لن يكون أسطورة كرة القدم الأرجنتيني بحاجة إلى واحدة فقط بل سيحتاج إلى اثنتين من quot;يد الربquot; ليقود المنتخب الأرجنتيني إلى فرض هيمنته ونفوذه على بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك بعد رحلة عاصفة مر بها الفريق في مسيرته بالتصفيات المؤهلة للبطولة.
ودخل مارادونا في معترك صعب عندما وافق في تشرين ثان/نوفمبر 2008 على قبول التحدي الصعب بتدريب منتخب بلاده ليصبح مضطرا إلى التعامل مع سعادة وقلق وتوتر مشجعي المنتخب الأرجنتيني.
وتراود الآمال المنتخب الأرجنتيني ومشجعيه للفوز بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والأولى منذ عام 1986 عندما قاد مارادونا نفسه الفريق كلاعب للفوز باللقب العالمي الثاني في تاريخ راقصي التانجو.
ولم يكن الفوز على المنتخب الألماني في المباراة الودية التي أقيمت بين الفريقين في مدينة ميونيخ الألمانية خلال آذار/مارس الماضي كافيا لإخفاء حقيقة مهمة وهي أن المنتخب الأرجنتيني سيخوض كأس العالم بدون غرض أو هدف محدد.
ويستطيع المنتخب الأرجنتيني الاعتماد على مكانته وسمعته الرائعة التي نالها من خلال الفوز بلقب كأس العالم مرتين سابقتين ومن اللاعبين المتميزين الذين توافدوا على صفوفه على مدار تاريخه الطويل ولكنه لا يلعب بشكل جيد منذ فترة طويلة.
وتأهل المنتخب الأرجنتيني لنهائيات مونديال 2010 في اللحظة الأخيرة كما تضمنت مسيرته في التصفيات هزيمة ثقيلة وقياسية أمام مضيفه البوليفي في لاباز.
وسيطر القلق الشديد على أنصار التانجو الأرجنتيني بسبب هذه المسيرة المتذبذfة للفريق والتي أظهرته بأنه من الصعب الوثوق به والأكثر من ذلك أنه يبدو بلا هوية محددة على أرض الملعب.
والحقيقة أن طبيعة شخصية مارادونا أيضا تركت أثرها عليه كمدرب فدخل في خلاف وصراع كبير مع كارلوس بيلاردو المدير الفني السابق للمنتخب الأرجنتيني والمدير العام للمنتخبات الأرجنتينية حاليا.
وتسببت المصادمات بين الاثنين في ابتعاد لاعب خط الوسط الموهوب خوان رومان ريكيلمي عن صفوف الفريق بالإضافة إلى الهجوم المستمر على المراسلين ومنه الانتقادات المهينة التي وجهها مارادونا إلى الصحفيين وتسببت في إيقافه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) .
وربما يواجه مارادونا /49 عاما/ أكبر التحديات في مسيرته الرياضية عندما يقود المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ولم يواجه مارادونا مثل هذا الموقف من قبل في بطولات كأس العالم التي خاضها كلاعب.
وأصبحت الفرصة متكافئة الآن بين نجاح مارادونا ليزيد من حجم أسطورته في عالم الساحرة المستديرة والاخفاق في المونديال ليدمر هذه الأسطورة ويقضي على الكل نجوميته.
وقال مارادونا إنه يأمل في أن يخوض لاعبو المنتخب الأرجنتيني كأس العالم المقبلة كسابقيهم ممن فازوا بلقب البطولة وذلك quot;بالفلسفة التي طبقها المدير الفني لويس سيزار مينوتي في مونديال 1978 أو بيلاردو في مونديال 1986 quot;.
وأنجز مارادونا العديد من quot;المعجزاتquot; عندما كان لاعبا في صفوف المنتخب الأرجنتيني. ولكنه كمدير فني للفريق حاليا ، سيكون بحاجة إلى إيجاد العلاج والحل المناسب لمشاكل الفريق بعدما حرص على تجربة نحو مئة لاعب منذ توليه مسئولية الفريق.
وأظهرت تجارب مارادونا مع الفريق العديد من المشاكل والقليل من الحلول.
ومن بين المهام الصعبة التي يواجهها مارادونا ، تبرز ضرورة إيجاد الوسيلة المناسبة لتحفيز اللاعب الموهوب ليونيل ميسي من أجل التألق مع الفريق كما يتألق مع برشلونة الأسباني.
كما سيكون مارادونا مطالبا بإيجاد البديل المناسب للاعب المخضرم خوان سيباستيان فيرون صانع ألعاب الفريق ومطالبا أيضا بالمفاضلة بين كل من جونزالو هيجوين وكارلوس تيفيز وسيرخيو أجويرو ودييجو ميليتو لاختيار خط هجوم الفريق في النهائيات.
والأكثر من ذلك يحتاج مارادونا إلى الاستقرار على خط دفاع قادر على خوض نهائيات كأس العالم دون أن يتسبب للفريق في مشاكل.
وتغلب مارادونا خلال السنوات الماضية على العديد من التحديات الشخصية ومنها إدمان المخدرات والكحوليات ومشاكل صحية أخرى.
ويثق مارادونا في أن الثلاثين يوما التي سيعمل فيها مع الفريق قبل نهائيات مونديال 2010 ستكون كافية للاستعداد قبل المباراة الأولى للفريق في النهائيات والتي يلتقي فيها المنتخب النيجيري.
كما يثق مارادونا ، الذي اشتهر باللمسات السحرية من قدمه اليسرى ، في مهارة نجوم فريقه وقدرتها بقيادته على تحقيق نتائج جيدة في جنوب أفريقيا.
ويشعر مشجعو الأرجنتيني بالقلق والشك بشأن الفريق ولكنهم ما زالوا على ثقة في مديرهم الفني مارادونا وقدرته على تقديم معجزة جديدة.
التعليقات