أصبح السباح التونسي أسامة الملولي أول رياضي عربي يحرز ذهبيتين في نسختين مختلفتين من الألعاب الأولمبية الصيفية، عندما توج ذهبية سباق 10 كلم ضمن ألعابلندن 2012، وذلك بعد تتويجه في سباق 1500 م في ألعاب بكين 2008.

وسجل الملولي في السباق الذي اقيم في بحيرة حديقة هايد بارك الشهيرة توقيتا بلغ 1ر55ر49ر1 ساعة، متقدما على الالماني توماس لورتس 5ر58ر49ر1 ساعة، والكندي ريتشارد واينبرغر 3ر00ر50ر1 ساعة.

وكان الملولي احرز ذهبية سباق 1500 م في العاب بكين 2008، كما انه احرز برونزية السباق عينه في العاب لندن الحالية.

الملولي كان قد خاض مسافة 10 كلم لثاني مرة في مسيرته في حزيران/يونيو الماضي، عندما فاز في السباق وحجز بطاقته للسباق الماراتوني.

وشارك 25 سباحا في السباق، واقيم على طريقة سباقات الدراجات، ودام اقل من ساعتين.

وبعد دخوله في البرنامج الاولمبي لاول مرة قبل اربع سنوات في بكين، يغري سباق 10 كلم عددا كبيرا من السباحين ومن بينهم الملولي الذي رغب بخوض التجربة.

وهذه الذهبية الثالثة لتونس في الاولمبياد بعد تتويج العداء محمد القمودي في سباق 5 الاف م في مكسيكو 1968 والملولي نفسه في بكين 2008.

يذكر ان العداء المغربي هشام الكروج احرز ذهبيتي سباقي 1500 و5 الاف م لكن في نسخة واحدة عام 2004 في اثينا.

ونجح الملولي بهذا الانجاز بحكم خبرته الكبيرة على الساحة الدولية من خلال مشاركاته في بطولات العالم والدورات المتوسطية والعربية والاولمبية وهو كان منح العرب اول ميدالية ذهبية اولمبية في السباحة عندما نال المركز الاول في سباق 1500 م حرة في بكين 2008 عندما سجل رقما قياسيا افريقيا (84ر40ر14 د) وحرم الاسترالي غرانت هاكيت بطل العالم 4 مرات من تحقيق انجاز لم يسبقه اليه اي سباح في تاريخ الالعاب الاولمبية وهو الظفر بذهبية سباق 1500 م للمرة الثالثة على التوالي.

مواهب مبكرة

بدأت مواهب quot;القرش التونسيquot; المولود في 16 شباط/فبراير 1984 في المرسى والذي اعده نادي كليشي الفرنسي افضل اعداد، تتفتح بشكل خاص في الدورة العربية العاشرة في الجزائر عام 2004 بعد عام واحد من اول برونزية له في بطولة العالم 2003 في برشلونة.

واختير الشاب التونسي افضل رياضي في ذلك quot;الاولمبيادquot; العربي باحرازه 6 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية قبل ان يتألق في بطولة العالم داخل حوض صغير في انديانابوليس في العام ذاته ويحرز ميداليتين الاولى ذهبية في سباق 400 م متنوعة، والثانية برونزية سباق 200 م متنوعة، فضلا عن بلوغه نهائي سباق 1500 م حرة حيث حل رابعا.

وكان الملولي على موعد مع الذهب بعد عام ايضا في دورة المتوسط 2005 في الميريا حيث نال 3 ذهبيات قبل ان يضبط بجرم المنشطات الذي اكد براءته منه وانه تناول مادة quot;انفيتامينquot; لكي تساعده على البقاء صاحيا طوال الليل ليعمل على تحضير دراسة جامعية.

وخرج الملولي من ورطة المنشطات اكثر ارادة وتصميما، وركز على المسافات الطويلة في المنتديات واللقاءات العالمية فاصبح اختصاصيا في سباق 1500 م تحديدا، فاضاف ميدالية اولمبية اولى لبلاده منذ 40 عاما والثانية في تاريخ مشاركاتها الاولمبية بعد ذهبية العداء محمد القمودي في مونديال 1968 في مكسيكو.

وفرض الملولي نجما مطلقا في النسخة السادسة عشرة من دورة العاب البحر الابيض المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الايطالية باحرازه 5 ميداليات ذهبية مع 5 ارقام قياسية للالعاب في انجاز غير مسبوق في تاريخ الدورات المتوسطية.

ودخل تاريخ دورات المتوسط من بابه العريض بعدما جمع حتى الان 8 ذهبيات في النسختين الاخيرتين ليسجل اسمه على لائحة نادي رياضيي النخبة الذين دونوا اسماءهم باحرف من ذهب منذ انطلاق النسخة الاولى في الاسكندرية عام 1951 وبات يعرف بquot;فيلبس العربquot; في اشارة الى البطل العالمي والاولمبي الاميركي مايكل فيلبس صاحب 18 ذهبية اولمبية.

وعزا هذه النتائج الكبيرة التي حققها الى quot;التواضع والعمل الجيد والتدريبات الجدية وهذ هي سبب الثمار التي أقطفها. لقد احتلفت كما يجب بالتتويج الاولمبي (في اشارة الى ذهبية 1500 م حرة في اولمبياد بكين)، ومباشرة بعد ذلك عملت بتركيز كبير للحفاظ على هدوئي وبرودة اعصابي واستأنفت التدريبات للموسم الجديد واضعا بطولة العالم في روما (2009) كهدف أساسي لتحقيق المزيد من النتائج الجيدةquot;.

وبالفعل توج السباح التونسي مطلع آب/اغسطس 2009 بذهبية 1500 م حرة بالاضافة الى فضية سباقي 400 و800 م حرة قبل ان يتفوق في بطولة العالم داخل حوض صغير في دبي مطلع 2010 فاكد انه الاسرع في سباقه المفضل واحرز ذهبيته اضافة الى فضية 400 م متنوعة وبرونزية 200 م حرة.