- رغم البداية الساخنة التي جاءت عليها المباريات في انطلاقة الدور الثاني لدوري اتصالات للمحترفين، إلا أن التصريحات الصادرة عن معظم المعنيين بالفرق سواء كانوا مدربين أو إداريين أو لاعبين اتسمت بالمنطق والهدوء والعقلانية الشديدة، وحتى التي تميزت بالنقد الشديد لم تخرج عن هذا الإطار، واتسمت في غالب الأمر بالموضوعية، وهو أمر يدعو إلى السعادة نتمنى أن يسود طوال المرحلة المقبلة وألا تدفع تأثيرات النتائج السلبية البعض إلى تجاوز حدود الموضوعية بحثاً عن شماعات لتحميلها المسؤولية.

- ومن هذا المنطلق أدعو الجميع إلى إعادة قراءة كل التصريحات الصادرة تعقيبا على مباريات هذا الأسبوع للوقوف على هذه الحقيقة الجديدة التي تدعونا بحق إلى التفاؤل. فكلما كانت الآراء موضوعية وصادقة، كانت الفرصة في الوقوف على الأخطاء والإصلاح اكبر، وعندها فقط سيكون بمقدورنا إدراك الطموحات. وإنه لرائع من فييرا مدرب اتحاد كلباء أنه رغم انتقاده لقرارات الحكام المؤثرة في سير المباراة وفي خسارة فريقه بكل ما تحمله من أبعاد، إلا انه لم يبخس فريق الشارقة حقه في الفوز، ولم يقلل من قدره، حتى وإن استفاد من هذه الأخطاء، وهذا ما نسميه الموضوعية.

- والعقلانية التي اتبعها ماجد ناصر حارس مرمى الوصل في طرح وجهة نظره بخصوص خسارة فريقه القاسية أمام الوحدة، تستحق الإشادة، حتى وإن اختلف معه أحد في الرأي. فقد التزم الموضوعية الفنية من كافة جوانبها، وعندما تحدث عن رؤيته للمرحلة المقبلة وطبيعة المنافسة كان منطقياً لإلمامه بمستويات كافة الفرق وحسه العالي بما يمكن أن تكون عليه الصورة في الأسابيع المقبلة، ومن شأن حديث بهذا الوضوح والصراحة والمنطق أن يساعد على معالجة الأخطاء، ولا يؤدي إلى حدوث مشاكل بابتعاده عن العاطفة واعتماده على حقائق الواقع، وأتصور أن رؤية ماجد ستكون موضع دراسة واهتمام من جانب الجهاز الفني والنادي لتناولها جوانب مهمة تحتاج إلى التعديل والتحسين في الفريق.

- ولكن الموضوع الوحيد الذي اتفق عليه أكثر من شخص هو قرارات الحكام، حيث كان هناك اعتراضات على بعض القرارات التي وصفوها بأنها كانت مؤثرة بشكل سلبي في مصيرهم وساهمت في خسارة فرقهم، وطالما صدرت هذه التصريحات بعيدا عن الهجوم والانتقاد الشخصي، أرى انه من واجب لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم منح هذه الآراء حقها من الاهتمام والدراسة، وإخضاع المباريات محل الانتقاد للمشاهدة الفنية وتحليل كل ما جاء بها من قرارات مؤثرة، سواء كانت سلبية ضد فرق أو إيجابية لمصلحة فرق أخرى، والعمل على تلافي مثل هذه الأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا، ونلفت انتباه الحكام إلى ضرورة مضاعفة التركيز في المرحلة المقبلة لتقليل حجم الأخطاء في المباريات في ضوء هذه التقنيات العالية في النقل التلفزيوني والتي أصبحت تكشف أدق التفاصيل في المباريات، ومنها الأخطاء التي غالبا ما نراها سلبية في حق الحكم، حتى وإن لم يرها بسبب وضوحها الشديد لنا. حقوق جميع الفرق ومصلحة كرة الإمارات أمر يهمنا جميعا، ولابد أن نجتهد كل في موقعه من اجل إرسائهما.