وصل إلى زيوريخ ديفيد كامرون وديفيد بيكهام والأمير ويليام في محاولة لدعم عرض انكلترا لإستضافة نهائيات كأس العالم وإقناع اللجنة التنفيذية لفيفا بالتصويت لصالحه.

_________________________________________________________________________

تغطية خاصة لإعلان الدول التي ستستضيف مونديالي 2018 و 2022

quot;إيلافquot; تستعرض الأعضاء الأقوياء في اللجنة التنفيذيّة للفيفا

إنكلترا تتلقى ضربة قاضية لإستضافة مونديال 2018

روسيا تراهن على الطموح والجرأة لاستضافة مونديال 2018

لندن: توجه ديفيد كامرون، رئيس الوزراء البريطاني، حال وصوله إلى زيوريخ صباح أمس الثلاثاء مباشرة إلى المقر الرئيس للإتحاد الدولي لكرة القدم للقاء سيب بلاتر رئيس الفيفا.

وهذا الإجتماع هو علامة واضحة على تأكيد كامرون دعمه لعرض انكلترا في محاولة لإستضافة نهائيات كأس العالم 2018. وتلاها بسلسلة من الإجتماعات مع الأعضاء الآخرين في اللجنة التنفيذية لفيفا التي ستقرر يوم الخميس من سيستضيف نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022.

وفي الوقت نفسه، وصل الأمير ويليام وديفيد بيكهام إلى المدينة السويسرية لتقديم دعمهما للحملة الإنكليزية التي يعتقد بأنها تضررت بسبب برنامج quot;بانوراماquot; الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية مساء الاثنين عن تورط أربعة من المديرين التنفيذيين لفيفا بفضيحة quot;شراء الأصواتquot;.

وفي صباح الثلاثاء رد رئيس التحرير التنفيذي لشؤون الساعة في quot;بي بي سيquot; كلايف إدواردز على ادعاءات فريق انكلترا 2018 على أن الهيئة quot;أُحرجتquot; بسبب البرنامج، من خلال كشفه أن هيئة الإذاعة البريطانية قدمت أدلة تثبت وجود قائمة سرية من الرشاوى دفعت إلى مسؤولين في اللجنة التنفيذية في 10 تشرين الثاني الماضي.

وقال إدواردز إن الفيفا فشل في اتخاذ أي لإجراء. وكرر موقف quot;بي بي سيquot; على أن البرنامج، على رغم جدولته في اللحظة الأخيرة، كان في المصلحة العامة.

ولكن لا يستطيع أي مراقب من الإفراط في مستوى الإحباط الذي شعر به أعضاء فريق عرض انكلترا الذين اعتقدوا بأن المؤسسة قد خذلتهم بالضبط في اللحظة التي كان ينبغي عليها أن تدعمهم كلياً.

حتى أن أحد الأعضاء البارزين فيها قال مساء الاثنين في بهو فندق quot;يور او لاكquot; الفخم في زيوريخ، حيث كان هناك الكثير من الضغط المحموم مازال جارياً بسبب عقد الصفقات لإقناع أعضاء الهيئة التنفيذية: quot;على بي بي سي أن تشنق نفسها بسبب العار الذي جلبتهquot;.

من ناحية أخرى، أنه من السهل أن يفهم المرء كل هذا الإحباط، ففريق انكلترا 2018 يعتقد بأن لديه أفضل العروض، وأن البلاد تستحق منحها فرصة استضافة نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1966، وأن الجماهير تدعم ذلك بكل وضوح.

ولكن ما لا يمكن الإفلات منه هو حقيقة أن عملية تحديد البلد الذي سيستضيف نهائيات كأس العالم ليست عملية شفافة ومفتوحة. وكما أثبت برنامج quot;انوراماquot;، فإن الأشخاص الذين سيتخذون مثل هذا القرار المهم ndash; الذي تقدر قيمته ببلايين والبلايين من الجنيهات الاسترلينية ndash; أمامهم أسئلة جادة للإجابة عليها حول نزاهتهم وملاءمتهم لإتخاذ مثل هكذا قرارات.

