مازال يتواصل مسلسل الجدل على كافة الأصعدة والمستويات داخل جنبات النادي الأهلي المصري، وخارجه، على حد سواء، بعد الخروج المهين للفريق الأول لكرة القدم بالنادي من بطولة إفريقيا، ثم الخروج المفاجئ من دور الستة عشر لبطولة كأس مصر بعد الخسارة أمام نادي انبي بهدف عن طريق الخطأ من مدافع الأحمر الشاب، رامي ربيعة.
____________________________________________________________________________
من مباراة الأهلي المصري والترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا |
بالإتساق مع الحالة الفنية غير المستقرة التي يعيشها النادي القاهري العملاق في تلك الأثناء، نتيجة لاهتزاز المستوى بتلك الصورة الملحوظة، لا تزال حالة الغليان والغضب العارم تهيمن على الجماهير الأهلاوية التي اعتادت من فريقها الظهور بشكل مشرف، والمنافسة حتى الرمق الأخير على البطولات والمنافسات التي تشارك فيها.
وما زاد الطين بله بالنسبة للأوضاع التي يعيشها فريق الكرة الأهلاوي الآن، هو أن جمهوره، الذي لطالما وقف إلى جواره في أحلك الأوقات، لم يكن إلى جانبه، بعدما بدأ يشعر بأن الجهد الذي لا يبخل به على ناديه ليس إلا شعارات، خصوصاً بعد أزمة الألتراس الأخيرة، وما صاحبها من حدوث فجوة في العلاقة نتيجة شعور جماهير الألتراس تحديداً أن الإدارة لم تقف إلى جوارها بالشكل المطلوب في تلك الواقعة.
وبعيداً عن كل هذه الأجواء الساخنة التي يعيشها النادي على المستوى الجماهيري، لاسيما بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي طالت اللاعبين والجهاز الفني عقب لقاء انبي الأخير من جانب الجماهير التي كانت حاضرة للقاء في الملعب أو حتى الذين شاهدوه عبر شاشات التلفزيون، حاولت quot;إيلافquot; وضع يدها على تفسيرات لتلك الحالة التي يمر بها الفريق، وحاورت مجموعة من الإعلاميين والنقاد، وكانت آرائهم كما يلي :أ. أحمد جلال، الناقد الرياضي ورئيس تحرير برنامج السادسة مساءً الذي يذاع على فضائية مودرن سبورت الرياضية، قال من جانبه إن الأهلي أبرم صفقات غير مهمة وأبعد نجوماً كبار نضجوا مبكراً دون سبب واضح مثل احمد شكري وعفروتو وسعد الدين سمير، بينما تعاقد مع لاعبين في نفس أماكنهم لمجرد أنهم نجوم في فرقهم. وابرم كذلك صفقات مثيرة للجدل مثل فابيو جونيور البرازيلي، واستبعد نجماً كبيراً بحجم احمد حسن، رغم أنه كان يبدع ويتألق ويصول ويجول حتى الرمق الأخير.
وتابع حديثه بالقول quot;أضف إلى ذلك شعور جوزيه بأنه دائماً على صواب. والقرار المطلق يؤدى في النهاية للغرور والسقوط. وكذلك حتى لا أنسى كان رحيل أحمد حسن سبباً في حدوث شرخ في العلاقة بين الكبار وائل جمعة وبركات وأبو تريكة وسيد معوض مع الجهاز الفني. وأخيراً، أدى شعور التشبع بالبطولات إلى فقدان اللاعبين روح التحديquot;.
وعما إن كانت هناك أسباباً أخرى وقفت وراء خروج الأهلي من بطولتين متتاليتين، أكد جلال أنه لا يمكن إغفال دور المنافس والتقليل من حجمه، مضيفاً quot; إنبي كان رائعاً رغم افتقاده لأحمد عبد الظاهر وإسلام عوض ومحمد شعبان وهم ركائز أساسية لكننا لم نشعر بغيابهم. فضلاً عن بدء إنبي الموسم دون أن تكتمل لياقة لاعبيه، وهى المباراة الأولى لمختار مختار، لكنه احترم منافسه ولم يفزع فدانت له الكلمة في النهايةquot;.
