قبل 5 سنوات تقريباً توج الكسندر باتو (18 عاماً آنذاك) مشاركته للمرة الأولى مع ميلان بهدف منفرد رائع الذي لا يمكن أن يُنسى، ويبدو أن أداءه المثير في وقت مبكر جاء تأكيداً لآمال لاعب كرة قدم عبقري.


روميو روفائيل ndash; إيلاف: حدثت أشياء كثيرة في مهنة الكسندر باتو منذ أن سجل هدفاً مميزاً عند مشاركته مع ميلان للمرة الأولى قبل حوالي 5 سنوات، خصوصاً في العامين الماضيين اللذان ثبتا خيبة أمله.
في الواقع، يمكن النظر إلى انتقاله إلى كورينثيانز البرازيلي الأسبوع الماضي، على أنه الاعتراف بالأمور التي لم تسر على ما يرام كما كان متوقعاً ،ويبدو أن هناك سببين رئيسيين.
الأول، صعوبة التعامل مع النجومية، فقد انهار زواج باتو لملكة المسلسلات البرازيلية بالسرعة التي لم يكن يتوقعها أحد، إذ أن الممثلة الفاتنة اضطرت للتخلي عن مهنتها التي تألقت فيها ووصلت إلى القمة لتعيش في إيطاليا، التي بدت كأنها وصفة للاستياء.
وبعد ذلك لم يختاره مدرب البرازيل دونغا للمنافسة في نهائيات كأس العالم الأخيرة، لأنه لم يكن يشعر بأن مهاجم ميلان الشاب يستطيع أن يركز على اللعبة بالكامل.
والمشاكل الرئيسية من إصاباته القاسية والمتكررة، خصوصاً مشاكل عضلاته التي عانى منها باتو، هي بالتأكيد واحدة من الدوافع وراء خطوة العودة إلى بلاده.
وانضمامه إلى بطل كأس العالم للأندية ستعطي لباتو الرؤية التي يحتاجها بشدة في تعزيز نفسه لنهائيات كأس العالم المقبلة، ولكن لا شيء من ذلك جيداً، إلا إذا كان لائقاً للعب بدرجة كافية.
ويراهن كل من اللاعب والنادي على أن اخصائيي العلاج الطبيعي والأطباء الرياضيين والفسيولوجيين وموظفي إعداد البنية الجسدية في كورينثيانز سيكونوا قادرين على القيام بعمل أفضل من نظرائهم في ميلان.
بل إن الرأي السائد على نطاق واسع في اللعبة البرازيلية هو أن المتخصصين المحليين في هذه المجالات يقومون بعمل أفضل عن الأوروبيين، ويبدو أن هذا لا يمكن إنكاره، لأنه كان عاملاً مهماً في آخر فوز للبرازيل في نهائيات كأس العالم قبل ما يزيد قليلاً عن عشر سنوات.
وبالتأكيد سيوافق مدرب البرازيل لويس فيليبي سكولاري على ذلك، فقد كان مسؤولاً عن انتصار بلاده في مونديال 2002، الذي أعيد تعيينه مؤخراً على أمل أن يكرر ذلك على أرضه بعد 17 شهراً من الآن تقريباً.
وكان أول شيء فعله سكولاري بعد عودته، استدعاء الشخصية الرئيسية التي كانت وراء فوز البرازيل بكأس العالم، باولو بياكاسو المتخصص في الإعداد البدني.
ولا يمكن لأحد أن ينسى السيناريو عندما لم يكن إنتر ميلان قادراً على معالجة رونالدو، وقال برشلونة إن ريفالدو ليس في حالة جيدة بما فيه الكفاية لمشاركته في نهائيات كأس العالم،ولكن بياكاسو والفريق العامل معه استطاعوا معالجة اللاعبين في الوقت المناسب لإنطلاق البطولة. بل فعلوا أكثر من ذلك.
