على رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن على موقعه الالكتروني في الأسبوع الماضي نفيه نية درس اقتراح إقامة مباريات نهائيات كأس العالم 2022 في قطر من ثلاثة أشواط بدلاً من شوطين كما هو سائد، إلا أنه بدأ يفكر جدياً بالموضوع، خصوصاً أنه يعلم بأن هذا التغيير سيدر عليه أرباحاً طائلة من الإعلانات.

وفي الوقت الذي فشلت خطة الفيفا من احتمال إقامة هذه البطولة في فصل الشتاء، فإنه جاء دور اللعب بثلاثة أشواط مدة كل منها 30 دقيقة، بعدما ادعى مايكل بيفون، المدير المنتسب في شركة أروب الهندسية التي تساعد في تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتبريد 12 ملعباً، في مؤتمر البنية التحتية لدولة قطر الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي أن اقتراحه هذا هو ضروري لتفادي وقوع اصابات بين اللاعبين إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من 32 درجة مئوية.

ولكن على رغم أن الفيفا قد نفى مناقشته هذه المسألة، إلا أنه بدأ يفكر بأن يجري محادثات جدية مع أعضاء المجلس الدولي لكرة القدم على مدى السنوات الـ11 المقبلة، بما أن فكرة اللعب بثلاثة أشواط سيولّد لوسائل الإعلام العديد من ملايين دولارات إضافية من العائدات الإعلانية. وما هو جيد لهذه الوسائل فإنه جيد لفيفا أيضاً.

يذكر أن وسائل الإعلام الأميركية تكسب 213 مليون دولار في 48 دقيقة من فواصل إعلانية خلال مباراة quot;سوبر بولquot; (المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأميركية بين بطلي الدوري الوطني والاتحاد الأميركي) التي تلعب بـ4 أشواط. لذا فإن فترتي استراحة في مباراة كأس العالم بثلاثة أشواط ستخلق مساحة كبيرة محتملة للإعلانات، ما يؤدي إلى رفع قيم حقوق البث التلفزيوني كثيراً، في الوقت الذي قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في محطة تلفزيونية بريطانية، على رغم أنه بعيد جداً من أن يكون مغرماً بالفكرة: quot;لا يمكنني التفكير بأي مبررات أخرى لهذا الاقتراح سوى وجود دوافع تجاريةquot;.

ولكن إذا أراد الفيفا تطبيق هذه الفكرة، فينبغي عليه تغيير قوانين اللعبة بعد ما يقرب من 150 عاماً، والتي ستكون لها تأثيراً أبعد من مجرد مباريات نهائيات كأس العالم، لأنه هناك تسهيلات لمنظمي مونديال قطر 2022 لتغيير شكل المباريات خلال المنافسة في ظل الفقرة السابعة من قانون كرة القدم، التي تشير: quot;تستمر المباراة على فترتين متساويتين من 45 دقيقة إلا إذا تم اتفاقاً متبادلاً بين الحكم والفريقينquot;. وتضيف: quot;أي اتفاق على تغيير مدة اللعب يجب أن يكون قبل بدء المباراة، ويجب أن يمتثل لقواعد المنافسةquot;.

ولسوء حظ الفيفا، فإنه يبدو أن quot;عرض قطر 2022quot; قد اكتوى بسبب هذه الضجة، لذا أصدر بياناً يوم الخميس الماضي نفى فيه نفياً قاطعاً ادعاءات بيفون، إذ جاء فيه: quot;التصريحات التي أدلى بها السيد بيفون من أروب حول هذا الموضوع كانت من دون أي أساسquot;... ولكن بعد ذلك، إقامة مباريات كأس العالم في هذا الجو الصحراوي سوف لن يكون سهلاً!