بين السلبية والإيجابية .. تاهت الحقيقية
الإيلافيون يرفضون نظام التجنيس العشوائي للاعبين

رسم بياني يوضح نتائج الاستفتاء
فهد سعود- إيلاف: تعاني الدول الخليجية والعربية من عدم وجود أنظمة وأسس فعلية لمنح الجنسية للاعبي كرة القدم والألعاب الأخرى، ففي كل الحالات التي تم منحها الجنسية حاليا لا نجد أي أسس سوى أن اللاعب قد تمكن من تسجيل عدد كبير من الأهداف أو انه يملك مهارات رياضية أهلته للحصول على جنسية البلد دون أية اعتبارات للدين أو اللغة وغيرها.

ومن هنا نجد أن الاعتراضات والانقسامات في هذا الموضوع الشائك منطقية جدا فليس هناك مسار معين لمنح الجنسية ولا معايير تعتمدها الدولة لاتخاذ مثل هذا القرار، ففي الكثير من المنتخبات العربية نجد لاعبين يحملون جنسية البلد ويقدمون مستوى عالي جدا ويسجلون الأهداف وفي نهاية المباراة لا يتمكن من نطق بضع كلمات عربية تشفع له في لقاء صحافي.

الأوروغوياني سوريا أصبح قطرياً
ومع انطلاق دورة العاب خليجي 18 اشتعلت هذه القضية مجددا فبعض الفرق تقدم مستويات مرتفعه وتصر على أن تدخل الدورة بمسامها العربي ولاعبيها الأجانب، مما جعل هذا الموضوع يتصاعد مره أخرى خصوصا بعد المناوشات الإعلامية التي حصلت على هامش هذا الموضوع بين السعودية والبحرين والسعودية وقطر وتأييد الكويت العلني لهذا الإجراء في منح الجنسية للاعبين الأجانب ليتحول الموضوع إلى قضية تبقى معلقة في محاكم كرة القدم ويبدو أنها ستكون ذات جلسات طويلة قد تستغرق سنوات دون أن يتم حسمها بأسس وحيثيات واضحة تدعم أو تلغي هذه الظاهرة.

تصريحات المسئولين القطريين كانت واضحة في هذا الشأن من حيث انتقادها لرفض الدول العربية وعلى رأسها السعودية للعمل بهذا النظام مستنده في ذلك على الدول الأوروبية وأميركا التي يتكون غالبية لاعبيها من الأجانب المتجنسين، فلماذا يعاب ذلك على دولة صغيره مثل قطر؟؛ وهنا يجب أن نعود إلى نقطة أساسية أغفلتها التصريحات القطرية وهي أن تلك البلدان عموما تعتمد أسس كبيرة في تقديم الجنسية للاعب الأجنبي، لا تعتمد على مهارة اللاعب ولا مستواه اعتمادا كليا بقدر ما تعتمد على إقامته وعلاقته بالبلد نفسه.

حيث أن نظام التجنس المفاجئ لا يوجد إلا في الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص حيث يتعين على اللاعب في الدول العربية أن يكون ماهرا فقط ليحصل على الجنسية دون أية اعتبارات أخرى كما سبق وذكرنا.
من هذه كل هذه الأبعاد لقضية التجنيس طرحت إيلاف تساؤل هام يجب أن نضعه في الاعتبار وهو عملية التجنيس المفاجئ هل تخدم الكرة العربية والخليجية وهل لها أثار سلبية قد تعود على المستوى الرياضي العربي بالتراجع أكثر من المراحل السابقة التي وصلت أبواب كاس العالم وعادت من السور.

.. والعداء رمزي نال الجنسية البحرينية
وحمل سؤالنا للأسبوع الماضي الصيغة التالية: ما تأثير تجنيس اللاعبين الأجانب على الرياضة العربية؟، فجاءت النتائج لتبدو طبيعية في ظل التخبط والعشوائية في نظام التجنيس العربي للاعبين الأجانب، فقد صوت (2641 ) بنسبة مئوية بلغت (55%) ضد هذا الأمر واعتبروه ذا انعكاسات سلبية على الرياضة العربية والخليجية فيما رأى عدد من المصوتين بلغ عددهم (1422 ) بنسبة مئوية بلغت( 29) بأنه أمرٌ إيجابي في ظل تراجع المستوى الفني الذي تعيشه الكرة العربية والتي بسببها أصبحت بعيدا عن تحقيق الألقاب القارية المهمة واكتفت فقط بالدورات الإقليمية التي تقام على نطاق الدول العربية فيما بينها. فيما فضل 199 قارئ خيار quot;لا أعرف quot; بنسبة 2% ولا يهمني بنسبة 13 % من 644 مصوت.

