كان معظم المراقبين مقتنعين تماماً بأن عهد السير اليكس فيرغسون، المدير الفني لمانشستر يونايتد، الذي استمر لمدة 24 عاماً من quot;الرعب الاستبداديquot; قد انتهى مع بداية هذا الموسم.

إذ أشارت كل الدلائل إلى خموده الوشيك - بعد خسارته اثنين من أفضل لاعبيه، كريستيانو رونالدو وكارلوس تيفيز في صيف عام 2009 ndash; عندما بدا وكأنه على وشك أن يخسر اللاعب الثالث، واين روني، في وقت سابق من هذا الموسم أيضاً.

وظهر أداء الشياطين الحمر رديئاً من آب/اغسطس حتى تشرين الثاني/نوفمبر، حتى أن العديد من خصوم فيرغسون بدأوا يفركون أيديهم بغبطة مكشوفة على ما يبدو لأنهم اعتقدوا بأنه لا مفر من حتمية نهايته.

ثم، على عكس كل التوقعات، فاز الاسكتلندي في معركته اليائسة للاحتفاظ بروني. ومن تلك اللحظة بدأ موسم مانشستر يونايتد بالانطلاق مرة أخرى، واستعاد مديره الفني كبريائه وسيطرته.

وعلى النقيض من ذلك، اتجه ارسنال من خلال سيناريو معاكس. إذ تألقت التشكيلة الشابة للمدير الفني ارسين فينغر بصورة رائعة خلال الأشهر السبع الأولى من بداية هذا الموسم.

وبحلول 27 شباط/فبراير بدأت وكأنها متجهة أخيراً لإنهاء جفاف ست سنوات من دون أي لقب. فقد تأهل ارسنال إلى المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية المحترفة واحتل المراكز العليا في ترتيب جدول الدوري الممتاز بالإضافة إلى تقدمه بثبات في بطولة كأس الاتحاد الانكليزي وفاز على برشلونة 2-1 في مباراة الذهاب في دوري أبطال أوروبا.

ثم فجأة، جاءت واحدة من أسوأ الانهيارات على الإطلاق التي شاهدها المراقبون من فريق ارسنال، استسلم استسلاماًكارثياً سيئاً للغاية، بحيث أن المرء ما يزال لا يصدق ذلك.

وكانت نقطة التحول هي خسارته في نهائي كأس رابطة المحترفين أمام بيرمنغهام، التي دفعت أنصار النادي الذين شاهدوا هذه المباراة إلى تزايد شعورهم بالقلق وعدم الارتياح من فرصة فوز ناديهم بأي لقب هذا الموسم، خصوصاً أنه لم تكن لدى مجموعة من لاعبيه الشباب الموهوبين، الذين يلعبون بأسلوب رائع، أي فكرة عن كيفية التعامل مع الكرة. والأسوأ من ذلك، فقد رأوا أنه ليس لدى المدير الفني فكرة واضحة عما يمكنه القيام به حيال ذلك.

وفقط عندما كان نجومه الذين نضجوا قبل أوانهم بحاجة ماسة إلى من يلهمهم، فإن فينغر لم يكن هناك. وفي حين أن فيرغسون تحمس واندفع بقوة في نهاية أعمال الموسم، كان فينغر معبساً ومشتكياً ويركل الزجاجات ويخلق أعذاراً.

ويبدو أن حالته المزاجية تقلصت إلى حد كبير بسبب الأحداث خارج الملعب وداخله. فمن لحظة زعم وسائل الإعلام في تشرين الثاني 2010 عن علاقته الغريبة بمغنية الراب الفرنسي سونيا تتار، فإن المطلعين عن الأحداث في ارسنال يؤكدون أنه خسر ثقله وفقد أيضاً حس الدعابة. وبصراحة، فقد حتى التفكير بتغيير أسلوب لعب فريقه عند الضرورة.

يذكر أن تشكيلة مانشستر يونايتد لهذا الموسم لم تكن عظيمة، حتى أن معظم المشجعين المتشددين في أولد ترافورد يعترفون بذلك.

ولكن مهما كان رأي المرء بفيرغسون، فإن الشيء الوحيد الذي كان قادراً دائماً على القيام به هو الحصول على أفضل أداء من فريقه.

وحوّل هذا الفريق، المتوسط إلى حد ما، إلى بطل من خلال القوة المطلقة لشخصيته وقيادته الماهرة.

والفارق الرئيسي بين ارسنال ومانشستر يونايتد هو أن الاسكتلندي يتفهم ضرورة وجود لاعبين كبار السن ومن ذوي الخبرة في غرفة تغيير الملابس مثل راين غيغز وبول سكولز وريو فرديناند وحارس المرمى ادوين فان در سار.

أما في تشكيلة ارسنال فلا يوجد أحد مثل هؤلاء. وهذا هو خطأ الفرنسي الذي تخلص من جميع اللاعبين المخضرمين ndash; لاعبين ماهرين من أمثال تييري هنري وباتريك فييرا وفريدي ليونبورغ وروبير بيرس وسول كامبل وجيلبرتو، فقد طلب منهم جميعهم بحزم حقائبهم قبل وقت طويل من حاجتهم لفعل ذلك. ومعهم ذهبت عقلية الفوز الذي احتاج إليها ارسنال لحصد الألقاب. فقد قام فينغر بحل اللاعبين المعرضين للهجوم والقابلين للعطب محل اللاعبين الذين لا يقهرون. وكان هذا خطأ استراتيجياً كبيراً الذي ما يزال يلاحق أنصار ارسنال.

وبالتأكيد فقد سجل السير اليكس فيرغسون مع تشكيلته لهذا الموسم الفوز الأعظم للألقاب الـ12 التي حصدها في الدوري الممتاز.