وجهت صحيفة quot;نيوز أوف ذي وورلدquot; ضربة قاضية لعصابة كانت تأمل في ربح ملايين عدة من الجنيهات الاسترلينية بعد تقديمها رشاوى لبعض اللاعبين الباكستانيين للتلاعب بنتيجة مبارياتهم أمام انكلترا التي كانت تجري خلال الأسبوع على استاد لوردز شمال لندن.

ففي الفضيحة الأكثر إثارة من أي وقت مضى لهذه الرياضة، فإن الراميين محمد أمير ومحمد آصف وافقا على مخالفتهما نظام اللعبة بعبور خط الرمي ثلاث مرات عمداً لإجبار الحكم على عدم منح فريقهما أي نقاط.

وفي مقره من لندن قال الوسيط مظهر مجيد، الذي دعا مراسل quot;نيوز أوف ذي وورلدquot; إلى المراهنة على عملية الاحتيال بمبلغ 150 ألف جنيه استرليني: quot;هذا ليس من قبيل المصادفةquot; في الوقت الذي كان الثنائي أمير وآصف يقومان بتسليم الدفة لمنتخب انكلترا.

وبعد ثبوت الأدلة المدعومة بالصوت والصورة على تقديم مجيد رشاوى للاعبين الباكستانيين، قامت شرطة سكوتلانديارد بإجراء تحقيق خاص بها في هذه الفضيحة، وأعلنت أمس الأحد أنها ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 35 عاماً من دون تسميته.

وشاهد الملايين من محبي هذه الرياضة في كل أنحاء العالم نجمي باكستان الراميين أمير وآصف خلال قيامهما بمخالفتهما ثلاث مرات يومي الخميس والجمعة الماضيين في مباراة منتخب بلادهما ضد انكلترا في الاستاد التاريخي للكريكيت لوردز في لندن، فيما كان المشجعون المكتظون في مدرجات الملعب السبت يشاهدون انهيار باكستان بعد خروج الرماة في الجولة الأولى، ولكنهم اضطروا إلى متابعة المباراة.

ولكن لقطات الصدمة التي نشرتها الصحيفة أمس الأحد عن تسلم مظهر مجيد، وسيط اللاعبين، 150 ألف استرليني نقداً وتأكيداته من أي لاعب ستأتي المخالفات بالضبط، أثبتت أن المباراة بين البلدين أصبحت مزورة.

وبعد وضعه عشرة آلاف استرليني في جيبه كعربون مقدماً وإصراره على أن المبلغ ذهب إلى النجمين الباكستانيين، جلس مجيد يوم الأربعاء الماضي في غرفة في فندق كوريثورن تارا غرب لندن مع مراسل الصحيفة، وبدأ يعد بشغف قسط الـ140 ألفاً في حزم من 50 استرلينياً التي هي quot;تذكرة دخولquot; الصحيفة في فضيحة الرهانات الناجحة بالفعل، والتي كان فريقها متخفياً على أنه من الأشخاص الذين يقامرون في اتحاد احتكاري في الشرق الأقصى.

وفي مقابل كل حقيبة من المال، شرح مجيد بهدوء تفاصيل عما سيحدث ومتى في ميدان اللعب في اليوم التالي، مؤكداً أنه يمكن أن يمدهم بكل المعلومات المربحة في المستقبل، واعداً: quot;سأبلغكم بثلاث مخالفات لأثبت لكم أولاً ما سيحدث بالضبط لأنني نظمت ذلك، فستشاهدون حدوث هذه المخالفات، وأقول لكم إذا راهنتم عليها فإنكم ستحصلون على أموال ضخمة صدقونيquot;.

وأثارت الصحيفة أن مجيد حدد كابتن باكستان الشاب سلمان بوت على أنه العقل المدبر لعصابة من المحتالين. وذكر أيضاً اسماء حارس quot;الوكتquot; (الأخشاب الثلاثة) كامران أكمل الذي يتفاخر بأن لديه سبعة من لاعبي الكريكيت الفاسدين quot;في جيبهquot;، ولدى جميعهم مبالغ ضخمة في البنوك حصلوا عليها من مكاتب المراهنات وعصابات الرهانات.

