كم يتقاضى مدرب المنتخب الجزائري البوسني وحيد خليلوزيدش شهرياً ؟ ..سؤال عاد الوسط الرياضي في الجزائر، الشعبي منه و الإعلامي،إلى طرحه مجدداً في محاولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بالطبع لمعرفة الامتيازات المادية و العينية التي ينالها الناخب الوطنيومعه أعضاء طاقمه الفني.


ديدا ميلود - إيلاف :رغم مرور أكثر من عام و نصف العام على تعاقد الإتحاد مع خليلوزيدش إلا أن حيثيات العقد المبرم بينهما تبقى في خانة quot;سري للغاية quot;رغمأنها مسالة عادية جداً في البلدان الأوروبية ، و تحاشى كل من محمد روراوة و خليلوزيدش الكشف عن الراتب الشهري الحقيقي الذي يتقاضاه نظير الإشراف على تدريب الخضر رغم إلحاح الكثير من رجال الإعلام كلما عقدت ندوة صحفية ، و اتفق الرجلان على ضرورة الحفاظ على سرية الراتب و عدم البوح بالسر تحت أي ظرف و هو ما شجع الجمهور الرياضي على المزيد من الفضول.

الواقع أن عشاق الخضر غفلوا عن مسألة راتب مدرب الخضر بعد النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب الوطني الجزائري تحت قيادة خليلوزيدش بتأهلهم إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013 دون هزيمة ، و تحسن أدائهم خاصة الهجوميمنه فضلاً عن تواجدهم في أفضل رواق لبلوغ الدور الحاسم من إقصائيات مونديال البرازيل 2014 ، غير إن المخرجات الإعلامية للمحارب البوسني و التي أعقبت تلك النتائج و التي يبدو أنها جعلته يتخلى عن واجب التحفظ أعادت إحياء موضوع الراتب مجدداً ، خاصة حواره مع المجلة الفرنسية الشهيرة quot;فرانس فوتبول quot;فكان من ضمن ما تضمنه ذلك الحوار الشيق المتعلق بالأهداف التي سطرها مع رئيس الإتحاد روراوة عند توقيعه على العقد، حيث أكد بأنه اتفق معه على تحقيق هدفين ، تأهيل الخضر إلى نهائيات كاس أفريقيا مع بلوغ الدور النهائي ، و تأهيلهم إلى نهائيات كأس العالم 2014 مع تأهلهم للمربع الذهبي ، و هو ما جعل عدة صحف جزائرية تثير تساؤلات حول واقعية هذه الأهداف التي يتطلع خليلوزيدش إلى تحقيقها مع الخضر و هو لم يحققها حتى مع منتخب ساحل العاج قبل عامين و تحت تصرفه ترسانة من النجوم تلعب في أقوى الأندية الأوروبية فكيف له أن يبلغها مع فريق يمر بمرحلة إنتقالية و لا يزال في طور التكوين و عناصر تفتقر إلى الخبرة و جل محترفيه من أندية الصف الثاني و اغلبهم لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم ، و ارجع الكثير من النقاد تلك الأهداف التي تم الإتفاق عليها مع روراوة مجرد خدعة يبرر من خلالها الإتحاد الجزائري الراتب الشهري الخيالي الذي يصرف في حساب خليلوزيدش مع نهاية أو بداية كل شهر .

فهل يعقل الحديث عن الهدف من المشاركة في المونديال قبل ضمان بلوغ النهائيات ، و هل يعقل لمنتخب يتأهل للمرة الرابعة فقط في تاريخه أن ينافس البرازيل و الأرجنتين و كبار أوروبا على تاج الكرة العالمية و هو الذي خسر من منتخب مالي على أرض محايدة ، و هل يعقل لمنتخب كان يأمل أن يصنفه الإتحاد الأفريقي في نفس المستوى مع ساحل العاج و غانا حتى يتفادى مواجهتهما في الدور الأول من كأس أمم أفريقيا أن يراهن مدربه على الوصول إلى الدور النهائي الذي بلغه مرتين فقط منذ تأسيسه قبل نصف قرن ، و بالنظر إلى المعطيات الفنية لواقع الخضر فإن النفي كان قاسماً مشتركاً للإجابة عن هذه التساؤلات ، التي أجبرت روراوة على التدخل في محاولة فاشلة منه لتدارك زلة لسان خليلوزيدش ، فقال بإن الأخير كان يقصد الدور الثاني من المونديال و ليس المربع الذهبي و أكد بإن تحقيق الإنجاز الذي حققه سلفه الشيخ رابح سعدان يعد أمراً إيجابياً ، كما عمد روراوة إلى تضخيم ما حققه المنتخب في عهد خليلوزيدش و أثنى عليه كثيرا سواء من حيث النتائج الرقمية أو من حيث الأداء الفني الذي أصبح يقدمه .

