ستكون أنظار مشجعي بطولة العالم لسباقات فورمولا واحدة موجهة اعتبارا من الاحد المقبل الى البطلين السابقين الالماني ميكايل شوماخر والفنلندي كيمي رايكونن الساعيين الى quot;تعويض الوقت الضائعquot;.

لا يملك السائقان الالماني والفنلندي الكثير من النقاط المشتركة لكنهما يتقاسمان واقع انهما السائقين الاخيرين اللذين توجا بلقب بطولة العالم على متن سيارة فيراري، وذلك لان رايكونن خلف quot;شوميquot;، صاحب الرقم القياسي بعدد الالقاب (7 بينها 5 مع فيراري)، في قلوب عشاق quot;سكوديرياquot; عندما حل بدلا منه وقاد الفريق الايطالي للقب بطولة العالم عام 2007 قبل ان يقرر تركه لخوض مغامرة بطولة العالم للراليات دون ان يحقق النجاح.

quot;العمر هو ما نشعر به في داخلنا، واشعر اني على ما يرامquot;، هذا ما قاله شوماخر، البالغ من العمر 43 عاما، بعد انتهاء تجارب فريقه مرسيدس جي بي على حلبة برشلونة استعدادا للموسم المقبل الذي ينطلق نهاية الاسبوع الحالي من حلبة بارك الاسترالية

سيخوض الاسطورة quot;شوميquot; موسمه الثالث بعد الاعتزال الذي اعلنه عام 2006، ويأمل صاحب الغالبية العظمى من الارقام القياسية ان يكون 2012 افضل بكثير من الموسمين اللذين سبقاه حيث حل تاسعا وثامنا على التوالي في الترتيب العالم وفشل في تحقيق فوزه الاول منذ سباق الصين عام 2006، بل انه لم يتمكن حتى بالصعود الى منصة التتويج ولو لمرة واحدة فقط، وذلك بسبب تواضع اداء مرسيدس جي بي، مقارنة مع ريد بول-رينو او ماكلارين-مرسيدس وفيراري.

لكن quot;شوميquot; الذي حل رابعا ثلاث مرات في 2010 و2011، قدم في اواخر الموسم الماضي لمحة عن السائق الذي هيمن على البطولة خمس مرات بين 2000 و2005 واحرز 91 انتصارا خلال مسيرته الاسطورية، وذلك على حلبتي سبا فرانكورشان ومونزا، اذ نجح في السباق البلجيكي في شق طريقه من المركز الرابع والعشرين الى الخامس، وفي السباق الايطالي من تلقين البريطاني الشاب لويس هامليتون (ماكلارين-مرسيدس) درسا حول كيفية صد جميع المنافذ امام المنافسين من اجل اقتناص المركز الثالث قبل ان يكتفي في النهاية بالمركز الخامس.

ومن جهته، يعود رايكونن (32 عاما) الى حلبات الفئة الاولى من اجل الدفاع عن الوان لوتوس-رينو بعد ان خاض موسمين في بطولة العالم للراليات على متن سيارة سيتروين وتجربة في سباقات ناسكار الاميركية دون ان يصيب النجاح في المشاركتين.

وقد اكد quot;الرجل الجليديquot; بان الحافز لا يشغل باله وبانه خاض بعض افضل السباقات في مسيرته خلال عامه الاخير في الفئة الاولى.

وسيدافع رايكونن عن الوان فريق لوتوس-رينو الذي تعاقد مع السائق الفنلندي لمدة عامين حيث سيقود الى جانب الفرنسي رومان غروجان بانتظار عودة البولندي روبرت كوبيتسا بعد شفائه من الاصابات التي تعرض لها قبيل انطلاق الموسم الماضي خلال مشاركته في احد الراليات.

وشدد رايكونن على ان الناس الذين يشككون بالحافز الذي يقف خلف عودته الى الفئة الاولى مخطئون، مضيفا quot;هناك حديث متواصل حول حافزي وكتبه اشخاص لا يعرفونني ولا يملكون اي فكرة عن حجم قوة الحافز الذي يدفعني. لو لم اشعر بالحافز، لتوقفتquot;.

وواصل رايكونن quot;اشعر باني قدت على الارجح بعض افضل سباقاتي في موسمي الاخير في فورمولا واحد وكنت سعيدا جدا بالاداء الذي قدمته. لم اواجه يوما اي مشكلة مع الحافز الذي يدفعنيquot;.

واكد السائق الفنلندي بانه لا يشعر بضغط تحقيق الفوز مجددا طالما انه يقدم افضل ما لديه، مضيفا quot;اعتقد ان الناس يتوقعون مني تحقيق بعض الامور، لكن طالما انا متأكد من تقديمي كل ما لدي ومن اني سعيد بالطريقة التي اقود بها، فسأكون سعيدا. اذا كانت هذه الامور موجودة لكنها لم تكن كافية (لتحقيق الفوز)، فلن تكن كافية، هذا كل ما في الامرquot;.

وبعودة رايكونن الى فورمولا واحد، فان البطولة العالمية ستشهد مشاركة 6 ابطال للعالم هم الالمانيان ميكايل شوماخر (7 مرات) وسيباستيان فيتل بطل العامين الاخيرين، والبريطانيان لويس هاميلتون (2008) وجنسون باتون (2009)، والاسباني فرناندو الونسو (2005 و2006).

ويملك رايكونن سجلا ناصعا في الفورمولا واحد حيث احرز لقب 18 سباقا في 156 مشاركة مع فرق ساوبر وماكلارين وفيراري، وصعد الى منصة التتويج 62 مرة وانطلق من المركز الاول 16 مرة.

ويصنف رايكونن بين السائقين الذين ترغب اية حظيرة في الحصول على خدماته خصوصا ان شريحة كبيرة من خبراء الفئة الاولى ترى فيه السائق الافضل بين ابناء الجيل الحالي عندما يكون في قمة تركيزه، وابلغ دليل على ذلك نجاحه في إحراز لقب بطل جائزة اليابان الكبرى عام 2005 رغم انطلاقه من المركز السابع عشر، وهو اثبت خلال اللفات الاخيرة من السباق قدرة واضحة على الحاق الهزيمة بأي كان.

في 2009، بلغ الراتب السنوي للسائق الفنلندي مع فيراري 45 مليون يورو. وبعدها بعام، وضع سعرا لنفسه خارج حدود المعقول في ظل معاناة الفرق من اثار الازمة الاقتصادية العالمية.

في المقابل، لم تكن مشاركة رايكونن في بطولة العالم للراليات جيدة ولم تترك اي بصمة وكانت افضل نتيجة له في 20 مشاركة المركز الخامس في رالي تركيا عام 2010.