وقال أيضاً عبد الرحمن الشويخ، الصحافي بجريدة الشروق اليومية، إنه ورغم كل شيء، لبى مجلس إدارة الأهلي كل طلبات جوزيه، وتعاقد مع لاعبين هم الأفضل في الدوري المصري.
وتابع quot; لكن يستحيل الحكم على مستواهم مع الأهلي من خلال الوقت القليل الذي شاركوا فيه. لان اللاعب محتاج وقت للتأقلم، بالإضافة إلى أن اللعب لناد مثل الأهلي يختلف عن الأندية الأخرى. جوزيه لا اعتقد انه أفلس، لكن الغرور أصابه وهو ما ظهر بوضوح في تصريحاته نهاية الموسم، حين قال انه صاحب الفضل في فوز الأهلي بالدوري دون الآخرين. وبات يتخذ قراراته بصورة فردية بدون حساب أو شريك، معتمد على مبالغة الجماهير الاهلاويه في حبه له وهذا سبب فشله الأخيرquot;.
أما الإعلامي الشاب ومقدم البرامج بقناة مودرن كورة، إبراهيم فايق، فأوضح في بداية حديثه أن هناك تسلسل منطقي لقصة التراجع التي يعيشها الأهلي الآن.
وأضاف quot; الجماهير تنتظر من الأهلي الفوز بالكأس وبطولة إفريقيا والذهاب لليابان والفوز بالدوري. القصة ببساطة أن المنافسة ليست متوقفة على طموحات الأهلي وجماهيره فقط. فهناك فرق وأجهزة فنية وإدارات أنفقت ملايين هي الأخرى كي تفوز بالمباريات والبطولات ... لكن أما وإننا نتحدث عن فريق كبير بحجم الأهلي، فريق بطولات، فما حدث الأسبوع الماضي يعتبر غير مألوف على الأقل بالنسبة لجماهير الأهلي، والسبب من وجهة نظري عدة نقاط. أولها أن جوزيه يهوى لعب دور البطولة المطلقة، ولذا يحاول كل مرة أن يجري تعديلات على التشكيل بكامل إرادته لأنه تاريخ ذكرياته مع الأهلي يقول إنه الساحر، ولذا غامر في مباراة الترجي ودفع بعناصر لم تكن جاهزة مثل محمد فضل، وقبلها في مباراة الوداد أجلس متعب على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأخيرة ثم في مباراة الكأس كانت الطامة الكبرى وكأنه يريد أن يقول إنه وحده من يصنع بطولات الأهلي بغض النظر عن الأسماء - جوزيه مدرب كبير لكن لابد وأن يعرف أن عناصر اللعبة مدرب ولاعبين وجماهير. وثانيها أنه يهمل دور اللاعبين وبالتالي يخسر الأهلي كلما راهن جوزيه وحده على الفوز - الفكرة أن يعود البرتغالي لسابق عهده يعتمد على اللاعبين لتحقيق الفوز وفي نصب أعينه الجمهور. وثالثها أن جوزيه يعاني في الفترة الحالية من جنون العظمة - لكنه سيتعافى منه مؤكداً بعد الخروج من بطولتين هما الأهم بالنسبة للأهلي. ورابعها أن صفقات الأهلي الجديدة مازلت بحاجة للانسجام ولم يحن الوقت لمعرفة جدارتها - فكلهم كانوا نجوماً بفرقهم، لكن اللعب للأهلي قصة مختلفة تماماً - وأظن أن وليد سليمان وعبد الله السعيد ونجيب هم أفضل من سيتأقلموا سريعاً مع الفريق. وأرى أن تلك السنة لن تكون مبشرة بالنسبة للنادي للأهلي، لكنها ضرورية للغاية من أجل إصلاح عيوب كثيرة - وعلى الجميع أن يعلم أن جوزيه مدرب كبير جداً، مع وضع في الاعتبار الأخطاء السابقة التي تحدثنا عنها، من غرور ومغامرة بلا حساب ورغبة دائمة في تحقيق مجد شخصيquot;.
في حين أكد الصحافي والناقد الرياضي، أحمد عوض، أن جوزيه لم يعد كما كان في السابق، فقد بات مغروراً ومتغطرساً، في تعامله مع المباريات، كما أنه بات محفوظاً لكثير من المدربين، سواء على المستوى الخططي أو التكتيكي قبل وأثناء إدارته للمباريات.
التعليقات