يعتزم الاتحاد الجزائري رصد منحة مالية مغرية لعناصر المنتخب الوطني تحفيزا لهم على بذل قصارى جهودهم لتحقيق الانتصار على المنتخب المغربي في المباراة المرتقبة التي ستجمع بينهما يوم الأحد في مدينة عنابة برسم تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012.

ورغم أن رئيس الاتحاد محمد روراوة لم يعلن بعد عن القيمة الحقيقية لهذه المنحةويفضل تأجيل الإعلان عنها لغاية اجتماعه بأشبال المدرب عبد الحق بن شيخة إلا أنه ووفقا لقيمة وأهمية نقاط المباراة و بالنظر إلى السلم المتبع في تحديدمنح المباريات فإنها ستتجاوز العشرة آلافيورو وهي منحة خاصة بهذه المباراة فقط دون حساب المنحة المتفق عليها سابقا في حال ضمانتأشيرة الحضور في النهائيات و قد تضاف إليها منح عينية أخرى من طرف المؤسسات الحكومية أو الخاصة كما عودت الخضر في مثل هذه المباريات.

من جانب آخر تشهد مدينة عنابة التي ستحتضن المباراة تعزيزات أمنية غير مسبوقة في تاريخ المدينة لضمان السير الحسن للمباراة و تفاديا لحدوث أي انزلاقات تخل بالتنظيم الذي يسير لحد الآن في الاتجاه المنشود.

و ينتظر أن تعزز أكثر مع اقتراب موعد المباراة و خاصة عند وصول بعثة المنتخب المغربي المقرر لها يوم ليلة الجمعة في طائرة خاصة يرأسها رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم الفهري.

و في ذات السياق ستشهد المباراة تغطية إعلامية استثنائية إذ ينتظر حضور أكثر من 200 صحفي من مختلف وسائل الإعلام المحلية و الأجنبية طلبوا اعتمادهم من قبل الاتحاد الجزائري يتقدمهم الحضورالإعلامي المحلي و المغربي .

تاريخ مباريات المنتخبين

وسبق للجزائر و المغرب أن تقابلا على مستوى المنتخب الأول في25 مباراة لكن الرسمي منها لا يتعدى الـ13 مرةعلى مدار نصف قرن تقريبا رغم وقوع البلدين في نفس المنطقة .

و يبدو و كأن القرعة كانت في الغالب ترفض لقاء الأشقاء لتفاديتأجيج الصراع السياسي الذي يعيشه البلدين الشقيقين منذ منتصف السبعينات من القرن المنصرملكن الغريب هو أن عدد المواجهات الحبيةبينهماكان متقارباً مع عدد الرسميات حيث بلغت 12 مباراة كانت كلهافي الستينات ثم في الفترة التي كانت خلالهاالحدود البرية بينهما مفتوحة ما 1988 و1994 .

وعموما تكتسي لقاءات الجارين دوما طابع الندية و الحماس في الملعب و خارجهغير أن القاسم المشتركالذي يجمع بين الوديات و الرسميات هو السيطرة المطلقة للروح الرياضية بعيدا عنروح الانتقامإذ لم تعرف أي مباراة بينهما خروجا عن النص من أي نوع كان رغم أن العديد من اللقاءات لعبت في أوج الأزمة السياسية بينهما والأمور مرشحة للاستمرار على هذا النهج فيلقاء الأحد المقبل في الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا 2012 الذي يعد بمثابة الحدث الكروي الأبرزعربياو قاريا.

وبلغة الأرقام فان اسود الأطلس يتفوقون على الخضر في عدد الانتصارات الرسمية بفارق انتصار واحد حيث فازوا بست مباريات بينما فاز الخضر في خمس فقط و تعادلا في مبارتين واحدة منها عادت نتيجتها للخضر بركلات الترجيح .

و بدوره يتفوق هجوم الخضر في عدد الأهداف التي سجلها في عرين الأسود بمجموع 18 هدفامقابل 15 هدفا للهجوم المغربي.

و تؤكد هذه الإحصائيات التكافؤ الكبير بين المنتخبين .

و تعود المباراة الرسميةالأولى إلى تاريخ التاسع من مارس عام 1969 في تصفيات أمم إفريقيا لعام 1970 حيث انتهى الذهاب بالجزائربفوز الخضر بثنائية نظيفةوفي الإياب بالدار البيضاء في ال22 من مارسفاز الأسود بهدف لصفر ليتأهل الخضر إلى الدور الثاني دون أن يصلوا إلى النهائيات.

أما المواجهة الثالثة فكانت أيضافي نفس المنافسة لعام 1972 حيث التقيا ذهابافي الجزائر في العاشر من كانون الأول و انتصر الخضر بثلاث أهداف لواحدقبل أن يخسروا الإياب في الدار البيضاء يوم 27 كانون الأول بثلاثية نظيفة.

