اثبت سباق الاحد على حلبة سوزوكا اليابانية التي احتضنت المرحلة الخامسة عشرة (من اصل 20) من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، انه لا يمكن الاعتماد حصرا على الحظ من اجل الفوز باللقب العالمي بل يجب ان يترافق ذلك مع النتائج، وهذا ما اختبره فعلا سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو الذي وجد الفارق المريح الذي كان يفصله عن اقرب ملاحقيه يتلاشى ليصبح اربع نقاط فقط.

دخل الونسو الى السباق الياباني وهو يتقدم بفارق 29 نقطة عن اقرب ملاحقيه بطل العالم الالماني سيباستيان فيتل (ريد بول-رينو) بعدما وقف الحظ الى جانبه لان السائق الاسباني لم يذق طعم الفوز في المراحل الاربع السابقة بل حتى انه اضطر للخروج من سباق بلجيكا دون نقاط بعد تعرضه لحادث في اللفة الاولى، الا انه ما زال في وضع مريح في الصدارة نتيجة سوء طالع ونتائج ملاحقيه، ابرزهم سائق ماكلارين-مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق الماضي في سنغافورة حين كان في الصدارة وذلك بسبب عطل في علبة السرعات ادى في النهاية الى تشجيعه على اتخاذ قرار ترك فريقه الحالي والانتقال الى مرسيدس اي ام جي اعتبارا من الموسم المقبل.

وكان زميل فيتل الاسترالي مارك ويبر اكثر السائقين تهديدا لالونسو لكن الحظ خانه وتسبب بتراجعه حتى المركز الخامس بعد ان فشل في تحقيق افضل من المركز السادس منذ فوزه بسباق بريطانيا في الثامن تموز/يوليو الماضي (حل ثامنا في المانيا والمجر وسادسا في بلجيكا وانسحب في ايطاليا والحادي عشر في سنغافورة)، فخلفه هاميلتون في تهديد الونسو بعد فوزه في المجر وايطاليا لكن انسحابه من بلجيكا وسنغافورة (سبقهما انسحابه من المانيا)، قلص فرصه في المنافسة لانه دخل الى سباق اليابان وهو متخلف بفارق 52 نقطة عن الونسو.

لكن يبدو ان الفوز الذي حققه فيتل في سنغافورة، حيث صعد الى الدرجة الاولى لمنصة التتويج مجددا بعد ان غاب عنها لتسعة سباقات على التوالي، منحه الدفع المعنوي اللازم لكي يطلق موسمه فعليا وقد اكد ذلك من خلال انطلاقه من المركز الاول في حلبة سوزوكا للمرة الرابعة في اربع مشاركات في السباق الياباني، ثم هيمن على السباق وفاز به للمرة الثالثة، علما بان انه حل ثالثا في مشاركته الاخرى في هذا السباق العام الماضي وكان ذلك كافيا بالنسبة له من اجل الاحتفاظ باللقب العالمي.

ومن المؤكد ان سباق سوزوكا يشكل مصدر تفاؤل لفيتل الذي استفاد من خروج الونسو من اللفة الاولى بعد اصطدامه بالفنلندي كيمي رايكونن (لوتوس-رينو) لكي يصبح على بعد اربع نقاط منه، وهو اكد ذلك قبل السباق بقوله: quot;اعشق حلبة سوزوكا. بالمختصر، انها تملك اجمل المنعطفات واكثر الجماهير لطافة. احب فعلا القدوم الى هنا. في 2011 اختبرت اليابان اوقاتا صعبة (الهزة الارضية والتسونامي الذي تلاها في 11 اذار/مارس 2011 وتسببا بمقتل وفقدان 18 الفا و879 شخصا)، وبالتالي كان من المهم جدا محاولة ان نمنحهم شيئا من البهجة وان نظهر مساندتنا لهم في محنتهمquot;.

وتابع quot;اتمنى لو تمكنت من الفوز هناك في 2011، كان السباق الثالث لي على الحلبة المفضلة عندي وما زلت منزعجا قليلا لاني فزت باللقب العالمي باحتلالي المركز الثالث (وليس الفوز بالسباق). الحلبة بذاتها هائلة، وكل متر فيها مميزquot;.

ومن المؤكد ان فيتل عوض ما فاته الموسم الماضي لان انتصار الامس كان مفصليا ومصيريا في سعيه للفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي، لانه منحه الزخم الذي سيساعده في السباقات الخمسة الاخيرة للموسم، وهو تحدث عن هذه المسألة قائلا: quot;من الواضح انها كانت خطوة هامة اليوم (امس)، لكن الطريق لا تزال طويلةquot;.

وتابع فيتل الذي اصبح اول سائق يحقق انتصارين على التوالي هذا الموسم، quot;اذا نظرتم الى السباقات الاخيرة، ترون ان الوضع كان متقلبا جدا منذ سباق سبا (بلجيكا). لا اعلم ما حصل اليوم (امس)، لكن في سبا الونسو كان غير محظوظ. لا تتمنى ان تحصل هذه الامور معك لكنكم تعلمون انها قد تحصل معي ايضا خلال السباقات المقبلة. انه موسم طويل والسباقات كانت مجنونة حتى الانquot;.

وواصل السائق الالماني الساعي لان يصبح ثالث فقط بعد الاسطوريتين مواطنه ميكايل شوماخر والارجنتيني خوان مانويل فانجيو يتوج باللقب ثلاث مرات على التوالي، quot;انا حذر جدا. اعتقد اننا خضنا رحلة طويلة حتى الان. كان العام صعبا وما زال بانتظارنا الكثير من السباقات. اليوم، لا اريد التحدث عن اللقبquot;، مشيرا الى ان عطلة نهاية الاسبوع الماضي كانت بمثابة الحلم بالنسبة له.

واضاف quot;لا اعتقد انه كان من الممكن ان تتحقق الامور بشكل افضل. من النادر جدا ان تخوض سباقات من هذا النوع. كانت بحوزتي سيارة جيدة تتجاوب بشكل جيد جدا، ومن الصعب ان نفسر السبب لاننا لم ندخل اي تعديلات خاصة بهذا السباق. الحلبة تناسبت مع السيارة بكل بساطةquot;.

وختم quot;كان سباقا رائعا وعندما تحلم بالسباق المثالي فانت تحلم بان تختبر سباقا من هذا النوع. كل شيء كان مذهلاquot;.

ومن جهته بدا الونسو متفائلا رغم خيبة السباق الياباني، وهو اعتبر ان الحظ قد يهجر فيتل في السباقات المقبلة وسيضطر للانسحاب كما حصل مع السائق الاسباني في سباقي بلجيكا واليابان، مضيفا quot;هناك خمسة سباقات متبقية، ستكون بمثابة البطولة المصغرة لاننا نبدأ بنفس النقاط تقريبا وعلينا ان نسجل نقاطا اكثر منه في السباقات الخمسة. سنحاول ان نحقق هذا الامرquot;.

وسيبقى السائقون في الشرق الادنى لخوض المرحلة السادسة عشرة التي تقام الاحد المقبل في كوريا الجنوبية، قبل الانتقال الى الهند في 28 الحالي ثم ابو ظبي في 4 الشهر المقبل والولايات المتحدة في 18 منه، قبل ان يكون الختام في البرازيل في الاسبوع التالي.