تضع جماهير أكبر الأندية السعودية نادي الهلال أيديها على قلوبها مع اقتراب موسم الانتقالات الشتوية مطلع يناير/كانون الثاني المقبل بعد تسريبات من مصادر متعددة عن انفراط سبحة عقد اللاعبين الأجانب في الهلال بسبب العروض المغرية التي تلقوها من أندية مختلفة في أكثر من مكان في العالم.


الرياض: على مدى 3 أعوام تمثل عمر الإدارة الهلالية الحالية، كان الأبرز على الساحة السعودية هم لاعبو الهلال الأجانب، وبدا واضحاً أن المبالغ الطائلة التي سيّلها رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد آتت أكلها، وبات الفريق الأزرق الرقم الأول محلياً، وكان في طريقه لأن يكون كذلك آسيوياً لولا أخطاء إدارية فادحة كان من أهمها الإصرار على إبقاء المدرب البلجيكي إيريك غيريتس على سدة الإدارة الفنية رغم أنه وقع عقداً لتدريب منتخب المغرب في وقت كانت المنافسة الآسيوية محتدمة.

وحينها لم يستطع غيريتس التركيز على quot;صنعتينquot; وسط مطالبات المغاربة الملحة عليه أن يترك الهلال، ولم يستطع أن يؤدي مهامه على الوجه المطلوب بعد أن اتجهت أنظاره من الملاعب الآسيوية إلى استادات أوروبا التي ينتشر فيها اللاعبون المغاربة ومفاوضة الكثير منهم للعب للمنتخب المغربي بدلاً من المنتخبات الأوروبية مثل هولندا وبلجيكا وفرنسا.

الإدارة الهلالية باتت مفتقدة للدعم الأولي الذي كانت تتلقاه في بداية توليها المهمة بحسب مصادر إيلاف من داخل البيت الأزرق ، وأصبحت تلهث وراء فتات أعضاء الشرف الداعمين الذي لا يتجاوزون أصابع اليد والواحدة ولا يضخون الكثير من المال في خزينة الأزرق.

صورة مركبة للاعبي الهلال المحترفين مع صورة رونالدينيو ونيفيز

كل ذلك جعل من الإدارة في مأزق التضحية بأهم مكتسباتها وهم اللاعبون الأجانب، إلا أن الإدارة وإن كانت محتاجة للمال إلا أنها لاتريد التفريط سوى بواحد منهم وهو السويدي كريستيان فيلهامسون الذي قل عطاؤه منذ نهاية الموسم الماضي بعد مشاكل وخلافات كبيرة مع رفيقة دربه الحسناء أوكسانا أندرسون.

ولكن سفينة العروض أتت بما لا تشتهي سفن الإدارة الزرقاء، حيث لم يتلقَ السويدي عروضاً مجدية، فيما دارت الأخبار عن 3 عروض قوية لحبيب الجماهير الهلالية وأفضل لاعبي الأزرق المحترف الروماني ميريل رادوي، ففضلاً عن نية ناديه السابق ستيوا بوخارست استرجاعه، فإن باريس سان جيرمان الفرنسي رصد أكثر من 8 ملايين يورو مقبل انتدابه، في حين يتحدث أهلي دبي عن أعلى مرتب سنوي في الخليج رهناً لموافقة رادوي على الانضمام لصفوفه حيث أن موافقته تعني أنه سيتسلم 4 ملايين دولار سنوياً وهو ضعف ما يتقاضاه في الهلال.

أما البرازيلي الصغير تياغو نيفيز صاحب الـ24 عاماً فإنه حطم الرقم القياسي في عدد العروض المقدمة على شرفه، ويدعم ذلك رغبته الملحة في مغادرة السعودية بعد موسم ناجح جداً مع الهلال قادماً من فلومنسي البرازيلي وهامبورغ الألماني.

ورغم أن إدارة الهلال تتكتم على العروض المقدمة للاعب إلا أن وكيل أعمال نيفيز لا يكاد يسكت يوماً عن التصريح للصحف البرازيلية والأوروبية حول العروض الذي يتلقاها، وكل ذلك قد يعجل برحيل نيفيز خصوصاً وأن مدرب منتخب البرازيل نقل لنيفيز أنه لن يستدعيه مجدداً لقائمة الفريق الأول إلا إن ترك الأراضي العربية إلى أوروبا أو البرازيل.

وكان نيفيز أحد أهم نجوم منتخب السامبا في أولمبياد بكين الماضي برفقة النجوم البرازيليين أمثال رونالدينهو.

صحيفة futnet البرازيلية نقلت عن ليو رابيلو وكيل أعمال نيفيز، أن اللاعب بات في حكم العائد للبرازيل من خلال نادي فلومنسي، وقال إن الهلال أبدى مرونة ومنحنا الضوء الأخضر في مجريات التفاوض، وأكد في حديثه أن عدداً من أندية البرازيل وقعت عروضها وهي في طريقها إلى طاولة رئيس الهلال قبل نهاية الأسبوع المقبل.

وأكد رابيللو ''نيفيز يريد البرازيل رغم العروض الخارجية الأخرى من الخليج و إسبانيا واليابان، لكن نيفيز يريد العودة إلى صفوف منتخب السامبا''.

أما المحترف الكوري الجنوبي لي يونغ بيو فإنه يملك على الأقل عرضين جادين أحدهما من بلاده والآخر من الخليج بحسب مصادر عليمة نقلت الخبر لإيلاف.

كل هذه المعطيات تضع إدارة الهلال أمام عاصفة إدارية مرتقبة فيما لو تم التفريط بأحد نجوم الفريق الأجانب غير السويدي فيلهامسون، وبخاصة ميريل رادوي الذي يحضى بشعبية جارفة في الرياض، ويقابل ذلك ارتباك ملحوظ في التسريبات الإعلامية الرسمية للإدارة التي قالت على لسان رئيسها الأمير عبدالرحمن إنها بصدد التعاقد مع مهاجم أجنبي دون أن تعلن عن اسم اللاعب الذي سيعلق فانيلته الزرقاء إلى الأبد.

شتاء يناير المقبل يبدو أنه سيكون ساخناً على بطل الدوري السعودي بالنظر إلى حزمة التحديات التي تواجهها الإدارة في ملف المحترفين، فهم جميعاً وإن غادروا فإنهم سيضخون مبالغ طائلة في خزينة quot;الزعيمquot; لكن البدلاء عليهم أن يكونوا أقوياء كثيراً ليتناسى الهلاليون إنجازات سابقيهم، وهو ما يضع إدارة الهلال وخزينتها أمام مأزق الإختيار وضخ المال لانتداب أسماء جديدة لن تكون من أوروبا في غالب الأحوال.