تشكل الشعارات السياسية الممجدة بنظام العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي هاجساً كبيراً للقائمين على مباراة الجزائر وليبيا في إياب الدور الأخير من تصفيات المؤهلة لنهائيات أمم افريقيا 2013.


تواجه الجهات المنظمة للمباراة المرتقبة بين المنتخبين الجزائري ونظيره الليبي برسم إياب الدور الأخير من تصفيات كأس أمم افريقيا 2013 في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في الرابع عشر تشرين الاول تواجه محكاً حقيقياً لإخراج المباراة في أفضل صورها خاصة بعد الأحداث التي رافقت نهاية لقاء الذهاب الذي جمع المنتخبين على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية.

و يبقى الهاجس الذي يؤرق المنظمين هو الشعارات السياسية الممجدة لنظام العقيد معمر القذافي البائد والتي قد يرفعها الجمهور الجزائري ضد المنتخب الليبي ليس حباً في القذافي وإنما للتأثير على معنويات أشبال المدرب عبد الحفيظ اربيشواستفزازهم لافقادهم اعصابهم وإجبارهم على ارتكاب الاخطاء .

وإذا كان منع الجمهور من رفع لافتتات من هذا النوع او حتى ادخالها الى مدرجات ملعب تشاكر أمراً في غاية السهولة في ظل الاجراءات الامنية المشددة التي ستعرفها المباراة عند ابواب الملعب وداخله فإن منعه من ترديدها شفهيا يبقى مستحيلاً ولا يمكن التحكم فيه من بل اي جهة منظمة.

أحداث مؤسفة في مباراة الذهاب بين المنتخبين في المغرب

كان عدد من افراد البعثة الرسمية للمنتخب الليبي قد اشتكوا من ترديد الشعارات الممجدة للقذافي في ملعب الدار البيضاء سواء من قبل مناصري الخضر أو حتى بعض اللاعبين وخاصة المهاجم رفيق جبور الذي اتهم من قبل الليبين بترديد مصطلح الجرذان ضد زملاء علي سلامة للتأثير على معنوياتهم مما تسبب في احداث مؤسفة.

وشدد الاتحاد الجزائري خلال اجتماعه الاخير الذي حضره مندوب عن الا\أمن على ضرورة السهر على تنظيم المباراة والوقوف على كل صغيرة و كبيرة لتفادي أي هفوة من شأنها ان تحسب على الجانب الجزائري في هذا الموعد الهام الذي سيحظى باهتمام اعلامي كبير يتخطى الحدود العربية الى الحدود العالمية .

وشدد الاتحاد على ضرورة توفير كافة الظروف التنظيمية لتفادي عن خروج المباراة عن النص وتفادي سيناريو مباراة أم درمان بين الجزائر ومصر التي تحولت إلى عار في ذاكرة الكرة العربية.

ولا يريد الاتحاد الجزائري الاكتفاء بحماية البعثة الليبية من الاعتداءات الجسدية فحسب بل ايضاً من الاعتداءات اللفظية التي من شانها ان تسيئ الى سمعة الجزائر المعروف عنها إكرامها لضيوفها بغض النظر عن اي خلفيات سياسية سابقة.

كما قرر الاتحاد تخفيض عدد التذاكر التي ستطبع لهذه المواجهة من 22 الف تذكرة الى 18 الف فقط لتسهيل عمل قوات الامن في مراقبة الجمهور.

مخاوف من تكرار أحداث الدار البيضاء بين الخُضر ومنتخب الثوار

وتأتي هذه الهواجس التي تؤرق منظمي المباراة بالنظر الى مخلفات مباراة الذهاب ففضلا عن نهايتها المؤسفة فقد نشرت بعض الصحف الجزائرية مفادها ان افراد من عائلة القذافي المقيمين في مدينة وهران وعلى رأسهم عائشة قد فرحوا كثيرا بهزيمة ليبيا و انتصار الجزائر و هو الخبر الذي بلغ مسامع الليبيين وجعلهم يحذرون من مغبة رفع لافتات سياسية ممجدة للقذافي من شانها ان تستفز لاعبي المنتخب الليبي.

وفي هذا الصدد دعا مساعد اربيش ونجم منتخب الفرسان في قبة الثمانينات فوزي العيساوي الجماهير الجزائري الى التحلي بالروح الرياضية طيلة المباراة حتى لا تخرج عن اطارها الرياضي بين منتخبين يمثلان شعبين شقيقين تجمع بينهما روابط كثيرة.

كما ان الاتحاد الجزائري يخشى من اي تصرفات تضر بمصلحة المنتخب في مباراة حظوظه فيها وفيرة لتحقيق الانتصار وبلوغ النهائيات بعدما تفوق في لقاء الذهاب بهدف لصفر ، ذلك ان اي عمل يعكر صفو المباراة من شأنه أن يعرض الجزائر الى عقوبات قد تؤثر على حظوظ الخضر في مباريات تصفيات كأس العالم في حال تم حرمانهم من الجمهور أو حتى نقلت احدى مبارياتهم خارج الجزائر.

وفي ظل هذه المعطيات فان حضور أحد افراد عائلة القذافي او حتى المقربين منه المقيمين في الجزائر يبقى أمراً مستحيلاً لان حدوثه سيحسب على الجزائر التي اتهمت زوراخلال الثورة بتقديم دعم سياسي ولوجستيي لنظام القذافي.

وتعالت الكثير من الاصواتفي الجزائروليبيا تنادي اعلام وجماهير البلدين بضرورة احترام الروح الرياضية في مباراة المنتخبين و تناشد اللاعبين والتقنيين التركيز على الجوانب الفنية بدلا منالتصريحات و الحوارات المثيرةالتي تساهم في شحن اللاعبين و الجمهور لتفادي حالة الاحتقان النفسي التي من شأنها ان تنعكس سلبا على مجريات المباراة.

ونشير أن اللجنة الانضباطية التابعة للاتحاد الافريقي اكتفت بايقاف اللاعبينعلي سلامة من ليبيا ورفيق جبور من الجزائر لمباراتين فقط بعد أحداث الدار البيضاء ، وهو ما اعتبر محاولة من الكاف لتخفيف حالة الاحتقان بين البلدين من خلال هذه العقوبة المخففة التي تمنح الفرصة للفريقين بخوض المباراة الثانية في اجواء جيدة.