لم تعش الدار البيضاء أجواء مثل تلك التي تسودها حاليا، حيث انشطرت المدينة إلى قسمين، إذ سادت فرحة عارمة في الأحياء، التي تعد معقلا لفريق الوداد، بينما خيم جو الحداد على الأحياء، التي تعد معقلا للرجاويين.

وجاءت هذه الأجواء نتيجة ظفر الوداد بلقب الدوري المغربي، بعد احتلالها المركز الأول بـ 54 نقطة، إثر الفوز، أول أمس السبت، على الفتح الرباطي، بمركب محمد الخامس في الدار البيضاء، بهدف لصفر، في حين انهزمت الرجاء، التي كانت متصدرة بفارق نقطة واحدة، أمام الجيش الملكي بالنتيجة نفسها، ما أدى إلى احتلاله المركز الثاني بـ 52 نقطة، وبالتالي أضاع عليه اللقب، الذين كان مصيره بيده.

ودامت احتفالات جماهير الوداد الرياضي البيضاوي، الذي أضاف اللقب الـ 12 إلى خزانته، حتى الساعات الأولى، من صباح أمس الأحد.

وكانت زوجات المشجعين الوداديين المستفيدات الأكبر من هذا الفوز، إذ تلقين هدايا، سواء كانت عينية أو نقدية، بالإضافة إلى العزائم، بينما عضضن زوجات الرجاويين على أصابعهن ندما، بعد أن تبخرت الوعود التي قطعها لهن أزواجهن، بسبب فقدان النادي اللقب.

وكشف إدريس السلاوي، عضو المكتب المسير للوداد والناطق الرسمي باسم الفريق، أن المكتب المسير يعد حفلا للاعبين في أحد الفنادق الفخمة للعاصمة الاقتصادية، قبل خروجهم في عطلة.

وذكر إدريس السلاوي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن والي جهة الدار البيضاء ينتظر أن ينظم حفلا،اليوم الاثنين، على شرف لاعبي الفريق الأحمر، الذي عاد إلى القمة، بعد صراع هيتشكوكي مع غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي.

وأوضح الناطق الرسمي للوداد أن اللاعبين سيتلقون المنح التي وعدهم بها المكتب المسير، في حالة ظفرهم باللقب.

وكان رئيس النادي، عبد الإله أكرم، وعد اللاعبين بمنحة بقيمة 8 ملايين سنتيم، إذا نجحوا في الفوز في المباريات الأربعة الأخيرة، والظفر باللقب، إلى جانب المنح التي كانوا وعدوا بها منذ بداية الموسم.

ورغم quot;العداوة الكرويةquot; جماهير الفريقين، إلا أن الرجاويين وجهوا التهنئة للوداديين، إما عبر الرسائل الهاتفية أو بشكل مباشر، مؤكدين أن الأهم في كل هذا أن quot;الدرع ظل في الدار البيضاءquot;.

واللافت في احتفالات الفريق الأحمر أن العنصر النسوي كان حاضرا بقوة، إذ خرجت عشرات المشجعات إلى الشوارع مرتديات أقمصة الفريق الأحمر، ومرددات شعارات تؤكد استحقاق الوداد للقب.

أما الرجاوييون الذي توجهوا بكثافة إلى الرباط، حيث كانوا يستعدون للاحتفال بالفوز بالبطولة للسنة التالية على التوالي، فحملوا مسؤولية خسارة الدرع بالدرجة الأولى للاعبين، الذين كانوا دون المستوى، وظهروا بمستوى ضعيف جدا أمام الفريق العسكري، على حد تعبيرهم.

وهذا هو اللقب الثاني عشر ( رقم قياسي) لفريق الوداد بعد تلك التي أحرزها سنوات 57، و66، و69، و76، و77، و78، و86، و90، و91، و1993، و2006، ليتساوى بذلك مع فريق الجيش الملكي في عدد الألقاب المحققة منذ انطلاقة البطولة الوطنية في موسم 1956 -1957.

وراهنت الوداد بقوة على الفوز بلقب هذا الموسم، بعد التعاقد مع مجموعة من اللاعبين الموهبين، بمبلغ مالي فاق 800 مليون سنتيم.

ووقعت الوداد على مرحلة ذهاب متميزة، قبل أن يسجل تراجع في النتائج في مرحلة الإياب، لتهتز القلعة الحمراء، عقب الخسارة في الديربي، ما قاد الرجاء إلى صدارة البطولة.

وأدت هذه الخسارة إلى تقديم المدرب بادو الزاكي استقالته، بالإضافة إلى مدرب حراس المرمى، والمعد البدني، لتستعين الوداد بخدمات فخر الدين رجحي.