لم يكن المرء يتوقع أن يقدم نيوكاسل هذا الأداء الاستثنائي منذ بداية الموسم. ففريق المدير الفني آلان باردو يحتل المركز الثالث في الدوري الممتاز الانكليزي بعد 11 مباراة ومن دون هزيمة، متخلفاً عن المتصدر مانشستر سيتي بست نقاط فقط وبنقطة واحدة عن مانشستر يونايتد ويتقدم على تشلسي بثلاث نقاط، وذلك لأن الفريق يلعب بحرية والثقة التامين، وهو شيء عظيم لملاحظته، وبالتأكيد فإنه يستحق أن يكون في هذا المركز.

ولكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: هل يمكن لنيوكاسل أن يبقى في هذا المركز؟

يمكن الاعتقاد بأنه قادر على البقاء بالقرب من المراكز الأربع الأولى. أي ما يعني يمكن احتلاله المركز الخامس أو السادس عند نهاية الموسم.

ويواجه نيوكاسل بعد استئناف الدوري الممتاز، بعد التوقف بسبب المباريات الدولية، ثلاث مباريات صعبة متتالية ضد بقية الأندية الأربع الكبرى: مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشلسي، التي من الممكن أن تكون نهاية لتواصله الاستثنائي.

ولكن الأندية المذكورة هي الأخرى تخشى اللعب أمام نيوكاسل، لأنها راقبته ورأت كيف يلعب بشكل جيد في الوقت الحالي.

وهناك الكثير من النظريات حول لماذا يقدم نيوكاسل هذا الأداء الرائع، هل ذلك لأن لديه تشكيلة راسخة ومستقرة الآن؟ أو أن الفريق منظم تنظيماً جيداً في خط دفاعه؟ ولكن من الممكن القول إنه المزيج من كل تلك العوامل.

ففي الوقت الذي ترك بعض الأسماء والشخصيات الكبيرة مثل كيفن نولان وجوي بارتون وخوسيه أنريكي النادي في الصيف، فإن اللاعبين الذين لديه الآن يعطون كل ما لديهم من الطاقة ويلعبون لبعضهم بعضاً كفريق موحد ولمديرهم التنفيذي.

فقد ازدادت وتيرتهم وأصبحت لديهم فكرة جيدة في كيفية التقدم إلى الأمام، وأداء مدافعيه صار استثنائياً مع انضباط كبير، وأنه ليس في الكثير من الأحيان القول ذلك عن نيوكاسل في السنوات الـ15-20 الماضية.
والشك الحقيقي الوحيد هو ما إذا كانت لديه قوة في العمق في تشكيلته للحفاظ على مستوى أداءه طوال حملة هذا الموسم برمتها.

ويتوقع بعض النقاد أن باردو قد يدعي حاجته لشراء لاعبين آخرين في الصيف، ولكنه على الأرجح سيحاول تنفيذ ذلك في فترة الانتقالات الشتوية مطلع السنة المقبلة، خصوصاً أن الأموال موجودة تحت تصرفه. وهو سبب ايجابي آخر.

وبالتأكيد يستحق هذا المدير الفني كل الفضل عما يفعله ناديه، فضلاً عن لاعبيه، خصوصاً فابريسيو كولوتشيني في خط الدفاع للطاقة التي يبذلها والذي يلعب دوراً كبيراً في نجاح نيوكاسل، فيما تألق تيم كرول في حراسة المرمى، ومن الواضح أن ديبما با يسجل أهدافاً تلو الأخرى.

وعلى رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت لمالك نيوكاسل مايك آشلي بعدما اغلقت آخر نافذة الانتقالات في آب، لفشله في استخدام بعض من الـ35 مليون جنيه استرليني حصل عليها من بيع مهاجمه اندي كارول إلى ليفربول، لشراء خدمات مهاجم جديد، إلا أنه لم يتفاجأ المرء بذلك نظراً إلى وجود عدد لا بأس به من المهاجمين بالفعل في النادي.

فلدى نيوكاسل خمسة أو ستة مهاجمين يقاتلون في ما بعضهم بعضاً للحصول على المركزين المتاحين في تشكيلة الفريق، وهم يعرفون أنهم سيكونون خارج النادي إذا لم يقدموا عرضاً جيداً، وهذا يشكل حافزاً كبيراً للقيام بذلك بشكل جيد.

وفاجأ أداء ديبما با الكثير من أنصار النادي وغيرهم، ولكنه سبق أن فعل ذلك أيضاً مع ويستهام في الموسم الماضي، ولديه نسبة جيدة من تسجيل للأهداف لكل مباراة. فقد كافح عندما وصل إلى نيوكاسل أول مرة ولكنه استقر الآن وأصبح المثال الرئيسي لتألق النادي. فهو كامل الثقة بنفسه ولا يخاف من محاولة القيام بأشياء مختلفة، بالإضافة إلى إحرازه للأهداف.

فكلما طال استمرار تألق الفريق بأكمله، كلما كانت لديه فرصة أفضل للبقاء في أحد المراكز الأربع الأولى.

وهناك قوة أخرى في نيوكاسل في الوقت الحاضر، وهي شبكته الكشفية التي تملك ميزة العثور على سلسلة من اللاعبين الموهوبين، خصوصاً من فرنسا، والذين يستطيعون التكيّف بسرعة في الدوري الممتاز الانكليزي.

فقد وصل يوهان كاباي من ليل خلال الصيف، وكانت بدايته ممتازة هذا الموسم. في حين كان لشيخ اسماعيل تيوتي تأثيراً كبيراً في العام الماضي.
ومن ناحية التكتيكات والنتائج الكشفية وروح الفريق، فإن كل شيء يسير، على ما يبدو، على ما يرام بالنسبة إلى نيوكاسل في هذه اللحظة. وكل ذلك يرجع إلى التخطيط وليس الحظ.