مارادونا والتكفيريون

سعد الدوسري

وجه دييغو مارادونا أسطورة الكرة الارجنتينية المعتزل اعتذاراً للجماهير الإنجليزية عن الهدف الذي سجله بيده في شباك منتخب انجلترا في بطولة كأس العالم عام 1986م في المكسيك. وقال مارادونا خلال مقابلة صحفية: quot;إذا كان بإمكاني الاعتذار والعودة بالزمن للوراء وتغيير التاريخ، فسأفعل ذلك. ولكن علينا ألاّ ننسى أن الهدف احتسب وأن الارجنتين فازت بكأس العالم وأنني كنت أفضل لاعب دوليquot;.
يذكّرني كلام مارادونا باللص الذي يسرق المال العام ثم يتم اكتشافه ويُطلب منه الاستقالة. وبعد أن يستقيل يعمل له حفل توديع على إنجازاته التي أنجزها للوطن والمواطنين. وطبعاً الحفلة لن تعيد المال المسروق وستكون بمثابة اعتذار من المسروقين للسارق.

ثقافة الاعتذار عن الأخطاء لم تعد مكرّسة اليوم. ولو كانت مكرّسة لكان كل أغنياء العالم لا يتوقفون عن الاعتذار، ولكانت كل الدول العظمى لا تتوقف عن الاعتذار، ولكان كل المفكرين السياسيين لا يتوقفون عن الاعتذار، ولكان كل نجوم السينما والغناء لا يتوقفون عن الاعتذار، ولكان كل التكفيريين لا يتوقفون عن الاعتذار. ولكان العالم يصحو على اعتذار وينام على اعتذار.

نقلا عن الرياض بتاريخ 20 مارس 2008