تصدت قطر لاستضافة الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة من 9 الى 23 ديسمبر الحالي لتكون اول دولة خليجية تنظم quot;الاولمبيادquot; العربي بعد ان تكفلت 6 دول فقط باستصافة 11 دورة سابقة على مدى 54 عاما.

وطرحت اسئلة عديدة طوال هذه السنوات حول عدم رغبة الدول الخليجية بلم شمل الشباب الرياضي العربي على اراضيها رغم الامكانات الضخمة التي تمتلكها خصوصا المالية منها والتي تعتبر مفتاح الحل لكل المشكلات وازالة العوائق والموانع.

ويعاد طرح هذه الاسئلة كلما اقتربنا من تنظيم احدى الدورات، وكان السؤال الاول المطروح دائما وبالحاح هو ان عدد الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية يصل الى 22 بلدا، 16 من اعضائها على الاقل قادرون على التنظيم واحترام المواعيد باقامة الالعاب مرة كل 4 سنوات، اي من المفترض ان نكون على ابواب تنظيم الدورة السادسة عشرة، فلماذا يقتصر عدد الدورات على 12، اي بحرمان هؤلاء الشباب من خوض 4 دورات اخرى اضافية؟.

وقد يكون السؤال الثاني، ما هو عذر الدول الخليجية الغنية او بعضها في الامتناع الذي يلامس حد quot;التقاعس عن القيام بواجبquot; في تنظيم هذا العرس العربي في وقت تتزاحم وتتدافع وتتنافس فيما بينها على اقامة حلبات بملايين واحيانا بمليارات الدولارت من اجل تنظيم سباقات الفورمولا واحد ومنافسات الدراجات النارية ودورات كرة المضرب والغولف والكريكيت والسكواش والشراع والركبي فضلا عن الخيول والجمال بجوائز هي الاعلى في العالم؟.

وهل مشاركة السيدات ما زالت تعتبر عائقا امام التنظيم في بعض دول الخليج غير قطر والامارات اللتين اعتادتا على ذلك من خلال اقامة دورات سنوية اقلها في كرة المضرب على سبيل المثال؟. واذا كان الامر كذلك فلماذا يشارك رياضيو الدول الاخرى في دورات وبطولات يشكل العنصر النسائي ما يقارب نصف المشاركين فيها؟.

وهل للتنظيم حساباته الخاصة خصوصا على صعيد الحصاد من الميداليات لان من المتعارف عليه عربيا ان المشارك يجب ان يعود بميدالية على الاقل؟ لماذا لا يفرض مبدأ المداورة بين الدول العربية القادرة على التنظيم حسب الاحرف الابجدية بعيدا عن الخلافات السياسية التي تضر بالدرجة الاولى برياضيي وشباب هذه الدول؟

وبات يقع الان على عاتق اتحاد اللجان الاولمبية العربية تنسيق كل هذه الامور والرد على مجموعة الاسئلة قبل ان يعاد طرحها كل 4 سنوات، بعد ان تنازلت له الجامعة العربية عن وصاية كانت تحصر بها تنظيم الالعاب والاشراف عليها.

ودأبت قطر، الدولة الصغيرة، في العقدين الاخيرين على التصدي لتنظيم التظاهرات الرياضية الاقليمية والقارية فاستضافت دورة الالعاب الاسيوية اواخر 2006، وكأس اسيا لكرة القدم 2011، ونافست على تنظيم مونديال 2022 ومنحت شرف الاستضافة، وعلى بطولة العالم لكرة اليد عام 2015 ودحرت فرنسا، وعلى تنظيم اولمبياد 2016 وفشلت امام ريو دي جانيرو، لكن هذا الامر لم يفت في عضدها واعلنت عزمها الترشح لاستضافة اولمبياد 2020، وكذلك بطولة العالم لالعاب القوى عام 2017 وخسرت الدوحة امام لندن.

وباتت قطر اليوم اختصاصية في الترشح والحصول على التنظيم واصبحت محط انظار العالم بعد ان جعلت من نفسها رائدة في هذا المجال على الصعيد الخليجي والعربي خصوصا وان كسبها الرهان خلال تنظيم دورة الالعاب الاسيوية كان نقطة الانطلاق نحو طلب استضافة البطولات العالمية.

يضاف الى كل ذلك تنظيم لقاء دولي سنوي في العاب القوى ضمن الدوري الذهبي سابقا والدوري الماسي حاليا، ودورتين في كرة المضرب (للرجال والسيدات)، وهذا الامر بات عملا روتينيا تم الاعتياد عليه، ومنافسات الاندية العربية في بعض العاب الكرات، والاهم حقوق النقل التلفزيوني للاحداث الرياضية العالمية التي تحتكرها تقريبا محطة الجزيرة بعد اقل من 10 سنوات على انطلاقها عام 2003 وهي تضم نحو 20 قناة تؤمن المشاهدة لنحو 40 مليون شخص.

وقد يؤخذ على قطر فتحها الباب واسعا امام quot;الاولمبياد العربيquot; في وقت متأخر جدا مقارنة مع شهيتها المفتوحة تنظيما على الصعيد الدولي مقرونة بعروض مغرية اقلها اعمال التكييف في الملاعب اذا تعذرت الاستضافة في اوقات ملائمة للرياضيين.

واكد امين عام اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، مهندس معظم ملفات استضافة البطولات العالمية، مؤخرا لفرانس برس ان بلاده ماضية في تنفيذ استراتيجيتها على الصعيد الرياضي وستواصل بلا كلل استضافة اكبر عدد من الاحداث الكبرى.

ولم ير الشيخ سعود رئيس اللجنة المنظمة للملف الفائز باستضافة بطولة العالم لكرة اليد عام 2015، ورئيس ملف الدوحة لاستضافة بطولة العالم لالعاب القوى عام 2017 في الخسارة الاخيرة امام لندن quot;فشلا بل درسا. فالخسارة هي القاعدة طالما كان هناك دولا مرشحة، لكن النجاح هو الانجاز. لقد تعلمنا من تجاربنا غير الناجحة وسنواصل استراتيجيتنا وهي ان نقدم ترشحينا للحصول على اكبر عدد من الاحداثquot;.

ويبقى ان تحذو الدول الاخرى خصوصا في منطقة الخليج حذو قطر مع ان راية تنظيم النسخة الثانية عشرة كانت معقودة للبنان باتفاق العرب جميعهم واعلانهم هذا القرار صراحة قبل 4 سنوات في القاهرة، لكي لا يقف العداد على 7 دول منظمة فقط خصوصا ان المغرب قد يكون طلب استضافة الدورة الثالثة عشرة عام 2015.

والمدن التي نظمت الالعاب هي:

1953: الاسكندرية

1957: بيروت

1961: الدار البيضاء

1965: القاهرة

1976: دمشق

1985: الرباط

1992: دمشق

1997: بيروت

1999: عمان

2004: الجزائر

2007: القاهرة

2011: الدوحة