في الوقت الذي يحتفل لاعبو أوروغواي بالفوز بكأس أميركا الجنوبية التي اقيمت في الأرجنتين مؤخراً، كان مدربهم أوسكار واشنطن تاباريز، مع حكمته التقليدية، حريصاً على عدم التهاون، إذ قال إن الفوز بكوبا أميركا quot;لا يعطينا أي ضمانات في المباريات التأهيلية لنهائيات كأس العالم، حيث أن المنتخبات الأخرى هي أكثر قدرة على المنافسة من هذه البطولةquot;.

وفعلاً استغرق الوقت في أول مباراة له مطلع الشهر الماضي منذ انتصاره في الأرجنتين، 13 ثانية فقط ليدرك منتخب أوروغواي أن الكأس ينتمي إلى الماضي. وهذا هو الوقت الذي احتاجه منتخب أوكرانيا ليضع الكرة في مرمى أوروغواي في مباراة دولية ودية اقيمت في خاركوف.

ولكن quot;سكاي بلوزquot; استطاع أن يعود بقوة ويفوز 3-2 مع هدف حاسم للمهاجم الأعسر هابيل هرنانديز، الذي تدرج من منتخب أوروغواي الرائع تحت الـ20 عاماً في 2009 مثل الشاب الجديد في ليفربول سيباستيان كوتس.

وهذا هو الحزام الناقل من المواهب الذي هو أفضل أمل لأوروغواي للحفاظ على زخمه.

ويبدو أن تاباريز كان محقاً في قوله، فالمجموعة التالية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي ستنطلق في أميركا الجنوبية يوم الجمعة ستكون بالتأكيد أكثر تنافسية من أي وقت مضى، فقد كانت هناك أدلة في مباريات كوبا أميركا التي عززتها جولة المباريات الدولية في الشهر الماضي.

حيث كان هناك أداء تشيلي المثير للإعجاب على رغم خسارته 2-3 أمام بطل العالم اسبانيا بهدف مشكوك فيه للغاية من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.

وكانت هناك مباراة فوز باراغواي وكولومبيا على بنما وهندوراس على التوالي. وكان هناك التعادل بين بيرو وبوليفيا بهدفين لكل منهما، وهي نتيجة ممتازة للفريق الضيف ضد الجانب الأقوى على الورق من الذي احتل المركز الثالث في كوبا أميركا.

وكانت هناك مباراة الفوز السابق لاكوادور 5-2 على جامايكا، وكانت هناك أيضاً مباراة غريبة وشاذة إلى حد ما في كالكوتا الهندية.

فقد بدأ مدرب الأرجنتين الجديد اليخاندرو سابيلا عهده مع مباراة ضد فنزويلا اقيمت في آسيا، مستخدماً أسلوب 4-3-3 مع الكابتن الجديد ليونيل ميسي في مركزه القديم مخترقاً إلى الأمام من مركز جناح اليمين.

وباعتراف الجميع، كان الجو حاراً جداً واقيمت المباراة على عشب اصطناعي، ولكن على رغم ذلك أداء الأرجنتين لم يكن مقنعاً مرة أخرى حيث بدا أنه يفقد سيطرته على بعض المراكز.

وفازت الأرجنتين 1- صفر برأسية نيكولا أوتامندي بعد ركلة ركنية، إلا أن تسجيل الهدف كان بسبب هفوة نادرة في التركيز لمنتخب فنزويلا الذي يمكن أن يتشجع كثيراً بعد أداءه الجيد في هذه المباراة، بعد مشاركة لاعبين للمرة الأولى في مراكز عدة، معلنة أن لديها مكاناً في مستقبل كرة القدم. علماً أنه المنتخب الوحيد في أميركا الجنوبية الذي لم يتأهل لنهائيات كأس العالم، إلا أنه يستحق بكل حق خوض تصفيات 2014 وهو يحلم بالركوب الطائرة الذاهبة إلى البرازيل.

ويعتبر هذا نهوضاً ملحوظاً، حيث أنه قبل جيل واحد كانت فنزويلا في كرة قدم أميركا الجنوبية تعادل سان مارينو في أوروبا، إلا أن تقدمها يعود إلى عمل رائع لثلاثة مدربين.