الفضيحة، يغذيها الجشع، هي خيانة من قبل اللاعبين ليس فقط للرياضة، بل لوطنهم المجنون بالكريكيت. فكما الملايين من الباكستانيين يصارعون ضد المرض والجوع وسط الفيضانات المدمرة، كان الغشاشون يدنسون سمعة بلادهم ويملأون جيوبهم فقط.

وفي لقاء مع فريق الصحيفة، تفاخر الوسيط مجيد بأن الغش متفشٍ ومستقبل المباريات ضد انكلترا هذا الصيف مخصصة بالفعل للغش والتلاعب بنتائجها. واعترف أن العملاء قد حصلوا على ملايين استرلينية من التلاعب بنتائج المباريات في كل أنحاء العالم. وكشف أيضاً أنه يشرف على الغش بطريقة تجاوز خط الرمي وتحديد عددها، مع إشارات مثل تغيير القفازات للتأكيد على الإلتزام بالغش. واعترف أنه أساء استخدام منصبه مالكاً لنادي كرويدون اثلتيك لكرة القدم الذي يلعب خارج الدوري الانكليزي، لغسل الأموال التي اكتسبها بطريقة غير مشروعة.

وفي مرحلة ما من هذا اللقاء، قال مجيد لفريق الصحيفة إنهم يمكن أن يحصلوا على الملايين من الجنيهات الاسترلينية من خلال اعطائه مبلغاً يصل إلى 450 ألف استرليني في كل مرة يزودهم بمعلومات عن المباريات، ثم وضع رهاناتهم على نتائج محددة. وحاول تبرير سلوك اللاعبين المخجل بقوه: quot;هؤلاء الفتيان فقراء يحتاجون إلى المال لأنه تدفع لهم أجور ضحلةquot;. وقال إنه سيفتح للفريق حساباً في بنك سويسري لإخفاء مكاسبهم غير المشروعة.
يذكر أن امبراطور العقارات، مجيد، (35 عاماً) يملك منزلاً في ضاحية ساري الراقية يقدر سعره بـ1.8 مليون استرليني، وهو وجه مألوف في ملاعب الكريكيت في كل انحاء العالم.

وكانت quot;نيوز أوف ذي وورلدquot; قد فتحت تحقيقاً حول الموضوع قبل أكثر من أسبوعين بعدما تلقت معلومات سرية. وتسلل مراسلها وفريقه إلى الشبكة الاجرامية بعدما تظاهروا أنهم رجال أعمال أثرياء. وكان أول لقاء بينهم وبين مجيد يوم الاثنين 16 آب الجاري في فندق هيلتون بارك لين في لندن. وحالما ظهر مجيد مرتدياً جينز وقميصا بسيطا فإنه تفاخر على الفور أن له علاقات جيدة مع الفريق الباكستاني: quot;انني أدير شؤون عشرة لاعبين مثل العقود والرعاية والتسويق وكل شيء، وأنا أعمل بشكل وثيق جداً مع المجلس الباكستاني للكريكيتquot;.

من جهة أخرى، قال ناطق باسم شرطة سكوتلانديارد الأحد: quot;بعد المعلومات التي نشرت في quot;نيوز أوف ذي وورلدquot; تم القبض على شخص يبلغ الـ35 عاماً للاشتباه بالاحتيالات على المراهناتquot;. فيما أوضح بيان مشترك لمجلس الدولي للكريكيت ومجلس انكلترا وويلز للكريكيت ونظيرهما الباكستاني صدر مساء أمس أنه تقرر استئناف المباريات كالعادة وحسب موعدها، وان المجالس الثلاثة ستساعد الشرطة في تحقيقاتها وأنهم لن يدلوا بأي تصريح آخر يتعلق بالأمر لأن المسألة قيد التحقيق.

يذكر أن انكلترا فازت بهذه السلسلة من المباريات التي انتهت مرحلتها الأخيرة الأحد.