بعد احرازه جميع الالقاب الممكنة مع فريقه برشلونة الاسباني يسعى النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الى تحقيق حلمه المتمثل في ترصيع سجله بلقب دولي من خلال الفوز بلقب كأس اميركا الجنوبية quot;كوبا اميركاquot; لكرة القدم التي تستضيفها بلاده اعتبارا من الغد، والتأكيد على انه بامكانه التألق مع منتخب بلاده على غرار فريقه الكاتالوني.

قصة quot;ليوquot; افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين مع منتخب quot;البيسيليستيquot; مطبوعة بمجموعة من المناسبات المخيبة. ففي الوقت الذي لا يتوقف فيه عن هز الشباك مع فريقه برشلونة (53 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات واحرازه لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا للمرة الثالثة والليغا للمرة الخامسة)، يبدو سجله مع المنتخب متواضعا (56 مباراة و16 هدفا)، وهو ما يثير خيبة امل الجماهير الارجنتينية ووسائل الاعلام في بلاده التي لا تزال تلهث وراء لقبها الاول منذ تتويجها للمرة الرابعة عشرة بلقب كوبا اميركا عام 1993 في الاكوادور.

هناك فارق كبير في مستوى ميسي مع ناديه ومنتخب بلاده حتى ارتفعت الاصوات الارجنتينية مرجعة اسباب ذلك الى ابتعاد اللاعب عن بلاده جغرافيا وعاطفيا، وهو ما يدافع عنه ميسي دائما مؤكدا حبه للقميص الوطني.

لكن بالنسبة الى خوسيه بيكرمان، الذي يعود اليه الفضل في توجيه الدعوة الى ميسي الى صفوف المنتخب للمرة الاولى في 17 آب/اغسطس 2005 في المباراة امام المجر، فان مقارنة مستواه في النادي والquot;البيسيليستيquot; تعتبر quot;غير عادلةquot;.

وقال بيكرمان في تصريح لوكالة quot;فرانس برسquot;: quot;ليو ميسي لاعب رائع في صفوف المنتخب، ولكن يبدو ان مدرب المنتخب ربما لم يجد حتى الان الاسلوب الامثل لتألق ميسي والاستفادة من جميع مؤهلاتهquot;.

من جهته، قال انخل كابا المساعد السابق لمدرب الارجنتين سيزار مينوتي والمشرف على تدريب العديد من الاندية الارجنتينية وفي الخارج: quot;في برشلونة، يحصل ميسي على كل ما يريده لانه يلعب هناك منذ سنوات عدة والى جانب نفس اللاعبين، في المقابل في صفوف المنتخب فان التشكيلة تعرف تغييرات كثيرة وليس هناك تشكيلة اساسية ثابتة بالاضافة الى غياب اسلوب لعب جماعي واضح المعالمquot;.

ووجد ميسي اللاعب الاعلى اجرا في العالم (31 مليون يورو مداخيل سنوية بحسب مجلة فرانس فوتبول، صعوبة على الخصوص في فرض نفسه في الخطط التكتيكية للمدرب السابق للارجنتين الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا الذي لم يتوقف عن تغيير اللاعبين والخطط التكتيكية طيلة الاشهر العشرين التي امضاها على رأس الادارة الفنية للارجنتين من 2008 الى 2010.

ولم يتألق ميسي المولود في روزاريو والذي هاجر الى كاتالونيا عن عمر 13 عاما لتتبع فترة علاج النمو على حساب برشلونة، في التصفيات الاميركية الجنوبية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2010، وهو اذا كان قدم عروضا جيدة في المونديال فانه لم يهز الشباك في المباريات الخمس التي خاضها الquot;البيسيليستيquot; وخرج منها مذلولا بخسارة قاسية امام المانيا صفر-4 في الدور ربع النهائي.

وتنفس ميسي الصعداء منذ تعيين سيرخيو باتيستا العاشق لنادي برشلونة مدربا للمنتخب الارجنتيني خلفا لزميله السابق في المنتخب المتوج بلقب كأس العالم عام 1986، حيث وجد طريقه الى الشباك 3 مرات اخرها في مرمى البانيا (4-1) الاسبوع الماضي، وساهم في انتصارات مدوية لمنتخب بلاده على حساب منتخبات عريقة اسبانيا بطلة العالم (4-1) والبرازيل (1-صفر سجله ميسي نفسه) والبرتغال (2-1).

وسبق لباتيستا ان صرح قائلا quot;رقم 9 بالنسبة لي في صفوف المنتخب هو ميسيquot;، في اشارة الى انه يرغب في اشراك في المركز نفسه الذي يشغله مع برشلونة ويتألق من خلاله في التهديف وصناعة الاهداف. لكن ميسي لم يقدم حتى الان المستوى المأمول منه وبحاجة الى مزيد من العمل والتألق لاسكات منتقديه في جميع النواحي.

وقال ميسي لدى وصوله الى الارجنتين للاستعداد لكوبا اميركا متوجها الى وسائل الاعلام: quot;أنتم تقولون دائما بانني على خلاف مع (خوان رومان) ريكيلمي و(كارلوس تيفيز) كارليتوس ودييغو مارادونا... ليست لدي اي مشكلة مع أي شخص، ومارادونا تحدث عني دائما بشكل جيد، ونحن على اتصالquot;.

وكان رد فعل ميسي قويا وفي مستوى حماسه لتحقيق حلمه بالفوز بكوبا اميركا، وقال quot;جئت بحماس كبير من اجل التتويج. حظيت بفرصة التتويج بجميع الالقاب مع برشلونة وكذلك الكرة الذهبية. الان هدفي هو الفوز بكوبا اميركا في الارجنتينquot;.