مع نهاية كل موسم، تتكاثر في ووسائل الإعلام المصرية العديد من الأخبار المتعلقة بانتقالات اللاعبين، الداخلية منها والخارجية، بصورة تبدو للبعض وكأن هناك سباقا ً محتدما ً في ما بين اللاعبين لتسويق أنفسهم. وفي ما تتسم تلك الانتقالات بالواقعية المقترنة بالاحترافية في بعض دوريات دول الجوار، وبالتأكيد في دوريات القارة الأوروبية، إلا أن ما يحدث في مصر مع نهاية كل موسم يبدو في أغلب الأحيان سيناريو مكررا ً لمسلسل العروض الاحترافية التي يتحدث عنها اللاعبون المصريون في السنوات الأخيرة والتي لا تسفر في نهاية المطاف إلا عن نتائج محدودة.

فالمتفحص لمثل هذه الأخبار خلال المواسم الأخيرة، يجد أن أغلبها لا يتحقق. وحتى إن تحقق البعض منها، على مستوى الاحتراف الخارجي، فإن التجربة إما أن تكون منقوصة، أو لا يكون بوسع اللاعب نفسه التمسك بها لأسباب شخصية في المقام الأول. وعلى غرار ما حدث في السنوات الماضية، بدأت تتحدث الآن مختلف المنافذ الإعلامية عن سلسلة من الأخبار التي تكشف عن جُمْلة من العروض الاحترافية لمجموعة من أبرز لاعبي الدوري المصري، تتفاوت جدواها ما بين الواقعية والخيال.

تلك الحالة التي تبدو وكأنها أضحت سمة من سمات الدوري المصري، أو بشكل أكثر تحديداً، اللاعب المصري، باتت ظاهرة تستحق الدراسة، ولما لا وكثير من اللاعبين يبدو وأنهم يرتكزون عليها فقط لمجرد رفع أسعارهم أو لفت الأنظار إليهم. ورغم الجدية التي تتميز بها بعض العروض التي تصل اللاعبين المصريين، إلا أن ثقافة الارتباط بالوطن والجماهير، كثيرا ً ما تلعب دورا ً بارزا ً في إفشال بعض الصفقات.

وبعيدا ً عن لغة العواطف والمشاعر، وبالنظر إلى ما بدأت تتحدث عنه وسائل الإعلام في ما يتعلق بعروض الاحتراف التي يمتلكها عدد من اللاعبين في تلك الأثناء، بدا من الواضح أن هناك ثمة نوع من أنواع الغموض الذي يحيط بالحقيقة أو الأبعاد الكاملة التي تقف وراء مثل هذه الصفقات. وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل في حالات بعينها عن سر الإعلان من الأساس عن وجود عرض احترافي للاعب، مادام أن الواقع يشير مسبقا ً إلى أن مسألة الموافقة على مثل هذا العرض، ستكون بعيدة عن أرض الواقع.

ومع وضع جميع الاحتمالات في الحسبان، إلا أنه وبالنظر بشكل موضوعي إلى طبيعة الأجواء التي تهيمن على الساحة الرياضية في مصر، يمكن للقاصي قبل الداني أن يفهم على سبيل المثال صعوبة إتمام العرض الذي تم الإعلان عنه مؤخراً حول انتقال لاعب الزمالك ونجمه الأول الآن، محمود عبد الرازق quot;شيكابالاquot;، إلى نادي أندرلخت البلجيكي بداية ً من الموسم الجديد، على الرغم من الأنباء التي بدأت تتسرب من داخل جدران النادي عن أن الإدارة والجهاز الفني للفريق بقيادة حسام حسن قد وافقوا على إتاحة الفرصة للاعب كي يخوض تجربة الاحتراف الخارجي.

والسبب الرئيسي هنا هو سبب متعلق بالناحية الجماهيرية، حيث سيكون من الصعب التفريط في موهبة quot;شيكاquot;، في الوقت الذي بدأ يقف فيه الفريق الأبيض من جديد على قدميه، وبالتزامن مع بدء انتعاش الآمال مرة أخرى لدى الجمهور الأبيض في العودة إلى عصر البطولات، بعد السنوات العجاف التي عاشها النادي خلال المواسم الأخيرة.

وبالاتساق مع ذلك، ودون التقليل من جدوى باقي العروض التي تم الإعلان عنها، ومن بينها العرض الإنكليزي الذي وصل اللاعب أحمد عيد عبد الملك، مهاجم نادي حرس الحدود، وعرضي ساندرلاند وبلاكبيرن الإنكليزيين الذين يتحدث عنهما اللاعب أحمد المحمدي، ظهير أيمن نادي إنبي، وكذلك تلك العروض ( ما بين تركية وإسبانية وإنكليزية ) التي ينتظرها هداف النادي الأهلي، عماد متعب، وفي ظل استمرار حالة الغموض بشأن الموقف الاحترافي لكل من عمرو زكي وأحمد حسام quot;ميدوquot; وحسني عبد ربه وعصام الحضري، فإن هناك حالة من الترقب تسود الشارع الرياضي حول الواجهة التي سيتخذها هؤلاء اللاعبين خلال الموسم المقبل، سواء داخلياً أو خارجياً.