قد يكون دييغو مارادونا العدو الرقم (1) لكرة القدم الانكليزية، إلا أن الاسطورة الأرجنتيني يريد أن تكون هدية عيد ميلاده الخمسين الذي احتفل به يوم السبت وظيفة في الدوري الممتاز الانكليزي.

فقد اعترف المهاجم السابق، الذي يلقب بـquot;يد اللهquot; في انكلترا بسبب تسجيله هدفه الأول في مرمى منتخب انكلترا بيده، ليقصيه 2- صفر من الدور الربع النهائي في نهائيات كأس العالم لعام 1986، بأنه تحدث مع اللاعب والمدرب الانكليزي السابق كيفن كيغن حول الحياة في أندية القمة الانكليزية، لأنه تواق على العودة للعمل بعد خيبة أمله عندما قاد بلاده في نهائيات كأس العالم هذا العام في جنوب افريقيا.

وكان مارادونا متباً مع مهمة تدريب استون فيلا قبل أن يحل الفرنسي جيرار أولييه محل مارتن أونيل في نادي مقاطعة ويست ميدلاندز. وعلى رغم أن مهاجم نابولي السابق ادعى أنه لم يتحدث مع المسؤولين في استون فيلا عن مهمة تدريبه، إلا أنه سيكون متحمساً جداً لأي فرصة أخرى، إذ قال لشبكة quot;سكاي سبورتسquot; قبيل الاحتفال بعيد ميلاده يوم السبت: quot;بالطبع أود إدارة نادٍ في الدور الممتاز لأن لديه فرقاً ممتازة وعلى مستوى استثنائي ولاعبين كبار. المشكلة الوحيدة هي أن لدى الاندية الكبرى مدربين جيدين. وإذا سنحت أي وظيفة شاغرة فسأقبلها فوراًquot;. واضاف: quot;كنت أبحث عن وظيفة تدريب ارسنال أو تشلسي عندما تحدثت مع كيغن، فكل شيء محترف هناك: اللاعبين والمديرين الفنيين والمدربين. ويحيط باللاعبين كل ما يحتاجونه. وكل شيء في النادين استثنائي ومدهشquot;.

وعلى رغم قلة خبرة مارادونا في التدريب، إلا أن خيار الاسطورة الأرجنتيني كان مثيراً للجدل عندما استبعد مدرب المنتخب ألفيو باسيلي قبل عامين. وتم في الكثير من الأحيان التشكيك بحكمته التكتيكية التي تلتها تبادل الأحاديث النارية مع الصحافة، ولكن اللاعبين احتشدوا حول اللاعب السابق الذي كان يرتدي القميص الرقم الـ10 لبلاده ودعموه في الفترة التي سبقت نهائيات كأس العالم.

ومع ذلك، تعرض فريقه لصفعة قوية 4- صفر من المانيا في الدور ربع النهائي وفقد مارادونا وظيفته بعد فترة وجيزة بسبب الخلاف مع اتحاد الكرة الأرجنتيني حول جهازه الفني.

واعترف اللاعب الذي تعاطى المخدرات مرة، أنه لن يعود إلى تدريب الأرجنتين في وقت قريب، ولكنه يسعى أيضاً إلى وضع الأمور في نصابها حول التقارير التي ربطته بدد كبير من الوظائف منذ فصل الصيف، إذ قال مارادونا: quot;أود أن كون واضحاً جداً انني لم اتقدم لأي وظيفة لحد الآن ولم يتصل أي شخص بيّ أيضاً. ازعجتني الصحافة حقاً عندما تحدثت عني حول تدريب المكسيك استون فيلا... ولكنني أعلم أنني سأعود إلى منتخب بلادي في يوم من الأيام، فهذا هو مصيري، وانني بانتظار. لقد أخذوا مني المنتخب الوطني بصورة غير عادلة، ولا اريد التحدث عن ذلك لأنه لا يستحق أي كلماتquot;.
وبنشأته في فقر مدقع في حي من الصفيح في ضواحي بوينس آيرس، فقد كان دييغو أرماندو مارادونا القصة الكلاسيكية للانتقال من الفقر إلى الثراء.

ولمساته العبقرية ظهرت بوضوح أيام مراهقته، ما دفعته بالمشاركة للمرة الأولى مع منتخب الأرجنتين وهو في الـ16 عاماً، مسجلاً 34 هدفاً في 19 مباراة لبلده المتحمس له جداً.

وكثيراً ما كان يشوب حياته المهنية الجدل. فلكل هدف مثير يسجله كانت تقابله فضيحة ما، مثل هدف التقدم الذي سجله بيده في مرمى انكلترا في الدور الربع النهائي لنهائيات كأس العالم 1986، الذي مازال الانكليز يتحدثون عنه، ولكن بعد أربع دقائق فقط من تسجيله هذا الهدف، شق طريقه بإعجوبة من بين خط وسط منتخب انكلترا ودفاعه ثم راوغ حارس المرمى ليسجل هدفاً ثانياً الذي يعتقد بعض المراقبين بأنه أعظم هدف شاهدته كرة القدم لحد الآن.

وبمفرده تقريباً استطاع مارادونا أن يفوز بكأس العالم في 1986، فضلاً عن لقبين لدوري الدرجة الأولى الايطالي مع نابولي غير المتألق آنذاك. وسيطرته على الكرة مثيرة للإعجاب ومتحالفة مع تصميم المحارب ومع غطرسته الرائعة أمام المرمى جعلته قريباً من اللاعب غير مطابق للمواصفات.