الصدمة والرعب

عصام سالم

* لم يكن الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في لقاء الإياب بين السعودية والبحرين في تصفيات المونديال سوى تجسيد لمعاني laquo;الصدمة والرعبraquo;، حيث تلاعبت تلك الدقائق laquo;المجنونةraquo; بأعصاب الجماهير سواء تلك التي ضاقت بها مدرجات ستاد الملك فهد الدولي بالرياض، أو خارج الاستاد في كل أرجاء السعودية والبحرين.

* * ووضعت الدقائق الأخيرة المباراة فوق صفيح ساخن لم تشهد له التصفيات الآسيوية مثيلاً، فعندما تأهب البحرينيون للاحتفال بالتأهل نتيجة وصول المباراة إلى الدقيقة 90 بالتعادل 1/1 الذي كان يكفي laquo;الأحمرraquo; للتأهل للقاء نيوزيلندا، جاءت رأس المنتشري في الدقيقة 91 لتحول أفراح البحرين إلى أحزان، وإحباط السعودية إلى أفراح. * * وعندما اعتقد الجميع أن رأس المنتشري حسمت الموقف، إذ برأس البحريني إسماعيل عبداللطيف تضع الكرة على يسار حارس السعودية في الدقيقة 93، ليتبدل المشهد من فرحة سعودية..

إلى احتفالات بحرينية بالتأهل للمرحلة الأخيرة في التصفيات على حساب المنتخب السعودي الذي لم يتخلف عن نهائيات المونديال منذ 1994 وحتى 2006. * * لقد أشفقت على جماهير الفريقين وهي تتابع التقلبات التي شهدتها اللحظات الأخيرة ولم استبعد أن تكون ضحايا المباراة أكثر من ضحايا انفلونزا الخنازير في كلا البلدين.

* * كما أشفقت على المعلقين الذين تلاعبت المباراة بهم، فعندما سجل المنتشري هدف التقدم للسعودية راح المعلقون يتنافسون في الإشادة بقوة المنتخب السعودي، وأنه من الطبيعي ألا يغيب الأخضر عن المونديال، وبعد لحظات اضطروا لتحويل الدفة لصالح البحرين، وأن laquo;الأحمرraquo; هو الأحق بالتأهل، وأن المنتخب السعودي لم يقدم ما يشفع له بمواصلة مشواره المونديالي، واتفقت الآراء في نهاية المطاف على أن laquo;الأحمرraquo; يستحق مؤازرتنا جميعاً، باعتباره الأمل الوحيد في تمثيل عرب آسيا في نهائيات المونديال.
* * * * *
* * قبل المباراة قلت إن فرصة المنتخب البحريني هي الأفضل، حيث سيكون أقل تأثراً بالضغوط من منافسه السعودي وقلت لبرنامج laquo;جرايدraquo; بقناة الدوري والكأس، إن عاملي الأرض والجمهور يتراجعان في مثل هذا النوع من المباريات.

* * والسؤال الذي يفرض نفسه، لماذا فقد المنتخب السعودي القدرة على استثمار عاملي الأرض والجمهور، حيث كان بإمكانه أن يتجاوز ذلك المأزق لو فاز بهدف واحد على كوريا الشمالية في المباراة التي أقيمت بالرياض، وعندما أتيحت له الفرصة مرة أخرى لتصحيح أوضاعه المونديالية، laquo;خسرraquo; بالتعادل الإيجابي أمام البحرين في الرياض أيضاً، وتبخر حلم التأهل للمونديال للمرة الخامسة.

* * وبعيداً عن المنتخب فإن المشهد تكرر مع فريق الهلال laquo;زعيمraquo; الكرة السعودية عندما استضاف فريق أم صلال القطري في إياب الدور الثاني الآسيوي فخسر بركلات الترجيح. وودع البطولة أمام فريق سبق أن خسر أمام laquo;الاتحادraquo; بسباعية في نفس البطولة. * * كل التهنئة للمنتخب البحريني الذي من المفترض أن يكون قد استوعب درس ترينيداد وتوباجو في تصفيات المونديال الماضي وحظاً أوفر للمنتخب السعودي الذي يحتاج إلى إعادة ترتيب العديد من الأوراق إذا أراد أن يستعيد بريقه مرة أخرى.

عن الاتحاد