استأثرت الرياضة المدرسية باهتمام على الصعيد العربي لسنوات عدة، غير أن هذا الاهتمام لم يجد طريقه إلى التطبيق على أرض الواقع، ما جعل المهتمين بالشأن الرياضي quot;يهملونquot; إخراجها إلى النور، بشروط وقوانين وإطار تنظيمي، حتى يكون قطاع الرياضة هو المستفيد الأكبر. وفي المغرب، عانى هذا الملف بدوره من quot;الإهمالquot;، إلا أن quot;السقطةquot; المدوية للمنتخب المغربي لكرة القدم، والأندية، في مختلف المنافسات، دفعت المسؤولين على القطاع، إلى التفكير في مشروع يعبد الطريق أمام quot;أبطال الغدquot;، الذي يعول عليهم لإنقاذ العدائين والملاكمين، وأسود الأطلس، وغيرهم من شبح الانقراض، الذي يتهددهم. وجاءت أول خطوة في طريق الاستفاقة من quot;السبات الرياضيquot;، بمصادقة المجلس الوزراي على مشروع قانون فرض إجبارية تعليم الرياضة في مستويات التعليم الإعدادي والثانوي والعالي.

ويعتبر هذا المشروع الدولة مسؤولة عن تدريس التربية البدنية والرياضة بمختلف أسلاك التعليم، مع فرض إجبارية تعليم الرياضة في مستويات الإعدادي والثانوي والعالي، على أن يصبح إجباريًّا بالابتدائي حسب إمكانيات الإدارة.

ويقضي المشروع، الذي ينتظر أن تجري المصادقة عليه قريبًا في البرلمان، بإحداث شركة رياضية لدى كل جمعية رياضية تتوفر على30 في المئة من رياضييها في فئة الكبار، كرياضيين محترفين، وتحقق مداخيل يحدد مستواها على مدى 3 سنوات بموجب نص تنظيمي.

وتكون هذه الشركة على شكل شركة مساهمة، مجهولة الإسم ذات أسهم إسمية، تتملك الجمعية على الأقل ثلث أسهمها والثلث من حقوق التصويت، مع العلم بأنه لا يسمح بتأسيس أكثر من شركة رياضية واحدة من طرف كل جمعية رياضية.

ويهتم مشروع القانون بمجال التعليم وتكوين الرياضيين، إذ ينص على إحداث مراكز للتكوين الرياضي تابعة لجامعة رياضية أو عصبة أو جمعية أو شركة رياضية، وذلك على شكل جمعية رياضية توفر لروادها تكوينًا رياضيًّا وتعليمًا مدرسيًّا أو تكوينًا مهنيًّا، على أن تستقبل أطفالاً تفوق أعمارهم 12 سنة.

كما يحدد الأطر الرياضية ووكلاء الرياضيين، إذ يؤكد على وجوب توفر الوكلاء على اعتماد من طرف الجامعة المعنية لممارسة هذه المهنة.

ويرى محللون رياضيون أن quot;هذه الخطوة من شأنها يمكن أن تساهم في تحسين تكوين نجوم المستقبلquot;، وزادوا قائلين quot;المشكل ليس في غياب المواهب، بل هي موجودة وتحتاج إلى من يرعاها، ويشرف على تكوينها بشكل سليم، حتى تستفيد منها الفرق، وحتى المنتخب الوطنيquot;.

وأكدوا، في تصريحات لـ quot;إيلافquot;، أن quot;المؤسسات التعليمية يجب أن تكون بمثابة مشاتل لتكوين رياضيي المستقبلquot;، مشددين على ضرورة quot;تحويلها إلى قاعدة أساسية، كما هي الحال في عدد من الدول الأوروبية، في صنع نجوم الغد وتكوينهمquot;.

وتوالت quot;النكابات الرياضيةquot; في المغرب، في السنوات الأخيرة، فبعد الخروج المذل للمغرب من إقصائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، والغياب لأول مرة عن نهائيات كاس إفريقيا في أنغولا، ما جعل المنتخب يعيش سنة كروية بيضاء.

زادت الأندية من سوداوية الوضع الرياضي في المغرب، خروج نادي الرجاء البيضاوي من دور نصف النهاية لدوري شمال إفريقيا على يد وفاق سطيف الجزائري، وأيضا إقصاء فريق الجيش الملكي من كأس شمال إفريقيا على يد فريق أهلي بنغازي الليبي.

ويبدو أن مشلكة الرياضة في المغرب ليست مجرد كبوة ستعقبها صحوة، بل تراكمات لعدد من طرق التسيير السلبية، التي أدت إلى دق مسامير كثيرة في نعش هذا القطاع، الذي وصل إلى quot;موت كلينيكيquot;، في انتظار أن تعود إليه الحياة