قبل ثلاثة أشهر كانت كرة القدم اللبنانية تعيش في حالة موت سريري وتئن تحت وطأة مرحلة من هزائم المتتالية إضافة الى تراجع حاد على كافة المستويات لا سيما مستوى المنتخب اللبناني الذي شهد تصنيفه انحدارا بلغ المرتبة 178 بحسب الجدول الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot;.
لكن الحال انقلبت رأسا على عقب إذ تأهل quot;منتخب الأرزquot; الى الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل بعد تخطيه بنغلادش في الدور الثاني بفوزه 4-صفر ذهابا في بيروت وخسارته صفر-2 ايابا في دكا.
وساد الاعتقاد بأن لبنان سيكون جسر عبور في المجموعة الثانية في الدور الثالث وهي منتخبات كوريا الجنوبية والكويت والامارات، ثم كانت الانطلاقة بالدور الثالث صعبة أيضا مع هزيمة قاسية من المنتخب الكوري صفر-6، بيد أن المنتخب اللبناني استجمع بعضا من نواقصه وهزم الاماراتي 3-1 في بيروت وبعدها فرط بالفوز ليتعادل مع الكويتي 2-2.
ووصف رئيس الاتحاد اللبناني للعبة هاشم حيدر ما تحقق بأنه انتفاضة الكرة اللبنانية معلنا شعار quot;زمن الهزائم ولىquot; وقال في حديث لوكالة quot;فرانس برسquot; الى ان المرحلة الماضية كانت مليئة بالاخطاء وبالتعاطي مع المنتخب quot;كنا نعتمد سياسة العمل التطوعي للاجهزة الفنية للمنتخب وهذه الخطوة لم تكن ناجحة الى أن بدأت الانتفاضة عندما قرر الاتحاد تكليف جهاز فني محترف يعمل وفق برنامج محدد مقابل رواتب للأجهزة واللاعبين مع الغاء فكرة التطوع لحث الجميع على تحمل المسؤولية وأعطى هذا الامر نتائجه الايجابية في المباراتين مع الامارات والكويت وهذه الانتفاضة مستمرةquot;.
وأبدى حيدر رضاه على ما تحقق اذ رأى ان اللعبة انتقلت من مرحلة سوداء لتفتح صفحة مشرقة للكرة اللبنانية وأن الطموح الكبير يحتم على ادارة اللعبة الاستمرار بهذه الخطوات.
وأكد حيدر ان الانتفاضة تأخرت بسبب ظروف وأحداث معينة لم تكتمل إلا في حينها وهذه الانتفاضة لو سمحت الظروف في لبنان باطلاقها قبلا لكان الاتحاد باشر بها مضيفا quot;لكننا سنواظب العمل ولن تتوقف الخطوات الايجابية لتطوير الكرة اللبنانية وبالتالي سنستمر بدعم المنتخب الوطني اللبناني ورعايته إذ أننا وبعد مباراتنا مع الكويت عقدنا جلسة مع الجهاز الفني حيث تم تقويم المباريات والبحث عن مكامن الخلل ومعالجة الثغرات لتفادي تكرار الاخطاء ولهذا قرر الاتحاد اقامة معسكر تدريبي قبل مباراتنا المقبلة مع الازرق ضمن الجولة الرابعة للتصفيات وسيكون في العاصمة القطرية الدوحة وتتخلله مباراة دولية مع العراقquot;.
واعتبر حيدر ان المنتخب الحالي هو نواة منتخب جيد ويجب صقله للوصول به الى نهائيات كاس الأمم الاسيوية 2015 والمقرر اقامتها في استراليا وهذا أحد الاهداف القريبة، واردف quot;سأسعى فيما بعد لتكون المنتخبات الوطنية اللبنانية بكافة فئاتها محتضنة من الدولة والاتحاد والمجتمع الاهلي اللبناني كي لا يكون عرضة للتقلبات الفنية او شح مادي وهذه مسؤولية وطنيةquot;.
وعن موضوع اللاعبين المتحدرين من أصل لبناني اكد حيدر ان الاتحاد يتابع كوكبة جيدة من هؤلاء اللاعبين الا ان المشكلة تكمن في تسوية اوضاعههم واوراقهم الرسمية، وكشف حيدر عن ستة لاعبين يجري العمل لضمهم وأبدوا استدعائهم للدفاع عن ألوان الفريق الوطني لكنهم بحاجة لأحكام قضائية ليلتحقوا بالفريق الوطني واعرب عن امله في ان تأتي هذه الخطوات بثمارها لرفد المنتخب بلاعبين ذوي مستوى مميز يكونون عونا لزملائهم الحاليين.
واعتبر حيدر ان المرحلة المقبلة تحمل الكثير من العمل لتطوير المنتخبات الوطنية عبر التعاقد مع مدربين جديرين باستلام هذه المهمات والاعتناء بها لرفع شأن المنتخبات مثل منتخب كرة القدم للصالات حيث تعاقد الاتحاد مع مدرب اسباني بغية الوصول الى نهائيات كاس العالم.
ورأى حيدر ان هذه المرحلة التي كانت حرجة اضطر الاتحاد خلالها الى التعاقد مع المدرب الألماني ثيو بوكير وهو مدرب نادي العهد في الوقت ذاته لكن فيما بعد ستكون الاجهزة الفنية متفرغة بالكامل مع صرف اموال لهذه الغاية من أجل الجهوزية الدائمة والاستمرارية للمنتخبات في اي استحقاق.
وراى حيدر ان الحملة الاعلانية التي واكبت المنتخب الاول في المباراتين السابقتين كان لها تاثيرها الايجابي عبر اعطاء اللعبة زخما كانت تفتقده بفعل عامل غياب الجمهور الذي يكمن دوره في التكامل مع اللعب.
وشدد حيدر عشية انطلاق بطولة لدوري المحلي على ان الحضور الجماهيري سيرجع تدريجيا في البطولة وفي كل مرحلة، ووجه دعوة لجماهير الاندية لكي تكون على قدر المسؤولية والطموحات عبر التشجيع الحضاري والرياضي بعيدا عن الامور الخلافية التي كانت سببا في ابعادهم في السنوات الخمس الاخيرة وهذا الامر يدفع باللعبة الى الامام وعامل جذب للرعاة والاعلانات المفتقدة خلال هذه الاعوام، وكشف عن ان المرحلة الاولى سيخصص فيها حضور 500 متفرج لكل مباراة وعن انه تلقى وعدا قاطعا من الجهات الامنية للعمل على زيادها بشكل تصاعدي وبسرعة قصوى.
وعن وضع الاتحاد الذي لازمته الخلافات في السنوات الماضية اكد حيدر انه مستقر حاليا ملمحا الى الاستقالة في حال عودة اي اهتزازات ادارية قائلا quot;اي اهتزاز في اللجنة العليا سيدفعنا الى ترك اللعبة وافساح المجال لمن يستطيع قيادتها بشكل افضلquot;.
وعرج حيدر في حديثه الى انتخابات الاتحاد الاسيوي المنوي اجراؤها في ايار/مايو المقبل محددا دور لبنان فيها بانه سيكون منسجما مع راي المجموعة العربية اضافة الى لعبه دورا جامعا لوحدة الصف العربي مع تشديده على الذهاب للانتخابات بمرشح عربي واحد، واضاف quot;في حال كانت هناك تشتت عربي فان الرئيس العتيد قد لا يبقى عربيا خلفا للقطري محمد بن همام على راس الاتحاد وان لبنان سيكون الى جانب اصدقائه الذين يرى بهم الكفاءة لتولي هذا المنصبquot;.
التعليقات