ساعات معدودة تتبقى على قمة الحسم التي سيخوضها المنتخب الجزائري لكرة القدم مساء الأربعاء في كأس العالم، حيث تغلب سمة quot;التفاؤلquot; على الشارع المحلي، ويبدي السواد الأعظم من عشاق محاربي الصحراء ثقة بعبور منتخبهم إلى الدور الثاني، خلافًا لفريق آخر متحفظ لكنه لا يخف تشاؤمه لاعتبارات متعدّدة.
كامل الشيرازي من الجزائر: في جولة قادت quot;إيلافquot; عبر العاصمة الجزائرية وضواحيها، كان العنوان الأكبر للحياة هناك هو كأس العالم وما يمكن أن يفعله الخضر على أرض نيلسون مانديلا، فالجزائريين لا ينامون ولا يستيقظون إلاّ على العرس المونديالي وتفاصيل نجوم الجزائر.
ووسط ديكور فريد وحالة بارزة من الترقب الممزوج بالخوف والقلق، قابلنا مجموعة من الشباب المتحمس بشارع حسيبة بن بوعلي، وعلى إيقاع الأغاني الرياضية التي كانت تصدح في المكان، بادرنا سمير البائع بمحل ملابس:quot;سنفوز ونتأهل، سيكون يوم مشهودquot;.
وبالنغمة ذاتها صاح رشيد وجمال وهما طالبان بكلية الحقوق:quot;إمكانات منتخبنا تسمح له بتخطي عقبة الأمريكانquot;، وبلهجة واقعية رزينة، خاطبنا منصور (56 عامًا) صاحب مطعم:quot;المنتخب الأمريكي قوي ويضم لاعبين من الطراز الأول، والمنطق في صالحهم، لكني أعتقد أنّ الروح الجزائرية ستكون السيّدةquot;.
غير بعيد، وبحي الحامة الشعبي، المشهد كان ذاته، أهازيج رياضية غامرة على غرار:quot;فيفا لالجيريquot;، quot;جزاير يماquot;، quot;لالجيري بلادي .. ساكنة في قلبيquot;، وتكهنات لا تنتهي، انبرى رضوان العامل بمقهى ليقول:quot;فوزنا على أمريكا لا نقاش فيه، نحن أحسن منهمquot;، وأيّده رفيق، ماحي ومجيد بالتأكيد على أنّ فرصة العمر بيد المنتخب وعليه أن لا يخيّب تطلعات مشجعيه، في وقت ذهب حميد وثلة من أصدقائه بعيدًا بجزمه أنّ quot;الجزائر ستصل إلى دور متقدم من المونديالquot;.
وبباحة المكتبة الوطنية لم تكن انطباعات الجنس الناعم مغايرة، حيث ألّحت خديجة، منال، صونيا وجميلة على أنّ المجال متاح لدخول التاريخ، واقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى، وتبدي آمال وراضية وسمية ارتياحا لروح التحدي التي عبّر عنها الطاقم الفني وسائر العناصر الوطنية، فيما نصحت الأستاذة صليحة زياني ومطمور وبوقرة وغيرهم بعدم التفريط في تأشيرة التأهل، والحل حسبها في التحلي بجرأة أكبر تمر حتمًا بلعب هجومي.
وكشفت الجدة شريفة (74 عامًا) أنّها أقدمت على إلغاء حفل زفاف حفيدها بسبب تزامنه مع كأس العالم، وتضيف ضاحكة:quot;نتضرع إلى الله كي تتألق الجزائرquot;، وذكرت صبيرة، نادية ونجاة أنهن يتأهبن لطهي الحلوى وتحضير الشاي والمشروبات الباردة لتوزيعها على مواطنيهم احتفالا بفوز يوقنّ بتحقيقه.
بالمقابل، لم يكن رأي قطاع آخر من الجزائريين على نفس درجة التفاؤل المفرط لدى بقية مواطنيهم، وبنبرة عميقة استغرب عبد الحفيظ وهو مسيّر مؤسسة خاصة، ذاك التحفظ المفرط لدى الأنصار، معلّقا:quot;لا بدّ من الممايزة بين صوت العقل وصت القلب، فمنتخبنا الشاب لم يسجل هدفا واحدا في مباراة رسمية منذ ستة أشهر كاملة، فكيف له أن يمضي هدفين في مرمى منتخب بحجم وقيمة الولايات المتحدة الأمريكيةquot;، وردًا على (استفزازنا) بكونه يبالغ في التشاؤم، ردّ واثقا:quot;الفريق يفتقد إلى هدّاف حقيقي، فضلاً عن تفضيل مدربه خططًا دفاعية تكبح جماح المهاجمين، فضلاً عن افتقار التشكيلة للخبرة المطلوبة في هذه المنافسات، ذاك كان واضحا في مقابلة سلوفينيا، وحتى ضدّ إنجلترا، وسيكون أوضح في مواجهة الأمريكان الذين يتمتعون بقوة بدنية خارقة للعادة.
وعلى المنوال نفسه، ينسج علي الموظف في مؤسسة حكومية:quot;التكهن صعب، لكن ما يتمناه بعض الناس صعب التحقيق، قد ننهزم لكن المهم أننا كسبنا فريقًا شابًا يمكنه تحقيق إنجازات أكبر في قادم السنواتquot;، كما يذهب مراد وهو رئيس مصلحة إدارية إلى أنّه لا ينبغي الإفراط في التفاؤل وترك الأرجل في الأرض، متصوّرًا أنّه مثلما تسعى الجزائر للنيل من أميركا، فإنّ الأخيرة تخطط للأمر ذاته، ولديها ترسانة قد تساعدها في ترجيح الموقف، ويرفض مراد تمامًا مثل زملائه عمر، علال وماسينسا، أن يتم فهم كلامهم بشكل آخر، ويتم تصنيفهم في خانة quot;غير الوطنيينquot; لأنّ الأمور لا تسير بالعواطف، على حد تعبيرهم.
تابعوا معنا كل ما يخص كأس العالم 2010 عبر الملحق الخاص بالمونديال
التعليقات