تعود أندية اولمبيك الشلف وشبيبة بجاية ووفاق سطيف نهاية الأسبوع الجاري إلى الأجواء القارية بمناسبة إجرائها لقاءات الذهاب من الدور الـ32 لمسابقتي دوري أبطال إفريقيا و كأس الكونفدرالية في طريقها إلى دور المجموعات الذي حددته كهدف يجب بلوغه رغم صعوبة المهمة التي تنتظرهم بالنظر إلى ارتفاع إيقاع المنافسة مع تقدم الأدوار .

و يراهن الثلاثي على تسجيل نتيجة ايجابية في الذهاب تذلل من عقبات الإياب خاصة بالنسبة للشلف وبجاية اللذين سيلعبان المباراة الأولى في الجزائر مما يحرمهما من أفضلية خوض العودة على ملعبيهما.

و رغم أن الحظوظ تبدو أوفر لممثلي الجزائر في العبور و مواصلة المغامرة الإفريقية بالنظر إلى فارق الخبرة مقارنة بالمنافسين و حتى الإمكانيات الفنية الذي يصب في صالحها ،إلا أن التجارب السابقة للعديد من الأندية الجزائرية تفرض عليهم اخذ الحيطة و الحذر و احترام المنافس خاصة في مثل هذه الأدوار حيث تلعب ظروف أخرى غير المستوى الفني في صنع الفارق على غرار التحكيم السيئ و ظروف الاستقبال و المناخ و غيرها من المستجدات التي قد تطرأ على المباراة في أي وقت.

ففي دوري الأبطال يستقبل الشلف يوم الجمعة على ملعبه محمد بومزراق نادي فيتا كلوب الكونغولي واحد من القلاع الكروية العريقة و التي تتمتع بتاريخ مشرف في المسابقات الإفريقية ، لذلك يبقى منافسا محترما للاولمبيك رغم تراجع نتائجه في السنوات الأخيرة، و بالتاكيد فان بطل الجزائر لن يجد نفس السهولة التي وجدها في الدور التمهيدي الماضي أمام يانيغا البوركيني.

و يتميز فيتا كلوب بقوته الهجومية و ضعف دفاعاته حيث تأهل لهذا الدور بعدما سجل ستة أهداف و تلقت شباكه خمسة ، و هو ما يجب على أشبال المدرب نور الدين سعدي أخذه بعين الاعتبار في المواجهتين.

و من سوء حظ أن الشلف يخوض هذا النزال القاري الهام بعد تعثر محلي يوم السبت الماضي إذ تعرض لهزيمة قاسية من شباب باتنة في الدوري المحلي جعلت حظوظه تتقلص في الحفاظ على اللقب ومعها اهتزت معنويات اللاعبين ،لذلك عمل المدرب سعدي على الجانب النفسي في محاولة لإعادة الروح القتالية لأشباله وإخراجهم من حالة الإحباط كما دفع بالإدارة إلى رصد منحة مالية مغرية لتحفيزهم على بذل قصارى جهدهم يوم الجمعة لتسجيل انتصار عريض يعبد طريقه نحو الحطة القادمة.

وبالإضافة إلى الإشكال المعنوي يعاني الفريق من عدم جاهزية عدد من عناصر ه في صورة المدافع المخضرم القائد سمير زاوي الذي ظهر وزنه الكبير بعدما غادر أرضية الميدان في لقاء باتنة وتحوم الشكوك حول مشاركته شانه شان المدافع يوسف معمري الذي أصيب هو أيضا في نفس المباراة.

و بالمقابل يستعيد سعدي عدد من الأوراق الرابحة بعد تعافيها على غرار المهاجم المتألق هذا الموسم محمد سوقار صاحب الثلاثية في الدور الماضي و الحارس الأساسي محمد غالم و الظهير بن طوشة ، مما يدعم الخيارات التكتيكية للمدرب.

من جانبه ينازل شبيبة بجاية يوم الجمعة على ملعب الوحدة المغاربية ببجاية ممثل ساحل العاج نادي امادو ديالو الذي يعتبر منافسا مجهولا لبجاية رغم انه يمثل بلدا عريقا على الصعيد الإفريقي.

