لم يكن روي هودجسون خياراً شعبياً ليصبح مديراً فنياً لمنتخب انكلترا، منذ إعلان الاتحاد الانكليزي لكرة القدم مساء الاثنين أنه تحدث مع المدير الفني لويست برومويتش البيون (64 عاماً)، بعدما أظهرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي أن الغالبية في حيرة وارتباك من قرار الاتحاد، على رغم أن عدد قليل جداً دعمه.

وعلى ما يبدو فإن هودجسون يفتقر دعماً حتى من لاعبي منتخب انكلترا، فعندما استقال فابيو كابيلو من منصبه في شباط الماضي، أكد العديد من اللاعبين الدوليين ndash; من بينهم الرائد واين روني ndash; في مواقع التواصل الاجتماعي، تأييدهم للمدير الفني هاري ريدناب الذي كان من الممكن أن يدعي أنه quot;مرشح ساحقquot;.

وبالنظر في الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، فإن قرار هؤلاء اللاعبين رمي ثقلهم وراء المدير الفني في توتنهام يوضح غرورهم.

وتواصل هذا عندما كتب فيل نيفيل، الدولي الانكليزي السابق كابتن ايفرتون، على موقعه: quot;من المؤكد أنه لا يمكن أن يكون اسم روي هودجسون هو الوحيد في القائمةquot;.

وربما سيجبر عدم وجود مثل هذا الدعم المدير الفني السابق في فولهام من رفض هذه الفرصة، الذي قال في حديثه لصحيفة quot;الاندبندنتquot; البريطانية في آب الماضي: quot;آمل إلى حد ما أنه إذا تم عرض المنصب إليّ في أي وقت، بأن يكون مدعوماً بالأشخاص (اللاعبين) المهمين، وإلا، اعتقد بأنها ستكون مهمة صعبة جداً لمن يتسلم هذا المنصبquot;.

وعلى رغم هذا، فإنه يبدو من غير المعقول أن يرفض هودجسون هذا المنصب. فهو المدير الفني الذي لم يخف أبداً أنه يطمع به، لأنه لا يفتقر إلى الطموح. ولكن، كما يدرك، فإن عدم وجود دعم لتعيينه سيجعل quot;مهمته صعبة للغايةquot;.

وعندما كان مفترضاً أن ريدناب سيرفض في البداية تدريب منتخب انكلترا، كان هناك إجماع على أن كأس الأمم الأوروبية هذا الصيف ستكون بطولة من دون ضغط.

وكان يمكن للمدير الفني في وايت هارت لين أن يقلل من شأن بطولة غير ناجحة لانكلترا بحجة أنه لم يكن لديه الوقف الكافي للتحضير، وأنه بحاجة إلى بضع سنوات في هذا المنصب ليحقق النجاحات.

ويمكن الحكم على ذلك بعد أداء انكلترا في نهائيات كأس العالم 2014 التي ستقام في البرازيل. ولكن هذه الرفاهية وهذا النوع من الركود لا يأتيان إلا مع كونهما خياراً شعبياً.

وكان كيفن كيغن آخر من تم تعيينه في هذا المنصب بعد مطالبات الجماهير. ولكن، من نواحي عدة، فإن المدير الفني السابق في نيوكاسل كان شبيهاً بريدناب، فقد كانت له شعبية كبيرة بين مشجعي كل الأندية، وكان صادقاً ونهجه مع وسائل الإعلام كان مباشراً، واعتبر اسلوب إدارته واحداً على أنه يتم التركيز على الهجوم.

ولكن مارك بيريمان، وهو عضو بارز في نادي المشجعين الانكليز، أوضح وضع كيغن للصحيفة المذكورة الثلاثاء الماضي بقوله: quot;كان تعيينه كارثةquot;.

فقد تولى كيغن إدارة منتخب انكلترا في يورو 2000 بصدمة، فقد فشل في الفوز على البرتغال على رغم تقدم فريقه 2- صفر، ولم يتأهل من مرحلة المجموعات بعد الهزيمة أمام رومانيا، لذا احتفظ فقط بدعم الجماهير. ولكن بعد شهرين في وقت لاحق استقال من منصبه بعد هزيمة انكلترا أمام المانيا في ويمبلي.

الوقت لا يسمح لهودجسون بمثل هذه المجاملات. وأنه سيكون الضغط كبيراً عليه حال موافقته على العرض.

وعلى انكلترا أن تقدم أداء مميزاً في بولندا وأوكرانيا. وإذا فشلت التأهل من المجموعة الرابعة التي تضم فرنسا والسويد وأوكرانيا، فإنه سيكون من السهل جداً على وسائل الإعلام للقول إن الاتحاد الانكليزي لكرة القدم قد أخطأ في اختياره الشخص المناسب للمنصب، في حين أن المشجعين سيؤكدون quot;قلنا لكم ذلكquot;. وهذا سيكون صعباً جداً على هودجسون للتعامل معه، فعندما كان تحت ضغط كبير في ليفربول فإنه تصريحاته عن quot;الدعم الممتاز لأنصار أنفيلدquot; كانت غير حكيمة.

ولكن من ناحية أخرى، تحدث عدد قليل جداً من النقاد عن خبرة هودجسون منذ تنحي كابيلو، واعتبروا تعيينه مساء الاثنين رائعاً. إلا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحول هودجسون المزاج العام لمصلحته هو من خلال النتائج الايجابية... وبسرعة.