ظاهرة ( تجنيس اللاعبين) هي ظاهرة عالميه، لاقت اعتراضا واسعاً في بدايتها، ولكنها أصبحت أمراً شبه اعتياديا لدى الغرب فيما بعد ، بل وأصبح لها شروط وقوانين أيضاً، ولدينا (فرنسا) مثالاً على ما نقول . فلو نظرنا بعناية لمنتخبها، سنكتشف أن ثلاثة أرباع اللاعبين هم مهاجرين.والبقية الباقية ربما ينتمون حقاً لفرنسا. ومع ذلك ففرنسا لا تنكر هذا الأمر، بل تفخر بأن أفضل لاعبي العالم ( زين الدين زيدان ) صاحب الأصل الجزائري ، يحمل الجنسية الفرنسية.

من المعروف أن كرة القدم صارت عاملاً مهما في صناعة القرار في الكثير من دول أوروبا ، حتى صارت أغلب الدول تقوم بتجنيس اللاعبين الأجانب للاستفادة منهم ضمن فرقها، كما هو الحال مع فرنسا، ولكن على الصعيد العربي فهذا أمر أقتصر بشكل واضح على بعض الدول التي احتفظت بحق الرياده في هذا المقام نفصلها بالأسفل دون أن نغفل أن هناك بعضا الدول العربية تعمل على هذا الأمر، ولكن بعيداً عن الأضواء.

فعلى الرغم من اعتراض الكثيرين على هذا الموضوع إلا أنه واقع بدأ ينخر سياسات الكثير من الدول للوصول إلى التفوق في هذه اللعبة العالمية ، أي أن رفض أغلب قراء إيلاف لهذه الظاهرة، لن ينفى كونها مكسباً حقيقياً للكثير من الدول.

الجنسية القضية.. واللاعبون

ويعتبر موضوع الإستعانه باللاعب الأجانب أو بمعنى أدق تجنسيهم أمرٌ جريءٌ وله عقباته عند الكثير من الدول التي لا تقبل أن يدخل إلى شعبها أجانب بحجة الرياضة فهذا يمس التكوين الداخلي للمجتمعات الخليجية التي تواجه حاليا هذه الظاهرة والتي فيما يبدو لا بد منها في ظل عدم تقدم أسلوب مستوى رياضات العاب القوى لدى العرب ، وقطر لا ينكر احد مدى جرأتها في اتخاذ مثل هذه الخطوة بإعطاء الجنسية القطرية للاعبين عموما في مختلف أنواع الرياضة لدرجة أن فريقها الأول في كرة القدم يضم لاعبين من أصول أجنبية ، طبعا خطوة كبيرة مثل خطوة تجنيس اللاعبين تكون ذات وقع اقل ضيقا أن كان اللاعبون من أصول عربية.

الأمير سلطان بن فهد
الأمير سلطان بن فهد : لا أعارض التجنيس

قال الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم على هامش خليجي 18 quot; سبق وقلت أن ما كان يتوافق مع الأنظمة واللوائح الدولية والقارية فلا مانع من ذلك وهذا حق مشروع للجميع ولا نعارضهquot;.

وتابع : quot; وقلت أن هناك دول أوربيه جنست عدد من اللاعبين والولايات المتحدة الأمريكية أغلب لاعبيها في كرة السلة وألعاب القوى مجنسين quot; .

أحمد الفهد : لسنا بحاجة للتجنيس

وكان الكويتي الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي قد أكد على هامش بطولة كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم (خليجي 18) ، أن التجنيس أصبح نغمة عالمية وحق لكل الدول بشرط توافر العناصر الأساسية له وألا يتم تزوير الأعمار الخاصة باللاعبين المجنسين .

وأشار الشيخ أحمد الفهد إلى أن الكويت ليست بحاجة إلى التجنيس لان الكويت تعتمد على جيل كروي يتجدد باستمرار .

