كانت واحدة من أروع المبارزات في تاريخ كرة القدم منذ أن تبختر جوزيه مورينيو على حياة السير اليكس فيرغسون في شباط 2004 باحتفاليه استثنائية وغريبة عندما أطاح مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا.


روميو روفائيل ndash; ايلاف: منذ أن رفع المكتئب البرتغالي جوزيه مورينيو علامة النصر بغرور في صدمة مباراة فوز بورتو على مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا ومحتفلاً مع رقصة على خط تماس أولد ترافورد، فإنه يجب على المدير الفني للشياطين الحمر السير اليكس فيرغسون أن يكون على علم بأنه يتعامل مع شخص مختلف.
وعلى رغم الفروقات الكبيرة في الخلفيات والمعتقدات السياسية والعمر، وحتى في فسلفتهما الخاصة بهما في كرة القدم، إلا أن مورينيو وفيرغسون من المرجح أن يكونا الآن عرضة لتبادل رسائل نصية مرحة أكثر من تبادل الاتهامات أو انتقادات لاذعة في الفترة التي تسبق لقاء فريقيهما في شباط المقبل في الدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
وسبق أن التقيا مؤخراً واحتسا الشاي معاً في فندق لوري في مانشستر عندما مر مدرب ريال مدريد بالمدينة لمواجهة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا.
وتعتبر المواجهة بين الناديان الأكثر شهية في هذه المرحلة من هذه البطولة: مورينيو اللدود الاستراتيجي ضد فيرغسون الحافز ومصدر إلهام والقوة الدافعة. مورينيو المتجول بين الأندية التي كانت سنواته الثلاث في تشلسي هي أطول مدة في حياته المهنية ضد فيرغسون باني الامبراطورية.
ولم يكن الإبحار سهلاً دائماً،ولكن، على الأقل، عندما جلس فيرغسون في مكتب مورينيو في ستامفورد بريدج في آب 2008، فالهزيمة 1- صفر كانت سيئة للاسكتلندي بما فيه الكفاية. ولكن زجاجة النبيذ من شيراز الأرجنتيني الرخيصة، التي استضافه بها البرتغالي، أطلقت العنان لتعيش أطول مدة في ذاكرة فيرغسون. ومن شأن مورينيو ألا يكرر مثل هذا الخطأ مرة أخرى.
حتى أنهما اختلفا لفترة وجيزة في الأسابيع الأخيرة من موسم 2006/2007 عندما هاجم فيرغسون بطريقة استثنائية ادعاء مورينيو بأن كريستيانو رونالدو quot;غير مثقفquot;، ولكن عندما سيلتقيان في برنابيو في 13 شباط المقبل ستكون هناك مصافحة دافئة بينهما قبل أن يعلن البرتغالي مرة أخرى بأن الاسكتلندي هو quot;رب العملquot;.
وكانت هناك ديناميكية رائعة في هذه العلاقة. فقد أظهر مورينيو دائماً احتراماً لفيرغسون، في حين أن الأخير يتمتع بمثل هذا الاحترام والتبجيل الذي يتلقاه، ولا حاجة لتذكيره بسجله غير المتكافئ عند لقاءهما وجهاً لوجه مع لغز البرتغالي.
فبالعودة إلى فترة مورينيو في بورتو، فقد التقيا 14 مرة كمدربين متنافسين، مع فوز مانشستر يونايتد مرتين فقط، وكانت بعض من هذه اللقاءات ملفتة للنظر، وأهمها من كلهم نهائيكأس الاتحاد الإنكليزي لعام 2007 عندما سجل ديدييه دروغبا هدف المباراة الوحيد لتشلسي في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
ولكن مورينيو لا يهتم بعلم الجماليات، فقد كان quot;الاستنزافquot; في الكثير من الأحيان اسم اللعبة عندما يتعلق الأمر بالمنافسة. وكانت القليل من الأندية أفضل من تشكيلة تشلسي آنذاك التي تمحورت حول قوة اللاعبين مثل جون تيري وكلود ماكيليلي وديدييه دروغبا.
واستند فريق إنتر ميلان الذي فاز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 45 عاماً على المخططات نفسها. ويعرف ريال مدريد أيضاً كيف يطحن النتائج. ولكن مع رونالدو، فلدى مورينيو أكبر مواهب هجومية فوارة التي يعرفها فيرغسون جيداً.
وعلى ما يبدو أن لقب لاليغا أصبح بعيد المنال بالفعل، فإن دوري الأبطال هو كل شيء بالنسبة إلى النادي الملكي هذا الموسم، وهزيمته في الدور الـ16 قد تكلف مورينيو وظيفته.
وهو ما يقودنا إلى عنصر آخر في كل هذا. فلبعض الوقت كانت هناك تقارير تفيد بأن الذي أطلق على نفسه اسم quot;المدرب الخاصquot; يود ملء الفراغ الذي سيتركه فيرغسون عندما يتقاعد.
في الواقع، هذا الخيار قد يبدو شاذاً على فلسفة أولد ترافورد من حيث تدفق الحر للكرة التي أسسها فيرغسون وقبله الراحل مات بوسبي. ولكن بالتأكيد يستحق مورينيو أخذ هذا بالإعتبار، ولاسيما إذا تمكن من الفوز بدوري أبطال آخر هذا الموسم بعدما يزيح مانشستر يونايتد عن طريقه.
وأياً كانت النتيجة، فإنه بعد ذلك يجب أن يتمتع المنتصر بأفضل أنواع زجاجات النبيذ. لأنه إذا كان هناك شيء واحد قد تعلمه مورينيو على مر السنين، فهو أن يرضي الشخص الذي يسميه quot;رب العملquot;!
مورينيو ضد فيرغسون
ـ في بورتو: فوز واحد وتعادل واحد في الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا في 2004.
ـ في تشلسي: فاز 5 مرات وتعادل في أربع مباريات مع خسارة واحدة منذ 2004 إلى 2007.
ـ في انتر ميلان: تعادل واحد ومثلها خسارة في الدور الـ16 من دوري الأبطال في 2009.
مانشستر يونايتد ضد ريال مدريد
ـ 1957: الدور قبل النهائي لكأس أوروبا، خسر 1-3 في مدريد وتعادل في أولد ترافورد 2-2 لينهزم 3-5 في مجموع الأهداف.
ـ 1968: الدور قبل النهائي لكأس أوروبا، فاز 1- صفر على أرضه وتعادل 3-3 في برنابيو ليفوز 4-3 في المجموع.
ـ 2000: ربع نهائي دوري الأبطال، تعادل سلبياً في برنابيو وخسر 2-3 في أولد ترافورد.
ـ 2003: ربع نهائي دوري الأبطال، خسر 1-3 في اسبانيا وفاز 4-3 على أرضه لينهزم 5-6 في المجموع.
مورينيو quot;المدرب الخاصquot;
ـ خسر مرتين فقط أمام الشياطين الحمر خلال 14 مباراة.
ـ في مناسبتين فاز مورينيو بدوري أبطال أوروبا، وأطاح الأندية الانكليزية في الدور الـ16. بورتو لا ينسى اقصاءه مانشستر يونايتد في الموسم 2003/2004، في حين قبل ثلاث سنوات فاز انتر ميلان على تشلسي.
ـ لم يفز مورينيو بأي مباراة لدوري الأبطال على أولد ترافورد، فقد تعادل بورتو 1-1، في حين خسر انتر صفر -1 في الموسم 2008/2009.
مصدر كل الاحصاءات: أوبتا.