و يمر بجاية بأحوال شبيهة بتلك التي يمر بها الشلف بل و أسوء ، فالفريق خسر من وداد تلمسان و تراجع في الترتيب العام و فقد جل آماله في المنافسة و لو على مركز الوصافة الذي فاز به الموسم المنصرم و أقصي مبكرا من مسابقة الكأس ، وبالتالي فهو مطالب بالتركيز فقط على البطولة القارية و بلوغ المجموعات هو اضعف الإيمان للتصالح مع جماهيره ، وهو ما يدرك المدرب الفرنسي ألان ميشال المطالب بتصحيح الأخطاء ومعالجة النقائص التي يعاني منها الفريق خاصة على مستوى الخط الخلفي الذي يفتقد للتناغم بين أفراده تفاديا ، لان الحفاظ على عذرية شباك الحارس سي محمد سيدريك هو مفتاح التأهل إلى الدور المقبل بغض النظر عن النتيجة النهائية.

و قد فضل المدرب ميشال الإبقاء على التدريبات العادية استعدادا لهذه المواجهة لغاية يوم الخميس تاريخ الدخول في تجمع قصير سيركز خلاله على الجانب النفسي و التكتيكي ما دام أن الأمور البدنية لا تطرح إشكالا.

و سيغيب عن بجاية المدافع أمين مقاتلي الذي خضع لعملية جراحية لإزالة الغضروف ، و قد اختار الاتحاد الإفريقي طاقم تحكيم من غامبيا لإدارة المباراة يقوده قاساما باكاري.

وفي كاس الكونفدرالية يشهد هذا الدور دخول وفاق سطيف المنافسة بعدما اعفي من الدور التمهيدي حيث سينازل نادي سيمبا من تنزانيا في العاصمة دار السلام يوم الأحد.

و يتوفر الوفاق على حظوظ وفيرة للتأهل دفاعا عن سمعته الدولية العريقة التي اكتسبها في الثمانينات من القرن العشرين عندما كان ثالث ناد جزائري يتوج بدوري الأبطال عام 1988 ، فهو يمتلك تعدادا بشريا ثريا باستثناء مركز حراسة المرمى الذي يعاني نوعا بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها الحارس الأساسي بن خوجة وأنهت موسمه مبكرا لكن المدرب السويسري ألان غيغر له كامل الثقة في المخضرم محمد بن حمو في انتظار قيد الحارس الأسبق للخضر وناس قواوي في حال تأهل الفريق لدور الثمانية.

و على عكس الشلف وبجاية فان النسر الأسود يمر بأوج عطائهوقوته هذه الأيام ، فهو متأهل للدور الربع النهائي من مسابقة الكأس ، و يسيطر بالطول و العرض على الدوري حيث يحتل الصدارة بفارق خمس نقاط .

و قد اجبر هذا الأداء القوي الجميع على وضع كاس الكنفدرالية كهدف يجب تحقيقه تكفيرا عن خسارة نهائي العام 2009 أمام الملعب المالي بسذاجة ،ونقطة الضعف الوحيدة التي تخشاها جميع فعاليات النادي هي الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها و أخرت تسوية مستحقات اللاعبين الذين فقد بعضهم صبره ووضع الإدارة بين خيارين إما التسوية أو المقاطعة.

ولغاية الآن نجح الطاقمين الإداري و الفني في احتواء الغضب على أمل انفراج قريب للازمة. و قد فضل المدرب السويسري غيغر التنقل مبكرا إلى دار السلام من اجل التأقلم مع المناخ السائد هناك حتى لا يؤثر كثيرا على مردود لاعبيه.

وسيعاني الوفاق أيضاً في مباراة تنزانيا من غياب المع كوادره ممثلا في صانع ألعابه المتألق هذا العام الدولي عبد المؤمن جابو الموقوف من قبل الكاف لخمس مباريات عقب طرده في ذات المسابقة قبل عامين.

ورغم انه يستفيد من أفضلية خوض مواجهة العودة على أرضه إلا أن غيغر طالب أشباله بضرورة العودة إلى الجزائر بأفضل نتيجة ممكنة تزيد من فرصه في كسب تأشيرة الترشح.

ويأمل غيغر تكرار تجربته الناجحة قبل عامين عندما قاد شبيبة القبائل الى نصف نهائي الابطال لذلك سيوظف خبرته في الملاعب الافريقية للذهاب بعيدا في هذه البطولة.