و لم ترق تلك المخرجة الإعلامية لخليلوزيدش الشيخ سعدان الذي شعر بالإهانة بعدما علم بإن الإتحاد يمنح للفني البوسني و منذ أن تعاقد معه أضعاف ما حصل هو عليه حتى عندما تأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا و نصف نهائي كأس أفريقيا 2010 عندما تجاوز عقبة الفيلة التي كانت تحت إشراف خليلوزيدش نفسه، وعبر عن عدم فهمه لسياسة الإتحاد وأهدافه من هذا الإنفاق غير المبرر على مدرب لم يحقق ما حققه هو خاصة أن الهدف الأول و هو الظفر بتأشيرة quot;الكانquot;، الجميع يعلم بإن quot;الكافquot; لعب دوراً مساعداً للمنتخبات الكبيرة ليضمن تواجدها في البطولة و تفادي سيناريو دورة الغابون و غينيا الاستوائية فعمد إلى تصنيفها تصنيفاً كيفما أتفق .

و يجمع الشارع الرياضي في الجزائر على أن ما يتقاضاه خليلوزيدش شهرياً لا يقل عما كان يتقاضاه البلجيكي إيريك جيرتس في المغرب بل و ربما أكثر إذا ما احتسب أيضاً المزايا العينية و المكافآت ، و حسب ما يتم تداوله بين الصحف فإن خليلوزيدش يحصل على قرابة الـ 150 ألف يورو شهرياً تضاف إليها تذاكر الطيران التي تكفلت بها إحدى الشركات الجوية الخاصة - و التي ربما تأخذ نصيبها من غلة المنتخب من خلال الإشهار لها في مبارياته الرسمية و الودية - و إقامته الفخمة في أحدى أرقى الأحياء السكنية بالعاصمة مع خط هاتفي دولي .

و مما يزيد من صحة هذه الأرقام هو أن الإتحاد الجزائريتعاقد مع المدرب العالمي الذي طلب أقل راتب مقارنة ببقية المرشحين أمثال البرازيلي دونغا و الألماني يورغن كلينسمان و الإيطالي ليبي في يونيو 2011 و هؤلاء المدربون أجورهم الشهرية لا تقل عن الـ 200 ألف يورو حتى لو دربوا أضعف منتخب في العالم فما بالك بتدريب منتخب يسعى للمونديال .

و يعلم عشاق المنتخب على اختلاف أطيافهم بإن المدرب خليلوزيدش سيستمر في الحصول على نفس الراتب المتفق عليه في العقد الذي ابرمه مع روراوة سواء شاؤوا أو رفضوا بل و ربما سيطالب برفعه خاصة في حال تألق في quot;الكانquot; 2013 ، ووقتها لن يجد الرئيس حرجاً من تلبية المطلب البوسني ، كما أن محبي الخضر لا يحسدون خليلوزيدش على النعمة التي وجدها في الجزائر لأنهم يؤمنون بإن الحياة أرزاق رغم أن الكثير منهم لن يحصل طوال حياته على ما يحصل عليه هو في ظرف شهر ، لكنهم في المقابل يريدون فقط أن تكون هناك عدالة إعلامية من خلال نشر تفاصيل راتبه مثلما نشرت رواتب المدرسين والأطباء وغيرهم من موظفي الحكومة ،إلا إذا كان المنتخب الوطني شركة خاصة ملكيتها ليست تابعة للدولة بل للإتحاد.