تبحث الرياضة السورية في أولمبياد لندن 2102 عن تحقيق نتائج ايجابية وعن توجيه رسالة للعالم تعكس فيها وحدة سوريا والعيش المشترك لكل مواطنيها كما يقول اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام رئيس اللجنة الأولمبية السورية.

تأتي مشاركة سوريا في اولمبياد لندن وسط ظروف صعبة نتيجة الاحداث التي تعيشها والتي لم تمنع ابطالها من الاستعداد محليا وخارجيا للعرس العالمي، وان كانت اصوات علت مؤخرا تطالب بمعاقبة ومنع الرياضيين السوريين من المشاركة في الاولمبياد امتدادا للعقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الدول الغربية على الحكومة السورية.

ويرى جمعة انه لا يحق للدولة المنظمة ان تمنع اي رياضي من المشاركة في لندن بقوله quot;لا يمكنهم منعنا من المشاركة وفقا للعرف الرياضي وللمواثيق الاولمبيةquot;.

ويؤكد جمعة الذي تردد ان السلطات البريطانية لن تمنحه سمة دخول الى لندن بأنه تلقى اشارات صريحة من رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ والشيخ احمد فهد الاحمد رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي ورئيس اتحاد اللجان الوطنية (انوك) خلال مؤتمر صحافي عقد في موسكو في الرابع من حزيران/يونيو الماضي حيث اكدا على مشاركة الرياضيين السوريين كحق شرعي لهم ولغيرهم من الرياضيين.

ويضيف جمعة quot;ليس من حق اللجنة المنظمة وحكومتها ان تمنعنا من المشاركة خصوصا ان اللجنة المنظمة تعهدت للجنة الاولمبية الدولية بالسماح لكل الرياضيين المتأهلين بمنحهم سمة الدخول والمشاركة، وقرار المنع هو فقط من حق اللجنة الاولمبية الدوليةquot;.

وعن اهداف المشاركة السورية في لندن 2012 يقول جمعة quot;تأتي المشاركة في ظروف صعبة للغاية ولكننا سنكون سفراء حقيقيين لسوريا وسنعكس الصورة الحقيقية لبلدنا والعيش المشترك والوحدة الوطنية بين كل اطياف مجتمعنا وسنقدم الوجه الحقيقي لسورياquot;.

وعن توقعاته لابطال سوريا قال quot;نتطلع لتحقيق نتائج ايجابية خصوصا ان ابطالنا تأهلوا وفقا للمعايير الدولية وبعد جهود كبيرة وسنحقق منافسة لائقةquot;.

تشارك سوريا في 7 العاب ببعثة تضم 28 شخصا من بينهم 10 رياضيين هم احمد حمشو (الفروسية) ووسام سلامانة (ملاكمة) وعهد جغيلي وثريا صبح (رفع الاثقال) ومجد غزال وغفران محمد (العاب القوى) وازاد برازي وبيان جمعة (السباحة) وراية زين الدين (الرماية) وعمر حسنين (الدراجات).

وهي البعثة الاكبر لسوريا في مشاركاتها الاولمبية بعد اولمبياد موسكو 1980.

يعول السوريون على الفارس احمد حمشو في مسابقة قفز الحواجز، وهو حقق مؤخرا نتائج جيدة في جولته الاستعدادية في عدة دول اوروبية وسيشارك على حصانه (ويندر بوي) على حواجز بارتفاع 160 سم.

ويرى اتحاد الملاكمة ان حظوظ ملاكمه وسام (وزن 56 كلغ) صعبة وان كانت غير مستحيلة وهذا يتوقف على القرعة التي تلعب دورا كبيرا في اتساع او تقلص حظوظه.

ويتوقع اتحاد العاب القوى ان ينجح بطل الوثب العالي مجد غزال صاحب فضية اسيا في اليابان 2011 برقم قدره 226 سم في تحقيق نتيجة جيدة والمنافسة على احدى الميداليات، خصوصا انه نجح مؤخرا في تحسين رقمه ووثب على ارتفاع 228 سم.

وستكون مشاركة العداءة غفران محمد في سباق 400 متر حواجز شرفية ليس الا لتواضع رقمها مقارنة بالرقم الاولمبي، وهي نالت الميدالية الفضية في مسابقة الجائزة الكبرى في تايلاند 2012 برقم 85ر57 ثانية.

ويقول مدربها عماد سراج quot;طموح غفران هو في تحسين رقمها، وتأهلها للنهائي يعد انجازاquot;.

وتقل حظوظ الرباع عهد جغيلي في وزن 105 كلغ حيث تأهل للاولمبياد بمجموع قدره 369 كلغ.

ويأمل جغيلي ان يكون بين الرباعين الثمانية الاوائل.

وتنافس الرباعة ثريا صبح في وزن 75 كلغ وستحظى بشرف ان تكون اول رباعة سورية في تاريخ الاولمبياد وان كنت حظوظها ضعيفة جدا في تحقي مركز متقدم.

ويتطلع السباح ازاد برازي الذي يتدرب في الولايات المتحدة الاميركية الى كسر رقمه في سباق 100 متر صدرا (35ر3ر1 د) لكن حظوظه ضعيفة في احتلال مركز متقدم كما السباحة بيان جمعة في سباق 100 متر حرة (22ر59 ثانية).

وستكون مشاركة الرامية راية زين الدين في مسابقة بندقية الهواء 10 امتار شرفية ايضا، وهي حققت 386 نقطة من اصل 400 في بطولة اسيا بالكويت وحسنت رقمها في بطولة العرب في الامارات وسجلت 390 نقطة.

الامر ذاته ينطبق على الدراج عمر حسنين في سباق 250 كلم ويبلغ رقمه 30ر5ر1 ساعة.

تشارك سوريا في الالعاب الاولمبية للمرة الثانية عشرة، الاولى كانت في اولمبياد لندن 1948 بلاعب واحد هو زهير شربجي الذي حل سادسا في مسابقة الغطس.

ولم تحقق سوريا نتائج تذكر في مشاركاتها التالية في موسكو 68 وميونخ 70 وموسكو 80، الى ان نجت في اولمبياد لوس انجليس 1984 في الحصول على اول ميدالية في تاريخها عندما توج المصارع جوزيف عطية بفضية وزن 100 كلغ في المصارعة الحرة.

اقتصرت انجازات سوريا في اولمبياد سيول 1988 على احتلال المصارع خالد فرج للمركز الرابع في المصارعة الرومانية بوزن 48 كلغ، ثم خرجت في اولمبياد برشلونة 1992 دون نتائج مرضية خلافا لاولمبياد اتلانتا 1996 الذي شهد حصولها على اول ميدالية ذهبية لها عبر العداءة غادة شعاع في المسابقة السباعية.

وجاءت النتائج مخيبة في سيدني 2002، ثم حصلت في اولمبياد اثينا 2004 على ميدالية برونزية عبر الملاكم ناصر الشامي في وزن 91 كلغ، في حين لم تحقق اي ميدالية في بكين 2008.