قبل أكثر قليلاً من عشر سنوات استطاع مدرب فنزويلا الأرجنتيني خوسيه عمر باستوريزا من تحديد مجموعة واعدة من اللاعبين الشباب.
وحل محله النابع من داخل البلاد ريتشارد بايز الذي استطاع تحسين النتائج من خلال استغلال العقلية المحلية وارسال اللاعبين إلى أرض الملعب من أجل الفوز وليس مجرد محاولة الحفاظ على شباكه نظيفة إلى أقصى حد. والآن فقد أخذ سيزار فارياس المهمة على عاتقه لنقل منتخب بلاده إلى المستوى التالي.

ولكن الكثيرون لم يكونوا يتذوقوا المدرب الشاب فارياس. ويبدو أنه نمى مثل نهج البرتغالي في ريال مدريد خوسيه مورينيو بمغازلة الجدل، لمشاجرته مع المدربين الآخرين خلال كوبا أميركا، ومع ذلك فهو موهوب بكل وضوح.

وتولى فارياس (38 عاماً) مسؤولية تدريب منتخبات بلاده منذ أن كان في أوائل العشرينات من عمره، وكان هناك فريقاً متماسكاً يعمل خلفه عندما تولى مسؤولية تدريب المنتخب قبل أربع سنوات.

في 2009 أخذ منتخب تحت الـ20 عاماً إلى بطولة العالم التي اقيمت في مصر، الذي أصبح العلامة الفارقة لتأهل لاعبيه بسرعة إلى المنتخب الأول.

في الواقع، واحدة من الأمور الأكثر إثارة للدهشة حول الفترة التي قضاها في منصبه هو الكم الهائل من اللاعبين الذين تم استدعاءهم. ففي الموسم الماضي اختار 40 لاعباً.

وألقى فارياس شبكته بشكل واسع، ولكن النتائج التي عانى منها لم تكن نتيجة لذلك. فالقدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاعبين تشير إلى العمل الممتاز لمهارات هذا المدرب ووضوح نهجه التكتيكي.

وهو الآن يلقي شباكه في مناطق أكثر اتساعاً. فإنجازات فنزويلا في كوبا أميركا، الذي احتل المركز الرابع وكان غير محظوظاً بدرجة كبيرة للتأهل إلى المباراة النهائية، أثارت صورة جاذبية للفريق وجعلت الرهان الجذاب للاعبين المقيمين في أوروبا الذين مايزال لديهم اتصال بوطنهم.

فقد كان أداء الظهير فرناندو اموريبيتا، الفنزويلي المولد ولكنه نشأ في اسبانيا، رائعاً في أول مشاركة له مع منتخب بلاده ضد الأرجنتين قبل أن يحل محله اندري تونز من سلتا فيغو الاسباني، الوافد الجديد الآخر مع خلفية مماثلة.

وبرز أيضاً فرانك فيلتشير، لاعب خط وسط مهاجم الذي يلعب لجراسهوبرز من زيوريخ الذي برز خلال صفوف الشباب مع منتخب سويسرا، والذي تقع عليه مسؤولية كبيرة مع فنزويلا، البلد الذي ولدت والدته فيه، فهو سريع وله المقدرة على ايجاد الثغرات كما فعل مع دفاع الأرجنتين، وكان قريباً جداً من مساعدة زملائه بتسجيل ثلاثة أهداف في الشوط الأول.

وفي اعقاب ظهوره المثير للإعجاب، فإنه من المؤكد أن يترك شقيقه الأصغر رولف، المدافع في نادي بارما، سويسرا لمصلحة الانضمام إلى منتخب فنزويلا.

وهناك المزيد من اللاعبين أمام فارياس لإطعام الفريق. وإذا استطاع الاستمرار بمثل هذا النجاح الذي حققه، فإنه سيكون هناك شيئاً يدعو إلى قلق الأرجنتين عندما يلتقيان في تشرين الأول بعدما تكون نقاط التأهل لنهائيات كأس العالم على المحك.