ملف العيد : رياضة X رياضة
quot;ملف

أقبل عيد الاضحى المبارك، وتبادل الرياضيون العراقيون التهاني والمباركات فيما بينهم، مقرونة بالتمنيات أن تتعافى الرياضة العراقية من امراضها المزمنة ومن الانانية والفردية، وأن يرتفع شعار الرياضة محبة فوق كلّ الشعارات الاخرى ، ومن خلال التهاني سمعنا الكثير من الاحلام والطموحات التي تشرق من بين الكلمات في أن ترفرف رايات الانجاز عاليًا وتعود الملاعب العراقية لتزهو بفرحها وجمهورها الغفير.

عبدالجبار العتابي من بغداد :مع العيد... ما زالت الساحة الرياضية العراقية مشغولة بالاحداث التي افرزها قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) القاضي بتعليق نشاطات عمل اتحاد الكرة العراقي، وتمخضت من ذلك تداعيات عديدة امتلأت بالاخبار والاراء ووجهات النظر من كل حدب وصوب، فيما راح بعضهم يتمنى ان تكون عطلة عيد الاضحى المبارك مناسبة لهدوء النفوس واسترخاء الاجسام ومن ثم التفكير الصحيح الذي يكون مجديًا وتعود الكرة العراقية لتمارس نشاطها المهم وهو انطلاق الدوري العراقي الممتاز لتضفي مبارياته على الاجواء متعة وبهجة لارتباط الجمهور العراقي بهذه المباريات ، كما يتمنى ان تكون عطلة العيد حدًّا فاصلاً ما بين عهد قديم وعهد جديد في واقع الرياضة العراقية بشكل عام .

وفي قراءة جديدة للتداعيات المتجددة بعد الرفض القاطع للجنة الاولمبية العراقية بالتراجع عن قرارها حتى لو جاءت العقوبات صارمة ، كما اعلنت ، وهذا ما دعا اتحاد كرة القدم في إقليم كردستان العراق بمطالبة الاتحادين الدولي والقاري لكرة القدم باستثناء فرقه من عدم السماح لها بالمشاركات الخارجية، ومن ثم انتشار اشاعة مفادها ان الفيفا رفض مقابلة اي وفد عراقي الا بعد ان يلغى قرار حل الاتحاد، وهذا ما استغربه الامين المالي لللجنة الاولمبية سمير الموسوي، مشيرًا الى ان هناك موافقات حصلت بخصوص سفر الوفد الرياضي الى سويسرا لمقابلة مسؤولي الاتحاد الدولي والاتفاق معهم على كيفية اجراء الانتخابات وتحديد موعدها، موضحًا: يجب على الفيفا احترام رأي نوادي كرة القدم العراقية التي لن تقبل أن تتم إدارتها من قبل اللجنة التنفيذية في الاتحاد العراقي لكرة القدم كونه متورطًا في الفساد وانتهاك القوانين العراقية، مؤكدًا أن اللجنة الاولمبية تملك العديد من الوثائق والأدلة التي تدين الاتحاد سنوصلها للاتحاد الدولي.

جماهير عراقية تتابع مباريات الدوري المحلي فقد اصدر اتحاد كرة القدم لإقليم كردستان العراق بيانا يتعلق بالتطورات الأخيرة المتصلة بواقع كرة القدم العراقية ومعترضًا على قرار الحل الذي عاد بقرار التجميد جاء فيه : اتحاد كردستان العراق المركزي لكرة القدم يؤيد وبقوة بيان اللجنة الاولمبية الكردستانية بشأن الصراعات الدائرة والمستمرة حول انتخابات اتحاد كرة القدم العراقي المركزي فنحن مع الشرعية الدولية والقوانين والقرارات الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم بهذا الخصوص، واضاف : نطالب الاتحادين الدولي والآسيوي بألا يشمل هذه العقوبات نادي أربيل الذي يفترض ان يشارك في النسخة المقبلة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المقرر إجراء قرعتها في السابع من كانون الأول المقبل، ونادي نوروز الذي يستعد للمشاركة في بطولة أندية آسيا لكرة الصالات، حتى تستمر النشاطات والبطولات وعدم إيقافها حتى لا يحرم كردستان العراق من المشاركات الدولية .

وهذا البيان لم يتم التعليق عليه ولم يصدر اي رد فعل ضده ما عدا قول رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية عند اجتماعه بالهيئة الموقتة لادارة شؤون الاتحاد : (في ما يخص الاخوة في كردستان وصلنا الى حلول معهم من خلال اختيار اثنين منهم للجنة المؤقتة حيث سيجتمعون بالاندية ويسمون ممثليهم ينظمون للعمل معكم) .