اقيمت نهائيات كأس العالم 2002 قبل بضعة أسابيع من وقتها المعتاد في محاولة لتجنب موسم الأمطار في اليابان وكوريا الجنوبية، مما سببت وقتاً أقل لنقاهة اللاعبين الكبار بعد موسم أوروبي. وجاء هذا في الوقت الذي تم توسيع دوري أبطال أوروبا بحيث أصبحت الحملة أكثر قسوة على نحو استثنائي.
وكانت النتيجة أنه بدا لجميع اللاعبين الذين شاركوا في أوروبا بأنه أرجلهم أصبحت ثقيلة، مع استثناء البرازيليين الذين كانوا مليئين بالسرعة.
وكان الظهيران كافو وروبرتو كارلوس قد لعبا في الموسم الأوروبي ذاته مثل بقية اللاعبين. ولكن عندما حلت مباريات نهائيات كأس العالم، كانا يجولان الملعب من الأعلى إلى الأسفل على الجناحين.
وفي الوقت نفسه بالكاد كان بياكاسو ورجاله يعتقدون بأن الفريق البرازيلي قد يخشى فرنسا حقاً، لأن زين الدين زيدان كان قد دمر البرازيل في نهائيات كأس العالم السابقة، ومن الممكن أن يفعل الشيء نفسه في هذه البطولة.
ولكن أداء الأسطورة الفرنسي لم يكن بالمستوى المطلوب في مونديال 2002. ووضعت فرنسا هيمنتها كبطلة العالم على المحك في مباراة الإحماء صعبة أمام كوريا الجنوبية وإصابة زيدان فيها التي أبعدته عن أول مباراتين لمنتخب بلاده.
ولم تتخذ البرازيل، التي استعدت برقة في مباراة الإحماء ضد ماليزيا قبلأسبوع من مباراتها الأولى في نهائيات المونديال، خطوة خطرة مماثلة للفرنسيين.
ورد بياكاسو بكل فخر لما قام به على سؤال الإعلاميين بعد وقت قصير من انتهاء البطولة: quot;قلت إن الفريق الذي يملك أفضل تنظيم لطاقمه البدني والطب الرياضي ستكون لديه أكبر فرصة للفوز بكأس العالم،وهذا ما حدثquot;.
ولكنه استدرك ليشارك زملائه في الفخرquot; لدى البرازيل العديد من المدربين البدنيين الذين يمكن أن يحلو محليquot;،ومرشح واحد هو فابيو ماهسيريدان، الذي سيعمل مع باتو في كورينثيانز.
وتابع بياكاسو في حديثه عام 2002: quot;ثقافة الإعداد البدني التي نطورها لا تحصل على الرصيد الذي تستحقه. من حيث منهجية العمل فإن أوروبا متخلفة كثيراً عن البرازيلquot;.
ولكن هل هذه الحالة ماتزال موجودة في أوروبا بعد عقد من الزمان؟
بعض المراقبين على بينة من التقدم المحرز في البرتغال الذي تم نشره في أوروبا من خلال من أمثال جوزيه مورينيو، حيث لم يعد التدريب البدني والفني ينفصلان عن بعضهما بعضاً. إذ تم دمج كل شيء حول الفكرة الجماعية للفريق. إنها نموذج اللعبة الآن.
ولاتزال البرازيل تتمتع بالدور القيادي في التحضير البدني، وسيهمها ذلك بقدر ما فعلت في 2002. وبعد ضعف مستوى اللعبة في هذه البطولة، تدخل الفيفا لحماية منافسته الأساسية بالإصرار على أن يتاح المزيد من الوقت لإستعداد الفرق لنهائيات كأس العالم.
ولكن إذا استطاع باتو من التألق في كورينثيانز وتسجيل الأهداف في معظم مشاركاته المحلية والدولية لحين انطلاق نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، فإن ذلك سيوضح بالفعل أن المدرسة البرازيلية للإعداد البدني ماتزال لديها الكثير لتقدمه.
سجل باتو في ميلان
2007/2008: 20 مباراة، 9 أهداف
2008/2009: 42، 18
2009/2010: 33، 15
2010/2011: 34، 17
2011/2012: 18، 4
2012/2013: 7، هدفين