بهاء حمزة من دبي : رغم ان اغلب من تابعوا الفترة الاعدادية للمنتخب الوطني المصري لبطولة الامم الافريقية الحالية لم يكن يتعشم في مثل الفوز الذي تحقق وبالثلاثة على ليبيا الا ان اصدق وصف يمكن ايراده لحال المنتخب المصري في تلك المباراة هو ما قاله المدير الفني المظلوم للفريق حسن شحاتة للجماهير ووعده لها بأن يلعب الفريق بصورة احسن امام كل من المغرب وكوت ديفوار.

والحقيقة ان المنتخب المصري فاز بمباراة ليبيا قبل ان ينزل ارض الملعب حتى بسبب الحالة الانهزامية الغريبة التي كان عليها لاعبو الفريق الليبي ومن قبلهم مدربهم الكرواتي الاكثر غرابة ايليا الذي ملأ الدنيا صراخا ووعيدا للمنتخب المصري قبل ان يأتي الى القاهرة لكنه ادى المباراة بشكل لم يكن يؤهله لا للفوز ولا حتى لنيل احترام الجماهير التي تعجبت من فريق يشارك في اكبر تظاهرة كروية افريقية ويؤدي مباراة الافتتاح التي يشاهدها ما يقرب من مليار شخص من محبي الكرة حول العالم ثم يتفنن في خنق فريقه لا المنافس كما فعل ايليا الذي نجح وبجدارة ملفتة في ان يلجم المنتخب الليبي طوال احداث المباراة حتى وهو خاسر بهدفين ثم بثلاثة اهداف حتى ان منتخب الجماهيرية العظمى لم يسدد على مرمى الحضري حارس منتخب مصر سوى كرة واحدة طوال ما يقرب من مئة دقيقة كاملة استغرقتها المباراة بوقتها الاصلي والمحتسب بدلا من الضائع وهي تلك الكرة التي سددها لاعب الوسط الايمن عمر داوود من ركن منطقة الجزاء المصرية الايمن وصدها الحضري بسهولة.

وما عدا تلك الكرة لم يسدد منتخب ليبيا كرة واحدة اخرى بين الثلاث خشبات ولم يظهر أي فعالية او نجاعة هجومية في الثلث الدفاعي المصري طوال المباراة وحتى المرات التي وصل فيها الى المنطقة الدفاعية المصرية بدا انها محاولات استعراضية من لاعبيه الذين فوجئوا على الاغلب مثلنا جميعا بحالة العرب التي اصابت مدربهم وادت الى قيامه بربطهم في الخلف واظهارهم بالشكل الذي يسيء للكرة الليبية التي حققت نتائج جيدة جدا في الفترة الاخيرة مع مدربهم الوطني محمد الخمسي.

في المقابل وامام حالة الانهزام المسبق التي ظهر عليها الليبيون لم يقدم منتخب مصر ما يشفع له للمنافسة على اللقب امام عمالقة الكرة الافريقية وغاب عنه التناسق الجماعي و التكتيك الهجومي المنظم وبدا في اغلب الهجمات ان شحاتة يعتمد على قدرات لاعبيه في خلق الفرص امام المرمى رغم ان الفريق كان نظريا ملتزما بفتح اللعب من الجانبين الا ان التنفيذ من اللاعبين لم يكن جيدا وظهر تأثير عدم التزام اكثر من لاعب بالدور المرسوم له تكتيكيا على ترابط الفريق وانسجامه المفترض خصوصا احمد حسن الذي شكل معوق مهم لاداء الفريق وعطل كثيرا الهجمات المرتدة في اكثر من مناسبة وكذلك فعل عمرو زكي الذي اراد كما يبدو ان يثبت في المباراة انه لاعب جيد وافضل من عماد متعب الذي اراحه المدرب لصالح عمرو فأكثر من اللعب الفردي وقل انتاجه الهجومي بشكل عام.

كما يلفت النظر هنا ان المنتخب المصري صنع اهدافه الثلاثة من ضربات ثابتة وهو امر وان كان يحسب لشحاتة والفريق الا انه من الضروري التذكير بأن تلك الفرص لا تتاح بمثل هذه السهولة في كل المباريات خصوصا تلك التي تجمعه مع فرق ثقيلة من عينة المغرب مثلا ولا يمكن لاحد ان يتعشم في اخطاء دفاعية ساذجة من دفاع الفرق المنافسة الاخرى على غرار ما حدث في مباراة ليبيا التي ارتكب حارسها الاورجواياني اوجستين كل الاخطاء التي يمكن لأي حارس ان يرتكبها وكان خروجه مطرودا نقطة لصالح فريقه الذي اتزن ادائه وسيطر على الكرة ولو كانت لديه بعض الشجاعة الهجومية لاستطاع تشكيل خطورة على مرمى الحضري وربما التهديف ايضا خصوصا خلال فترات الارتباك الغريب الذي انتاب وسط ودفاع المنتخب المصري.والمهم هنا انه الفوز المستحق الذي تحقق وهو الاكبر الذي يحققه منتخب مصر في أي مباراة افتتاحية خاضها على مدى تاريخ البطولة لا يجب ان يخدع احدا فلا يبالغ المصريون في التهويل منه لكونه جاء على واحد من اضعف الفرق المشاركة خبرة واعدادا وامكانيات كما لا يجب الاستمرار في جلد شحاتة ورجاله ووضعهم تحت ضغط مستمر مثلما قال بعض النقاد عقب المباراة بان خسارة أي مباراة في الدور الاول تعني نهاية البطولة لان هذا الكلام غير صحيح على الاقل نظريا وعلى الجميع ان يتمسك بالامل في ان تكون تلك البداية فاتحة خير على المنتخب المصري بشرط علاج الأخطاء مع الاستفادة من الروح القتالية العالية التي اظهرها اللاعبون في مباراة الامس.