الشيخ سلمان بن إبراهيم : دول كثيرة سبقتنا بالتجنيس

وجاءت تصريحات الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الإتحاد البحريني لكرة القدم لتؤكد أن البحرين ماضيه في التجنيس سواء أعجب هذا الامر البعض أم لم يعجب. وقال في معرض حديث له على هامش كأس الخليج الحالية أن هناك الكثير من المنتخبات الأوروبية سبقتنا في هذا المجال ولم نقرأ أو نشاهد أي اعتراض من قبل أحد فلماذا ينتقدون البحرين؟.

تبقى مسألة التجنيس مسألة شائكة كما قلنا، خصوصا في ظل تفعيل أوروبي واسع النطاق بها مع رفض عربي واضح لاعتبارات الدين واللغة وغيرها.


البرازيلي كلايتون .. بات تونسياً
تونس.. قطر .. البحرين.. وغيرهم

وحين نتحدث عن ظاهرة تجنيس اللاعبين فإننا يجب ألا نغفل تجربة دولتي الخليج المتمثلتين في قطر والبحرين ودولة تونس حيث تعد هذه الدول الأكثر استفادة من نظام التجنيس خصوصا في الألعاب المصاحبة لكرة القدم.

فمن المعلوم أن تجربة التجنيس بدأت في العالم العربي بصفة عامة، وفي دول الخليج بصفة خاصة، منذ بضعة أعوام إلا أنها لم تكن بهذا الوضوح والاتساع الذي تشهده حاليا حيث تعتبر دولة قطر هي حاملة لواء هذه الظاهرة بعد تجنيسها اللاعب المصري حسين ياسر ومعه الاوروغوياني سباستيان سوريا.

ولم يتوقف الأمر عند المنتخب القطري، فالمنتخب التونسي هو الآخر استقطب اثنان من اللاعبين البرازيلي دوس سانتوس، ومواطنه كلايتون، ومن هنا تبدو تجربة التجنيس في دول الخليج وخاصة في قطر والبحرين ناجحة ، عطفا على النجاحات التي حققها مع مواصلة لاعبي البلدين ذوي الأصول الإفريقية جني الذهب والفضة بأسياد الدوحة .2006 التي اختتمت مؤخرا في قطر، ويبقى أن يثبت هؤلاء اللاعبون المجنسون استحقاقهم للفرص التي حصلوا عليها في دول الخليج من خلال تحقيق المزيد من الانجازات على المستوى الدولي.

سيف الدينشاهين من عداء كيني إلى قطري
هناك عدائين بارزين مع منتخبات الخليج في ألعاب القوى تم تجنيسهم، أو على الأقل هكذا أصبحوا بعدما نزحوا من بلادهم الأصلية في أفريقيا بحثا عن فرصة للمنافسة على المستوى العالمي وتحقيق مجد رياضي.

ويرى متابعون أن سبب انتقال العديد من العدائين الكينيين إلى دول الخليج سيما قطر كونها تمتلك مدربون ومعسكرات تدريب وكل شيء، إلى جانب إمكانية إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في بطولات العالم وفي الألعاب الاوليمبية. البحرين وقطر نجحتا في اجتذاب العدائين الأفارقة الموهوبين الذين لا يجدون الفرصة لتمثيل بلادهم أو المشاركة في المحافل الدولية.

كانت الإثيوبية quot;مريم يوسف جمالquot; أو quot;أزينيبيك كوتو كولاquot; الإثيوبية الأصل هي أشهر الرموز المجنسة في البحرين في ألعاب القوى ربما لإحرازها أكثر من ذهبية للبحرين ، في حين كان في قطر سيف سعيد شاهين الكيني الأصل صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق ثلاثة آلاف متر موانع.

المسئولون في الرياضة العربية اختلفت رؤيتهم عن التجنيس بعد أن أصبح أمرا واقعيا وعالميا استفادت منه كافة الدول، حيث اختفت لغة الرفض المعتادة من قبل المسئولين لتحل مكانها لغة أخرى أقل حيث لم يعد هناك رفض لهذه الظاهرة إنما في الأسس التي بنيت عليها وتقوم بالعمل بها بعض الدول. وفيما يلي نرصد بعض تصريحات المسئولين الخليجيين عن ظاهرة التجنيس وكيف يرونها.