اليه والاستحمام به يمنحهم يجعلهم ينجبوا رغم انه بالرجوع الي تاريخ البئر وجد انه يتبع سلطان يسمي يوسف الا انه تم ربطه في بالدين بحثا عن الامان والبركة فتم ربطه رسيدنا يوسف عليه السلام و هو الامر الذي يتكرر بالنسبة للاحجار والاثار التي تحاول النساء ان تربطه بالدين بشكل او باخر املا في البركة، و هو ما ينفيه بشكل قاطع الدكتور جمال قطب الامين السابق للجنة الفتوي قائلا هذه الامور ليس لها اي علاقة بالدين، و هذا بعيد عن صحيح الدين وليس معني انه افلح مرة بالصدفة مع شخص انه قاعدةالدين ينهى تماما عن هذه المعتقدات ولا يمكن أن تكون سببا فى الإنجاب أو جلب أنواع من الخير فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ )، ومع هذا تبقي الخرافات مسيطرة علي الكثير من عقول المصريين في القرن الواحد والعشرين الذي دخلت التكنولوجيا بشكل او باخر كل بيت في مصر و اصبح الجميع يتعامل معها و لكن تبقي كثير من العقول اسيرة قيد الخرافة تتحكم فيه ولا تستطيع الفكاك منها.