اما حول ردود الافعال حول التداعيات السريعة فقد قال الشيخ عبد السلام الكعود رئيس نادي الطلبة الرياضي السابق : انا استغرب من إصرار اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم على التشبث بالمناصب وتعريض العراق لعقوبات دولية، فهل يصح هذا ؟ وهل الهيئة العامة لاتحاد الكرة تقف مع عقوبات الاتحاد الدولي أم مع ديمومة المشاركات وبناء كرة عراقيه صحيحة بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية ، واضاف : رسالتي إلى حسين سعيد هي : ارحم الكرة ياصاحب الرأس الذهبية والقدم اليسرى الشهية لتسجيل الأهداف بمرمى الخصوم ، اترك بصيص حب لك من جمهورك واخرج مرفوع الرأس ولا تكون سبباً أنت ومن معك بتجميد العراق كرويًا، فلدينا منتخبات الناشئين والشباب ، وهؤلاء صغار ، فلاتحرمنا من جيل نعول عليه الكثير ، هذه نصيحة محب لك ، عارضتك كثيرًا وأحبك بالله صديقًا كثيرًا، واشهد أنَّ كل الحكماء لا يتحدثون إلا لمصلحة العراق ، فدع من أقنعك أنك الرئيس الأوحد فهذه نظرية الجهلاء ولك في الماضي أسوة حسنة ، واشهد أني بلغت !!.

وقال الدكتور صالح راضي المدرب والتدريسي : علينا ان نستفيد من اخطاء الماضي بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة واعتماد الاراء كافة التي من شأنها ان تأخذ بيد الكرة العراقية وتصحيح مسار الاخطاء التي وقعت بها خلال المدة الماضية واثرت على مسيرتها والتي كان من المفترض أن نستثمرها لصالح تهيئة واعداد المنتخبات الوطنية بما يجعلها مهيئة بشكل جيد وان تقول كلمتها في المحافل، ولا سيما ان لدينا منتخبي الشباب والناشئين اللذين يمثلان صورة جميلة للكرة العراقية وعلى اصحاب الشأن الاهتمام بهما بما يؤهلهم لتمثيل الكرة العراقية على المدى البعيد .

واضاف : ان المصيبة التي ابتليت بها الكرة العراقية وتعد المشكلة الاكبر هي ان كل شخص يسعى الى تطبيق ما يدور بمخيلته من افكار دون الاخذ في الاعتبار افكار الاخرين وذلك يمثل التشتت بعينه، لهذا فإنَّ الحل بالنسبة إلى الكرة العراقية يتمثل بجمع الافكار كافة والاراء التي من شأنها ان تصب لصالح الكرة العراقية كونها مليئة بأصحاب الكفاءات الاكاديمية والفنية القادرة على توظيف الامور في مكانها الصحيح ويتمثل ذلك كما اسلفنا بضرورة اعتماد الاسماء المؤهلة لخدمة الكرة في الهيئة العامة ولا يجوز اقصاء او تهميش اي اسم .

اما النجم الدولي السابق ومدرب الطلبة حاليا راضي شنيشل فقال : الصراع الحالي .. هو صراع مناصب ، والضحية هي الكرة العراقية التي لا مستقبل لها في ظل هذا الوضع ، وانا ارى ان المرحلة المقبلة تتطلب اتحادًا محايدًا ليس بين تشكيلته اي من الاسماء الموجودة في دائرة الصراع الحالي ، لان اغلب المتصارعين يبحثون عن مصالحهم الشخصية دون ان يفكروا بمصلحة الكرة العراقية ، واضاف : المطلوب الان اسماء من كبار السن من الاكاديميين يضعون الحجر الاساس لعمل الاتحاد لسنوات مقبلة، فنحن الان بأمس الحاجة الى أناس تخطط وتضع اساسًا متينًا، علمًا انه ليس كل لاعب سابق جيدًا يمكن ان يصبح اداريًا جيّدًا .

وقال باسم قاسم اللاعب الدولي السابق ومدرب فريق دهوك حاليًا: كان على الهيأة الادارية للاتحاد المنحل ان تركن الى العقل والمنطق عبر تقديم استقالتها بعد ان وصلت الامور الى طريق مسدود ، لكنهم غلبوا مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة غاضين الطرف عن الشارع الكروي الذي رفضهم ورفض اسلوب العمل الذي قاموا به، لهذا فإن تعليق العضوية جاء متماشيا مع هذه الانانية التي بدورها اثرت على سمعة الكرة العراقية نتيجة الاعتماد على الاخرين في الخارج للتحكم بمصلحتها .

واضاف : ان امام الكرة العراقية مستقبلاً كبيرًا خاصة وان هناك عملاً جماعيًا يقوم به اكثر من طرف ، متمنيًا ان تبقى هذه الروح سائدة كونها السبيل الذي يؤدي الى نتائج مرضية على كافة الصعد مع ضرورة ترك الانانية وان تكون مصلحة الكرة العراقية فوق كل شيء .