يواجه الجمهور الرياضي الجزائري امتحاناً عسيراً عندما يحضر المباراة المرتقبة التي ستجمع منتخبه بنظيره و شقيقه الليبي اليوم الأحد على ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة برسم إياب الدور الأخير من اقصائيات كأس أمم إفريقيا 2013 .


ديدا ميلود - إيلاف :تعتبر المباراة الحاسمة هو الامتحان المطالب بتجاوزه بنجاح تفاديا لخروج المباراة عن النص المرسوم لها من قبل الإتحاد الجزائري الذي يتطلع لانهائها في روح رياضية عالية ، و تفويت الفرصة على الليبيين الراغبين في إنهائها قبل موعدها لدفع الإتحاد الإفريقي إلى إعادتها في بلد محايد أو حتى كسب نقاطها و ضمان التأهل إلى النهائيات رغم خسارتهم في الذهاب بالمغرب بهدف لصفر.

ووفقا للمعطيات التي تسبق مباراةالاحد فان التحدى الاكبر الذي يواجه الجزائر سيكون في المدرجات اكثر من الملعب ، في ظل الاستفزازات الليبية المتوقعة ، و في ظل حالة التشنج التي قد تصيب عشاق الخضر بتاثير تلك الاستفزازات خاصة بعد الاحداث المؤسفة التي عرفها اللقاء الأول ، و مما زاد من حدة الحذر عند الجزائريين هو تعيين الإتحاد الإفريقي للحكم الغيني بانغورا لإدارة المباراة و الذي بحوزته سوابق مع المنتخب الجزائري و في نفس الملعب ، و هو حكم يرونه نسخة مطابقة للأصل للحكم السنغالي بادارا دياتا الذي أدار لقاء الدار البيضاء من حيث تسماحه المفرط مع اللاعبين .

و لأن الجمهور الجزائري يعرف عنه حبه الشديد لمنتخب بلاده إلى حد التعصب و لتفادي تحوله من نعمة إلى نقمة فأن نداءات صادرة من رئيس الإتحاد و من مدرب المنتخب و لاعبيه و من الإعلام تناشده بضرورة توخي الحيطة و الحذر خلال هذه المباراة و التركيز فقط على تقديم الدعم المعنوي لأشبال المدرب البوسني وحيد خليلوزيدش على مدار اللقاء و خاصة في أوقات الفراغ عندما يكونون في حاجة للمؤازرة الإيجابية و التي تقتصر على التصفيق لزملاء سفيان فيغولي و ترديد الاغاني التي يعرفونها جيداً و لا يمكن لغيره من الجماهير أن تغينها مهما اجتهدت.

كما تطالب هذه النداءات من العشرين ألف جزائري الذين سيغزون مدرجات ملعب مصطفى تشاكر بضرورة الالتزام بعدد من المحظورات التي لا يتسامح معها الإتحادين الدولي و الإفريقي اللذان يراقبان المدرجات عن كثب و اي خطأ يقع فيه الجمهور أو أفراد منه سيدفع ثمنه المنتخب غالياً ، و تؤكد النداءات على لأن أفضل خدمة يسديها الجمهور الحاضر هي عدم الانشغال بالمنافس و عدم الرد على اي لقطة مهما كانت مسيئة و ترك المهمة لحكام و مراقب المباراة ، كما تطالبه بنسيان ما حدث في ملعب محمد الخامس.

و تتضمن لائحة المحظورات عدد من التصرفات يجب تفاديها و عدم القيام بها لأنها ستدفع الكاف الى فرض عقوبات قاسية على المنتخب الجزائري قد تصل لحد اقصائه من المنافسة ، بداية بعدم التصفير على النشيد الوطني للمنتخب المنافس الذي سيبقى شقيقا بغض النظر عن اي خلفيات اخرى رياضية كانت أو سياسية و التي يجب طي صفحاتها للابد ، كما يمنع استخدام المفرقعات النارية الوسيلة التي يحبذها الجزائريون في ملاعبهم غير ان الكاف و الفيفا أصدراً لوائح لمنعهما منعا باتاً بالنظر إلى الخطورة التي تشكلها على السير الحسن للمباراة وسلامة كافة من يوجد داخل الملعب بعد الحوادث الكثيرة و الخطيرة التي أسفرت عنها ، كما يحظر على الجمهور رشق الملعب باي شيئ مهما كان حجمه او نوعه لو قارورة ماء فارغة فانه في نظر الفيفا تعتبر تهديداً لأمن و سلامة اللاعبين و طاقم التحكيم فما بالك إن كانت أشياء صلبة كالحجارة ، حيث تعتبر دليل إدانة لا غبار عليه ضد المنتخب المضيف ، و أخطر تصرف يمكن القيام به و يجب تفاديه هو اجتياح أرضية الملعب أثناء المباراة او حتى عند نهايتها للاحتفال بالتأهل في حالت طبعاً كسب الخضر ورقة الترشح للنهائيات و لو من قبل عدد محدود من الأفراد و هو ما يعتبره الفيفا أيضاً تهديداً لسلامة أعضاء الفريقين و الحكام لأن الفيفا يمنع الاحتكاك المباشر بين الجمهور مع اللاعبين خاصة لاعبي الفريق المنافس و الحكام و عقوباته صارمة في هذا الصدد تتعدى الغرامات المالية ، كما يخشى الجانب الجزائري كثيراً من تعرض الملعب للرشق أو الاجتياح لانه يعطي التبرير للمنتخب الليبي لمطالبة الحكم الغيني و الضغط عليه لتوقيف المباراة بحجة عدم توفر الإجراءات الأمنية التي تكفل سلامتهم.

و يراهن منتخب الخضر من جهة على الجهات الأمنية لتوفير جميع الظروف الملائمة لإقامة المباراة في أجواء طيبة و من جهة اخرى على حكمة و رزانة الجمهور الجزائري الذي تحلى بهما في كثير المباريات التي صنفت في خانة المباريات المتشنجة على غرار المباريات ضد المنتخب المغربي في عنابة في مارس 2011 ، و ضد المنتخب المصري على نفس الملعب في يونيو 2009 ، حيث قدم عشاق الخضر درساً في فنون التشجيج الايجابي البعيد عن الاساءة للمنافس.