و في التاسع كانون الأول عام 1979 بالدار البيضاء و برسم اقصائيات اولمبياد موسكو 1980 تقابلا المنتخبانذهابا وعرف انتصارا تاريخيا للخضر أداء و نتيجة بلغت حصتها خمسة أهداف مقابل واحد وتعتبر هذه المباراة نهاية الجيل الذهبي الذي شرف الكرة المغربية بالتأهل إلى مونديال المكسيك عام 1970 و نيله اللقب الوحيد لأمم إفريقيا سنة 1976 و أشهر لاعبيه الحارس هزاز و فاراسسحيتة و آخرون وبالمقابل شهدت هذه المباراة ميلاد الجيل الذهبي للكرة الجزائرية المكون من ماجر و بلومي و عصاد و بن ساولة و آخرين و الذي صنع مجدها في عشرية الثمانينات من القرن الماضي بالوصول إلىنهائيات كاس العالم مرتين متتاليتين 1982 ثم 1986 وأيضا التتويج بكاس أمم إفريقيا الوحيدة عام 1990 و في مباراة الإياب بالجزائر كرر الخضر فوزهم و لكن فقط بثلاثية نظيفة لكن مدرب المغرب أشرك في لقاء العودة عناصر يافعة جديدة سترفع المشعل مجددا خاصة بتأهيل الأسود إلى الدور الثاني من مونديال المكسيك 1986 يتقدمهم الحارس الأسطورة بادو زاكي و أمير الكرة العربية عبد العزيز بودربالة الإدريسي و مصطفى الحداوي و غيرهم.

و بعد هذا اللقاء بأشهر قليلة و بالضبط في شهر مارس 1980 تقابلا المنتخبان لأول مرة في النهائيات و كان ذلك بمناسبة وقوعهما في نفس المجموعة الثانية في أمم إفريقيا بنيجيريا و بالضبط في 13 مارس بمدينة ابادان و فازت الجزائر بهدف وحيد أمضاه لخضر بلومي و بلغت وقتها نهائي البطولة لكنها خسرته أمام البلد المنظم في غادرها المغرب من مربعها الذهبي.

و غابت بعدها مباريات المنتخبين لغاية نهائيات أمم إفريقيا التي استضافتها مصر عام 1986 حيث أوقعتها القرعة مجددا في نفس المجموعة الثانية إلى جانب الكامرون و زامبيا و التقيا في مدينة الإسكندرية في الثامن مارس و آلت النتيجة إلى تعادل سلبي بين أشبال المدربانرابح سعدان و البرازيلي مهدي فاريا .

وفي الدورة الموالية التي احتضنها المغرب عام 1988 أوقعت القرعة مجددا المنتخبين في نفس المجموعة الأولى و تقابلا في الجولة الثانية في ال16 مارس بالدار البيضاء و عاد الفوز للأسود بهدف لصفر من توقيع مصطفى الحداوي لكنهما بلغا معا الدور النصف النهائي و خسراه معا أيضا ليلتقيا من جديد في المباراة الترتيبية و على نفس الملعب في ال26 مارس و كان التعادل هدف لكل فريق هو النتيجة النهائية لكن الجزائر فازت بالركلات الترجيحية و شهدت المباراة واحدة من أجمل صور الأخوة حيث التقطت صور جماعية للخضر و هم يحملون العلم المغربي و صور أخرى للأسود و هم يحملون العلم الجزائري و بعدها بأشهر قليلة أعلن عن فتح الحدود البرية بين البلدين و عودة العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت سنوات عدة .

و شكل إقصاء المنتخب المغربي من نهائيات أمم إفريقيا التي نظمتها الجزائر سنة 1990 أمام مالي حزنا للجمهور الجزائري الذي كان يتمنى حضور الأشقاء العرس الإفريقي.

و باستثناء المواجهات الحبية فان المقابلات الرسمية انعدمت طيلة عشرية التسعيناتو التي تجددت بمناسبة تصفيات كاس العالم 2002 و فاز المغرب وقتها و بنفس النتيجة هدفين لواحد ذهابا في مدينة فاس في التاسع يوليو 2000 ثم إيابا في الجزائر في الرابع مايولكن المنتخبين و معهما المنتخب المصري تركوا تأشيرة التأهل إلى اليابان و كوريا تذهب لصالح المنتخب السنغالي.

أما آخر لقاء بين الأشقاءفاحتضنته مدينة صفاقس التونسية في الثامن شباط في ربع نهائي كاس أمم إفريقيا 2004 و عاد الانتصار وقتها للمغرب تحت قيادة بادو الزاكي بثلاثة أهداف لواحد بعد التمديد حيثكانت الجزائر بإشراف شيخها رابح سعدانمتفوقة في النتيجة ثم عدل المغرب و أضاف هدفين في الوقت الإضافي .

و ستعرف مباراة الأحدفي عنابة مشاركة أربعة أسماء لعبت المباراة الأخيرة في تونس هم كريم زياني و عنتر يحيى من الجانب الجزائري و حسين خرجة و مروان الشماخ من الجانب المغربي.