يخوض فريقا اولمبيك الشلف و شبيبة بجاية ذهاب الدور التمهيدي من مسابقة دوري أبطال أفريقيا ، الأول بصفته بطل الدوري الجزائري حيث يواجه نادياسفا يانيغا من بوركينافاسو اليوم السبت ، والثاني بصفته الوصيف يلاقي نادي فولاح من تشاد.

ويأمل الفريقان في أن يبصما على مشاركة قارية مشرفة لهما و للكرة الجزائرية من استعادة هيبتها على الصعيد الإفريقي بعد الانتكاسة التي لحقت بها العام الماضي، حيث وضعا الوصول إلى دور المجموعات هدفا رئيسيا يجب تحقيقه رغم صعوبة المهمة التي تنتظرهما ، ثم الحديث عن إمكانية التتويج باللقب حسب المعطيات التي تكون قد توفرت لهما.

ورغم أن مشاركات الناديان في المسابقات الإفريقية تعد على أصابع اليد الواحدة إلا أنهما عازمان على عدم تفويت الفرصة لتسجيل نتائج ايجابية و توظيف عدد من المزايا الفنية التي يتوفران عليها ، و يرغب ممثلا الجزائر في العودة على الأقل بنصف تأشيرة التأهل إلى الدور ال32 قبل جولة الإياب من خلال العمل على تفادي الخسارة الثقيلة في الذهاب ، خاصة أنهما استفادا من خوض الإياب على أرضهما و جمهورهما.

فأولمبيك يلعب قاريا للمرة الرابعة في تاريخه و تعتبر مشاركته هذا العام الثانية فقط في دوري الأبطال حيث سبق له أن خاضها عام 2009 و لم يتجاوز الأدوار التمهيدية ، إذ عانى الفريق في تجاربه السابقة من قلة خبرة جل لاعبيه ، غير الأمور تختلف اليوم ، فتعداده البشري ثري و يضم عناصر تمتلك تجربة كافية في مثل هذه المنافسات سواء مع أندية أخرى أو مع المنتخب الوطني على غرار القائد المخضرم المدافع سمير زاوي و المهاجمان محمد مسعود ومحمد سوقار ومتوسط الميدان عبد السلام شريف وأسماء أخرى تريد استغلال الفرصة للتألق و تحقيق المجد لتحصيل عروض احترافية تحت إمرة المدرب القدير والخبير نور الدين سعدي الذي سبق له أن عايش أجواء أدغال إفريقيا مرارا و تكرارا مع عدة أندية.

كما أن نتائج الجوارح هذا الموسم في الدوري المحلي تبشر بخير حيث لا يزال ينافس و بقوة على البطولة و يحتل مركز الوصافة خلف وفاق سطيف ، فأموره الفنية كلها مستقرة سواء الأداء أو اللاعبين أو النتائج ، كما أن القرعة كانت رحيمة به لان منافسه نادي يانيغا البوركيني ليس بالمنافس الذي يقدر على إيقاف زحف زملاء زاويغير أنهم مطالبون بتوخي الحيطة و الحذر و اخذ المباراة بالجدية المطلوبة و خاصة احترام المنافس الذي فقد الكثير من قوته هذا الموسم مقارنة بالموسم المنصرم بدليل انه فقد لقبه و تراجع في الترتيب العام إلى الصف الخامس ، وبالتالي فان الفرصة جد مواتية للشف للعودة بتأشيرة العبور كاملة في حال عرف كيف يوظف إمكانياته و عدم التأثر بظروف المباراة التي حاول الفريق البوركيني الاعتماد عليها منذ حلول البعثة الجزائرية بالعاصمة واغادوغو إذ وجدت في استقبالها فندقا يصلح لكل شيء إلا لإقامة البشر في محاولة للتأثير على معنويات اللاعبين و تشتيت تركيزهم ، إضافة إلى عامل التحكيم الذي يبقى في غير صالح أندية شمال إفريقيا ما دام عيسى حياتو على رأس الاتحاد الإفريقي.

ورغم ذلك اقر لاعبو الشلف بصعوبة المهمة خاصة أنهم لا يعرفون عن المنافس الشيء الكثير في وقت تعتبر الأندية الجزائرية كتابا مفتوحا، و تلقى الشلف ضربة موجعة بعد غياب ثنائي الوسط حسين اشيو لأسباب شخصية أو محمد زاوش لإصابة و هو ما سيجبر المدرب سعدي على إحداث تعديلات على التشكيل الأساسي.

أما شبيبة بجاية- الذي يعلب هو الآخر يوم السبت - فيخوض تجربته القارية الثالثة هذا الموسم بعدما حرم عام 2010 من المشاركة في كاس الكنفدرالية لأسباب لوجيستية لكنها الأولى في دوري الأبطال ذلك أن مشاركاته السابقة كانت في كاس الكنفدرالية كما شارك مرة في كاس اتحاد شمال إفريقيا و بلغ النهائي ، و بالتالي يريدها أبناء ياماغورايا أن تكون مشاركة تاريخية من حيثالنتائج أيضاً ، و من الناحية النظرية تبدو مهمته سهلة لمواصلة المغامرة ، فالمنافس نادي فولاح يبقى جد متواضع إن لم نقل ضعيف على اعتبار أن الكرة التشادية لا تزال تبحث عن مكانة لنفسها في القارة ولا يمكن مقارنتها بنظيرتها الجزائرية التي تتفوق عليها بعدما بلغت العالمية ، و لو أن الميدان لا يعترف إطلاقا بهذا التفوق و هو ما يدركه بجاية جيدا المطالب بتفادي الغرور و استصغار المنافس لتفادي المفاجأة غير السارة.

وعلى غرار الشلف يمر بجاية بأزهى أيامه رغم تغييره للمدرب حيث استقال فؤاد بوعلي الذي قاده لحجز بطاقة المشاركة في هذه المسابقة و استخلافه بالفرنسي ألان ميشال لكن ذلك لم يؤثر على مستوى الفريق ، و هو ما تدل عليه نتائج المحلية اذ يحتل المرتبة الثالثة في الدوري ،وقلما انهزم هذا الموسم.

و يتوفر على عناصر جيدة لها تراكمت عندها التجارب القارية على رأسهم القائد إبراهيم زافور الذي سبق له ان توج بكاس الكنفدرالية الإفريقية مع شبيبة القبائل و يشارك للمرة التاسعة على الصعيد القاري وعز الدين شعيرة و عادل معيزة اللذان صالا و جالا في أقارة السمراء مع وفاق سطيف ، والحارس الدولي سي محمد سيدريك.

وعلى عكس مباريات الدوري الجزائري بإمكان المدرب الفرنسي ميشال الاعتماد على الثنائي الأجنبي المهاجمان الكاميروني يابون و البوركيني يليمو ما دام أن لوائح الكاف تسمح بذلك مما يعزز من حظوظ النادي بلوغ هدفه و هو دور المجموعات خاصة أن زملاء معيزة سيخوضون مغامرة نجامينا بصفوف مكتملة.