حرص المسؤولون الروس طيلة الـ 22 شهراً الماضية على تقديم رؤية جريئة للاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; بشأن ملف ترشحهم لاستضافة بطولة كأس العام عام 2018.

ومازالت تتضافر الجهود وتستمر المحاولات من جانب المسؤولين عن شؤون الساحرة المستديرة في موسكو من أجل الفوز بحق تنظيم المونديال العالمي على الملاعب الروسية بعد أقل من ثماني سنوات.

ويرى الأشخاص الذين يروجون لحملة استضافة روسيا لمونديال عام 2018 أن البطولة ستعمل على فتح أسواق جديدة، وستُنَمي بشكل كبير من شعبية كرة القدم في روسيا وخارجها، كما ستترك ورائها إرثاً مستمراً من الملاعب الجديدة، وكذلك شبكة نقل حديثة، وبنية تحتية مطورة.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن مقارنة ملف روسيا لتنظيم مونديال 2018 بملف إنكلترا المتعلق بذات الغرض تُظهِر عدة تناقضات. فالمسؤولون الإنكليز يركزون على طبيعة بلادهم المدمجة، واستاداتهم الرائعة المتواجدة حالياً، والشعبية الطاغية التي تحظى بها كرة القدم داخل وخارج البلاد، واحتمالية تحقيقهم أرباحاً قياسية للفيفا. في حين يراهن الملف الروسي على احتمالية النمو والحديث عما يمكن لبطولة كأس العالم أن تقوم به لإظهار quot;روسيا الجديدةquot;، فضلاً عن التذكير على نحو متزايد بأن روسيا لم يسبق لها أن استضافت المونديال مطلقاً.

وتقترح روسيا في ملفها أن تستضيف البطولة على 16 ملعباً، منها14 تم بنائها حديثاً أو أعيد ترميمها بشكل كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الملاعب تتواجد في 13 مدينة تم تجهيزها لاستضافة البطولة.

وأوضحت أيضاً أن الروس قطعوا على أنفسهم وعداً بأن ينفقوا 6 مليارات دولار ( 3.8 مليار إسترليني ) على البني التحتية الخاصة بكرة القدم فقط، وفي كثير من الأحيان على تحسين شبكات النقل والإقامة ومراكز المدن، وهي الأمور التي وافقت عليها الحكومة بتقديمها ضمانات في هذا الشأن.

وحرص بشكل كبير أليكسي سوروكين، رئيس الملف الروسي، على إبراز الاستثمارات الخاصة، وكذلك العامة، والضغوط التي تعرض لها أثرياء كبار مثل رومان أبراموفيتش من أجل المساهمة في تعزيز حظوظ بلادهم للفوز بحق تنظيم البطولة المونديالية.

كما سعت روسيا في كل منعطف إلى التأكيد على رغبتها في تنظيم الحدث المونديالي الكبير، في محاولة من جانبها لنيل موافقة الفيفا.

ونقلت الغارديان في هذا السياق عن فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي، قوله :quot; بإمكان إنكلترا أن تستضيف كأس العالم غداً. لكننا نمتلك رؤية، والفيفا ينتهج فلسفة تتيح له محاولة النمو في مناطق جديدة من العالم. والكرة تحظى برواج كبير للغاية في إنكلترا. ونحن إذ نأمل أن تصل شعبية الكرة في بلادنا لنفس مستوى الشعبية الذي تحظى به في إنكلتراquot;.

وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين روسيا وإنكلترا حالة من الخلاف، احتدت بشكل جدي الحرب الكلامية التي نشبت بين الطرفين على مدار الأشهر الأخيرة في سياق تنافسهما على استضافة المونديال عام 2018.

وهو ما اتضح من خلال الشكوى التي تقدمت بها إنكلترا الشهر الماضي إلى الفيفا بشأن التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن سوروكين في ما يخص المشكلات التي تعانيها لندن سواء في ما يتعلق بارتفاع معدل الجريمة أو تناول الكحوليات، لكن الصحيفة استبعدت أن يكون لذلك أي تأثير يُذكر على نوايا الدول التي ستدلي بصوتها بشأن تنظيم البطولة.

وختمت الصحيفة بتأكيدها في الوقت ذاته على أن روسيا، شأنها شأن باقي منافسيها، تعمل باجتهاد على مخاطبة ود أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا.