تواجه الدورة القادمة من نهائيات كأس أمم أفريقيا التي ستقاممطلع العام القادم مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية خطر الفشل خاصة على مستوى الحضور الإعلامي والجماهيري والسبب الرئيسيعود غياب عدد من المنتخبات الإفريقيةالقوية بتاريخها العريق وبنجومها المتألقينسواء في أفريقيا أو في أوروبا بعد إخفاقها في التصفيات التي شهدت انقلاباً كبيراً في خارطة الكرة الإفريقية بإنتقال الزعامة إلى منتخبات متواضعة كالنيجر وبوتسوانا.

فالنهائيات القادمة ستعرف غياباً رسمياً لحامل اللقب البطل المنتخب المصري و أي بطل فهو صاحب البطولات الثلاث الأخيرة 2006 و 2008 و 2010 وصاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات بالكأس الأفريقية برصيد سبعة ألقاب، وهي المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يغيب فيها حامل اللقب لأسباب فنيةمنذ الدورة الثانية في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1957 على اعتبار أن المنتخب النيجيري بطل نهائيات تونس 1994 غاب عن الدورة الموالية في جنوب إفريقيا لأسباب سياسية بعدما قرر الانسحاب في آخر لحظة.

وبغياب منتخب مصر فان الجمهور الإفريقي سيحرم من فنيات نجوم الأهلي والزمالك والاسماعيلي أصحاب المهارات العالية والذين تألقوا في الدورات الثلاث الأخيرة و احتكروا جوائزها الفردية بفضل الصقر احمد حسن والحارس المخضرم عصام الحضري و المهاجم عمرو زكي والحلواني محمد أبو تريكة وآخرون من الجيل الذهبي الذي كان ينوي الاعتزالفي الغابون وغينيا.

كما سيغيب عن الدورة المنتخب الجزائري احد ممثلي القارة السمراء في نهائيات كاس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا وهو المنتخب الذي دأب على الحضور في هذه البطولةخاصة في عشرية الثمانينات عندما كان الحضور يقتصر على ثمانية منتخبات فقطومشاركاته لا تزال ذاكرة الكرة الإفريقية تحتفظ بها خاصة أن الدورة الأخيرة في انغولا عرفت تألقا للخضر فيمباراة الربع النهائي ضد ساحل العاج التي صنفت ضمن أحسن المباريات.

و على بعد جولة واحدة من نهاية التصفيات و التي ستجرى مبارياتها يوم الأحد المقبلفإن منتخبات افريقية أخرىقوية قد تنضم إلى لائحة الغيابات بعد تضاءل حظوظها في التأهل خاصة أنها ستخوض مباريات قوية في آخر الجولات.

و يأتي على رأس المنتخبات المهددة بالإقصاء نيجيرياالتي تحتل الصف الثاني في ترتيب المجموعة الثانية وراء منتخب غينيا الذي اختفى عن الساحة القارية في السنوات الأخيرة و الفارق بينهما هو ثلاث نقاط غير أن سوء الحظ جعل النسور الخضر يواجهون غينيا في الجولة السادسة و أي نتيجة غير الفوز ستجعلهم خارج حسابات النهائيات.

و في المجموعة الرابعة يمتلك المنتخب المغربي الذي غاب عن نهائيات 2010 مفاتيح التأهل بيده و تحت أقدام لاعبيهوهو مطالب فقط بتحقيق الانتصار على منتخب تنزانيا بنتيجة عريضة تفاديا لأي حسابات مع منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى صاحب المفاجأة المدوية في هذه المجموعة ففي حالة فوزهما معا فان الأفضلية ستكون لإفريقيا الوسطى و قد يحرم الأفارقة من أيضا من مشاهدة سحر نجوم الأطلس يوسف حجي و مبارك بوصوفة و مروان شماخ.

و يتواجد منتخب الكاميرون- بطل إفريقيا أربع مرات - في وضع لا يحسد عليه في ترتيب المجموعة الخامسة التي ضمن صدارتها المنتخب السنغالي ، لكن المنتخب الكامبروني الذي بلغ كاس العالم 2010 هو الآخر متمسك باحتلال أفضل مرتبة ثانيةلكن ذلك يمر عبر تجاوزمنتخب من العيار الثقيلخارج أرضه هو منتخب الكونغو الديمقراطية الذي لم يفقد هو الآخر الأمل في التأهل والفوز يبدو اقرب للأخير بالنظر إلى الأداء الباهت الذي قدمته الأسود الذي لا تروض و التي يبدو أنها روضت من قبل السنغال .

