باتت بعض البرامج الرياضيّة في الإمارات تشكل هاجساً في الكثير من المواقف، بعد المنحنيات التي إتجهت إليها، وتسببها في الكثير من الأزمات، وإحداث الشروخات في علاقات الجماهير مع بعضها البعض.


لوغو قناتي quot;أبو ظبي الرياضيةquot; وquot;دبي الرياضيةquot;

اتجهت تلك البرامج الرياضية، في الآونة الاخيرة، الى شكل مختلف عن مضمونها الاساسي، وتحولت الى صراع قوة من اجل جذب أنظار المشاهد من دون النظر إلى العواقب التي من الممكن ان تحدثها عبارات وأقوال المحللين، ما خلق حالة من الاحتقان بين المشاهدين، انعكست سلبًا على المدرجات والمنتديات، اذ بدأت الجماهير تتراشق بعبارات أثارت المخاوف من امكانيات أن يكون لها توابع بعيدة عن الرياضة.

ويخشى الكثيرون من أصحاب الصوت العاقل من الرياضين، ان تنحدر هذه البرامج بالمجتمع الاماراتي الى ما هو أبعد من مجرد الإطار الرياضي الى التفرقة بين أفراد الشعب من الامارات السبع، التي تتبع الدولة، وتتحول الى سيناريو مشابه لما هو عليه الوضع في البحرين، التي تشهد صراعًا طائفيًا بين السنّة والشيعة، وصل الى التصارع على الحكم وقيادة البلاد.

وربما يكون التخوف ليس له سند حقيقي أو ملموس، ولكن التجارب التي بدأت تحدث في بعض الدول العربية، وخصوصًا في مصر التي شهدت لفترة ليست بالقليلة صراعًا طائفيًا بين جماهير التراس الأهلي والزمالك، وشهد سقوط العديد من الضحايا، عقب أي مواجهات تجمع جماهير الناديين في أي لعبة جماعية او فردية.

ويبدو برنامج الجماهير الذي يذاع على قناة دبي الرياضية ويقدمه الإعلامي حسن حبيب من أكثر البرامج التي تثير مخاوف الكثير من الرياضين، إذ يعمد البرنامج الى نقل انفعالات الجماهير، من المدرجات خلال المباريات واذاعة انطباعاتهم، خصوصًا السلبية منها، وهو الأمر الذي أثار توترًا شديدًا في علاقات الاندية، وتحديدا جماهير أندية دبي وأبوظبي.

ورغم ان برنامج الجماهير قد حاز جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي في العام الماضي، الا أن هذا البرنامج تعرّض للعديد من المشاكل والازمات، وتحديدًا الازمة التي أثارها جمهور نادي العين، قبل فترة اعتراضًا على اذاعة انفعالات أحد جمهور النادي الاهلي خلال مباراة للفريقين في الموسم قبل الماضي، وتضمنت تجريحًا عنيفًا لنادي العين.

وزعمت جماهير نادي العين أن إذاعة هذه الانفعالات كانت متعمّدة من جانب ادارة القناة ومقدم البرنامج، لأنه كان من الممكن تفادي ما قاله المشجع في حق النادي، عبر حذفه خلال عملية المونتاج، وهو العمل الذي لم تقم به القناة، ما يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك أن القناة تعمدت بهذا الموقف الإساءة لأحد أندية العاصمة، وقاطعت التسجيل مع البرنامج لفترة طويلة، ومهاجمة مقدمه على المواقع والمنتديات.

واعترف أحد مقدمي البرامج المعروفين في الامارات، بأن هناك بعض البرامج الرياضية تتعمد أن تضفي بعض الاثارة، بهدف شد أنظار الجماهير من دون التفكير في أي تداعيات اخرى.

وقال مقدم البرنامج، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ quot;ايلافquot;، quot;بعض من هذه البرامج يلعب بالنار من دون أن يدرك القائمون على هذا العمل خطورة ذلك، فمن الصعب جدًا اللعب بمشاعر الجماهير تحت ستار جذب أكبر عدد منهم نحو برامجهمquot;.

وأضاف quot;الجماهير العربية بشكل عام تتحسس من كل شيء، والكثيرون منهم يرفضون المساس بأنديتهم أو الاستخفاف بهم لأنهم يعتبرونها quot;رمزًاquot; يصعب عليهم أن ينال أي أحد منهم، وبالتالي يجب أن تتم مراعاة ذلك في المستقبل حفاظًا على وحدة الشعب وعدم اللعب بمقدراتهquot;.

وأوضح أنه quot;لا يمكن أن نغفل أن هناك عددًا غير قليل من المشاهدين يستهويهم هذا النوع من الحوار، والتراشق مهما بلغ مداه، أو انعكاساته السلبية، ونحن لا نقول إن هذا الإعلام هادف أو مجدي، بل على العكس، أنا مقتنع تمامًا بأن الصوت الهادئ هو الأقرب في الوصول إلى قلوب الجماهير وعقولها، خصوصًا أن الغالبية من الجماهير بمختلف أعمارها تفهم جيدًا في كرة القدم وفي أصول التحليل، وتعي جيدًا كل ما يقالquot;.

ورأى أنهquot;يجب على المحلل أن يكون أكثر هدوءً، ويتحكم جيدًا في أعصابه وهو موجود داخل الاستوديوهات، ولا يمنح الفرصة لأحد بأن يجرّه إلى مثل هذه الهفوات، لأن العواقب مثلما شاهدنا وتابعنا في بطولة أمم أسيا، لم تعد قاصرة على الأشخاص المعني بهم الهجوم، وقد تبلغ مداها إلى علاقات الشعوب ببعضها البعضquot;.