فهل ينبغي للجميع أن يغض النظر عند تقديم دليل يشير إلى أن مجموع قيمة الرشاوى التي دفعت إلى المسؤولين الرياضيين بلغت 66 مليون جنيه استرليني، خصوصاً أن من بينهم ثلاثة من الأعضاء الحاليين للجنة التنفيذية لفيفا؟

اللجنة الأولمبية الدولية لا تعتقد ذلك. فقد أعلنت الثلاثاء أن لجنة الأخلاق التابعة لها ستبحث في الدعاوى المرفوعة ضد عيسى حياتو، رئيس اتحاد افريقيا لكرة القدم وعضو في اللجنة التنفيذية لفيفا. وفعلاً طلبت من بانوراما إرسالها الأدلة كافة التي تثبت حصوله على رشاوى.

إلا أن الفيفا أصدر بياناً ادعى فيه أن كشوفات بانوراما: quot;تعود إلى سنوات ماضية وجرى التحقيق فيها من قبل السلطات المختصة في سويسراquot;. وأضاف أن quot;التحقيقات والقضية مغلقتان بالتأكيدquot;.

وإزاء هذه الخلفية فإن كامرون وبيكهام والأمير ويليام يحاولون جلب الإنتباه إلى سحر انكلترا وجاذبيتها وصرف الأنظار عن ادعاءات بانوراما حول الملاعب وكسب الأموال المحتملة من مناقصة عرض انكلترا، خصوصاً أن شركة ماكينزي للإستشارات نشرت الثلاثاء تقريراً كشفت فيه أن عرض انكلترا سجل مئة في المئة نقطة وجاء في الصدارة مع الولايات المتحدة في تحليل الفوائد الإقتصادية لكل من المناقصتين لعامي 2018 و2022 اللتين قدمهما المضيفين المحتملين.

لذا مثلما بدأ quot;الأسود الثلاثةquot; (كامرون وبيكهام والأمير ويليام) لعرض انكلترا، كما أسماهم أندي أنسون، الرئيس التنفيذي لانكلترا 2018، اتصالاتهم المكثفة، فإن الأسئلة الرئيسة التي ينبغي عليهم الإجابة عليها اليوم هي:

أولاً، يجب عليهم أن يعرفوا ماذا سيفعل جاك وارنر الذي يسيطر على الأقل على صوتين من الأصوات الثلاثة لاتحاد الكونكاكاف (اتحاد اميركا الشمالية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي لكرة القدم)، لأنه أمر حاسم بالنسبة إلى عرض انكلترا للحصول على خمسة أو ستة أصوات ليتخطى الجولة الأولى. ومن دونه لا يمكن لها بناء أي زخم. فإذا تفاعل وارنر سلبياً مع ادعاءات quot;بانوراماquot;، البرنامج الذي اتهمه بالترويج للتذاكر، فستكون انكلترا في ورطة كبيرة.

ثانياً، أنهم بحاجة إلى معرفة رد فعل عيسى حياتو ونياته والأمل بتصويته لصالح انكلترا. ولكن بما أنه أصابته كدمات من تحقيقات صحيفة quot;صنداي تايمزquot; في الشهر الماضي، فإنه من غير المرجح أن يميل لعرض انكلترا.

وأخيراً، فريق انكلترا بحاجة إلى معرفة كم هو عدد أعضاء اللجنة التنفيذية الذين سيدلون بأصواتهم. ففي هذه اللحظة لا يستطيع رينالد تيماري، من تاهيتي، رئيس اتحاد اوقيانوسيا، الموقوف لمدة عام على خلفية فضيحة quot;شراء الأصواتquot; التي نشرتها quot;صنداي تايمزquot; والذي لا يمكنه المشاركة في عملية التصويت، وما إذا كان نائبه ديفيد تشونغ سيحل محلة ndash; الذي يعتقد بأنه يؤيد عرض انكلترا ndash; إذا سحب الأول قرار الإستئناف، خصوصاً أنه مازال هناك عدم الوضوح من الفيفا حول الموضوع.

وعلى رغم كل هذه الأسئلة وإصرار انكلترا على أنها يمكنها الفوز باستضافة نهائيات كأس العالم 2018، إلا أنه من الواضح أنه ما يزال على كامرون وبيكهام والأمير ويليام القيام بعمل شاق خلال الساعات القليلة المقبلة لإقناع أعضاء اللجنة التنفيذية بغض النظر عن ادعاءات quot;صنداي تايمزquot; وquot;بانوراماquot; لجلب البطولة إلى انكلترا بعدما يكون قد مرّ 52 عاماً على رفع بوبي مور كأس quot;جول ريميهquot; في استاد ويمبلي عندما يحين موعد نهائيات كأس العالم 2018.