وفي حال أقصي الكاميرون فستكون المرة الأولى منذ العام 1994 كما سيغيب فيها النجم صامويل ايتو عن البطولة منذ العام 2000 .

ومن جانبه يواجه منتخب جنوب إفريقيا نفس الخطر بما أن صدارة المجموعة حاليا تحت سيطرة منتخب النيجر الذي فاجئ الجميع و سيقابل يوم الأحد منتخب مصر الذي سيخوض اللقاء بالفريق الاولمبي و هو ما يعزز حظوظ النيجر للعودة بنتيجة طيبة تبقيه في الصدارة و تقصي جنوب إفريقيا.

أما المنتخب التونسي الذي ينافس على التأشيرة الثانية في المجموعة الأخيرة فان مصيره ليس بيده لوحده فهو مطالب بالفوز على الطوغو و بنتيجة عريضة و انتظار ما ستسفر عنه نتيجة مباراة مالاوي ضد تشاد ذلك أن فوزهما معا سيمنح الأفضلية لمالاوي الذي يحتل الصف الثاني حاليا.

وبغياب منتخبات مثل هذه فان الحضور الجماهيري سيكون اقل بكثير من الدورات الماضية التي عرفت مبارياتها حضورا مميزا نظرا لتواجد نجوم متألقة في جل المقابلات و المجموعات و كل منتخب كان يضمن في لائحة ال23 عددا معتبرا من الأسماء الشهيرة كما كان هناك حضورا إعلاميا كبيرا سواء المحلي منه أو حتى العالمي حيث كلفت مختلف وسائل الإعلام العالمية عددا من المراسلين و المصورين لتغطية الحدث الذي غطى على كل الأحداث في الفترة التي أقيم فيها و جلب أنظار العالم إليه خاصة انه يتزامن مع توقف ابرز البطولات الأوروبية باستثناء الدوري الانجليزي ، و هذا سيؤثر لا محال على نسبة مشاهدة مباريات البطولة عبر البث التلفزيوني الذي يعتبر احد أهم الموارد المالية للمسابقة و الذي بدوره سيؤثر على عملية العقود الاشهارية و من هنا فان البطولة مرشحة لان تفشل ماديا و فنيا أيضا .ذلك أن المستوى الفني العام للبطولة سيكون اقل بسبب غياب التوازن بين المنتخبات فالترتيب الحالي للمجموعات يؤكد وجود منتخبات قوية جدا مثل غانا و ساحل العاج و حتى السنغال مقابل منتخبات متواضعة إن لم نقل ضعيفة على غرار النيجر و مالاوي و بوتسوانا و أوغندا و بوركينافاسو بالتأكيد فان نتائجها في النهائيات ستختلف كثيرا عن النتائج التي سجلتها في الاقصائيات و التي جاءت بسبب التراجع المخيف للمنتخبات التي كانت مرشحة للتأهل بسهولة.

وبرأي الخبراء فان قرعة التصفيات لم تكن منصفة ومعايير التصنيف التي وضعها الاتحاد الإفريقي لم تكن موضوعية مما جعلها تفرز مجموعات غير متكافئة في حظوظ التأهل بوجود مجموعات سهلة مثل المجموعة السادسة التي ضمت ثلاث منتخبات فقط .

ومما يضاعف من خطر الفشل هو أن المنتخبان المنظمان للدورة الغابون و غينيا الاستوائية ليسا من المنتخبات القوية و لا يتوفران على نجوم بإمكانها سد الفراغ الذي سيتركه غياب ايتو أو أبو تريكة أو بوقرة وغيرهم و بالتأكيد فان الكاف أصبح مطالب بإعادة النظر في المعايير الفنية المعتمدة في القرعة ضمانا لزيادة فرص نجاح أي دورة قبل أن تطاله الشكوك بالضلوع في العمل على إفشال البطولة خدمة لأطراف معينة.