باحث اجتماعي يُشخص لـquot;إيلافquot;أسباب الظاهرة
شغب الجماهير يعود مجددًا للملاعب التونسية
إسماعيل دبارة من تونس: أثارت أعمال العنف التي اندلعت في أعقاب مباراة الدور النهائي لكأس تونس لكرة القدم، السبت الماضي، وأسفرت عن أضرار مادية كبيرة، الجدل حول إمكانية عودة ظاهرة الشغب إلى الملاعب التونسية.
جانب من أعمال الشغب التي وقعت على هامش نهائي كأس تونس |
ودعت الوزارة في بيان اطلعت quot;إيلافquot; على نسخة منه quot; المؤسسات والهياكل المهتمة بالشأن الرياضي إلى quot;تحمل مسؤولياتها بشأن كل ما يحدث من تجاوزات واضطرابات والى تأهيل الجماهير الرياضية وتوعيتها بخطورة تلك الأعمال والوقوف بكل حزم وصرامة لوضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولةquot;.
وشددت الوزارة على quot;ضرورة تطبيق القوانين الجاري العمل بها ضد كل المخلّين بالروح الرياضية وبالأملاك العامة حتى تبقى الرياضة سليمة من مثل تلك الظواهر الشاذة ومدرسة للمواطنة ولقيم التنافس النزيه والروح الرياضية العاليةquot;.
وهنا من احداث الشغب خارج الملعب |
وغالبًا ما تشهد مباريات 'النجم' و 'الترجي' أعمال شغب وعنف، أدت في السابق إلى مقتل عدد من المشجعين في ما بات يعرف بـquot;عداء تاريخي بين مشجعي الفريقينquot;.
وحسب مصدر في الشرطة، فإن حريقًا كبيرًا اندلع في غابة رادس المحاذية للملعب الذي استضاف مباراة النهائي بعد أن عمد مشجّعو النجم الغاضبون على خسارة فريقهم إلى إضرام النيران فيه مما تسبب في إتلاف ألف متر مربع من الأشجار والنباتات الغابيّة حسب ما ذكرت صحيفة 'الأسبوعي' المحلية .
كما طالت الاعتداءات وتكسير المنشئات الرياضية بعد أن عمد أنصار النجم الساحلي إلى تهشيم الواجهات البلورية للمسبح الأولمبي برادس مخلفين خسائر بالغة.
أحداث الشغب داخل المدرجات |
وذكرت مصادر أمنية و رياضية مطلعة لإيلاف أن quot;الخمر والمخمورين يقفون وراء الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة النهائي في رادس، ووفق تقارير صحافية وأمنية فإن وحدات الحرس الوطني التي انتشرت على طريق سوسة - رادس سواء السريعة أو الوطنية رقم واحد حجزت المئات من قوارير الخمر وعلب الجعة بحوزة أنصار النجم الوافدين على ملعب 7 نوفمبر برادس كما أوقفت ما بين ثلاثة إلى خمسة منهم.
من جهتهم إعتبر بعض أنصار النجم الرياضي الساحلي ممن حضروا المباراة في شهاداتهم لإيلاف أن أداء حكم المباراة فلوريان مايرهو أثارهم و جعلهم يفقدون أعصابهم قبل نهاية المباراة، لكنهم أصروا في الوقت ذاته على أن مشجعي الترجي هم المبادرون بالاعتداء والتهشيم وإثارة البلبلة داخل الملعب وخارجه. كما إن ما حصل في الدقيقة الثامنة عشرة من المباراة، لما توجّه لاعب quot;النجمquot; أمين الشرميطي بعد إحراز فريقه هدف التعادل بحركة وصفت بأنها لا أخلاقية تجاه جماهير quot;الترجيquot; المنافس، أثارت حالة من الاحتقان في صفوف المشجعين وزاد الاحتقان أكثر لما ألغى الحكم الألماني ثلاثة أهداف كاملة للنجم.
أما أنصار quot;الترجي الرياضي التونسيquot; فقد اجتاحوا أرضية الملعب إثر الإعلان عن نهاية المباراة وفوز فريقهم، وحصلت مناوشات بينهم وبين لاعبي quot;النجمquot; الساحلي. قبل أن تنتقل الفوضى إلى خارج الملعب.الاتحاد التونسي لكرة القدم استنكر هو الآخر في بيان له تلك الإحداث و اعتبرها quot;خروجًا على الروح الرياضيةquot;.
احداث الشغب لم تمنع من تتويج الترجي بكأس تونس |
ويفسّر المزليني:quot;السبب الرئيس الأول يتمثل في تحول العنف إلى ثقافة لدى التونسي ، إذ يمكن اعتبار الكلام المقذع الصادر عن المشجعين الغاضبين وسيلة لتحطيم كافة النواميس الأخلاقية التي تربى عليها المجتمع التونسي، وبالتالي فإن ذلك يعني تحطيمًا للنظام والأمن العام وإثارة للبلبلة والتشويش.
وتحوّل تلك السلوكات إلى معيش يومي يتمثّلها الشاب في قالب عدواني يمكن أن تتجلى بوضوح في حالات الأزمات.
السبب الثاني يتمثل في التعامل التقليدي مع أعمال العنف في تونس ونقصد هنا أن الأمن التونسي يعتبر في كل مرة جمهور المشجعين الرياضيين جمهورًا عفويًّا لا قيادة له يمكن أن تنظم تحركاته، وإن شق صفوفه وتفريقه إلى 4 أو 6 مجموعات يمكن أن يقضي نهائيًا على تجمعه، إلا أن ما خفي على أعوان الأمن بروز ظاهرة الهوليغانز... وثقافة الهوليغانز الوافدة أفضت إلى مجموعات متعددة من المشجعين الذين يضمرون العنف ولهم شعاراتهم وسلوكاتهم ، وتسعى كل مجموعة منهم أن تثبت ولاءها وحبها للفريق الذي تشجعه على طريقتها الخاصة حتى بالتهشيم والتكسير والحرق كما حدث يوم السبت الماضي.
و ثالثًا وهو في رأيي سببمهم للغاية، التجاهل الذي أبدته السلطات المعنية تجاه بوادر الظاهرة منذ سنوات خلت ، فقد كان بالإمكان استباق الاستفحال الحاصل اليوم بحلول فعّالة بعد أن تعالت النداءات و المناشدات بخطورة عنف الملاعب على شباب تونس، إلا أن الثابت الآن أن المسؤولين يتجاهلون توصيات وسائل الإعلام وأهل الاختصاص ويعمدون إلى تغييبهم وتغييب مقترحاتهم وأفكارهم.
التعليقات