لن يكون للنسخة التاسعة والعشرين من كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تسضيفها جنوب افريقيا من 19 كانون الثاني/يناير الى 10 شباط/فبراير 2013، انعكاسات كبيرة على البطولات الاوروبية.

وباستثناء بطولة فرنسا وفريق مانشستر سيتي بطل الدوري الانكليزي، لن يكون التأثير ملحوظا بشكل كبير مهما طال غياب اللاعبين الافارقة عن انديتهم خصوصا في المسار الحالي لهذه البطولات.

ويشارك في البطولة الافريقية 368 لاعبا بينهم 176 محترفا في اوروبا اضافة الى عدد اخر لا بأس في اندية عربية واسيوية وضمن افريقيا نفسها، لكن هؤلاء موزعين على الدرجات الممتازة والاولى والثانية وحتى الخامسة في بعض الدول من اقصى اوروبا في الشرق (مولدافيا وروسيا) الى اقصاها في الغرب مرورا بقبرص.

وساحل العاج هي الدولة الاكثر تصديرا للاعبين (20 من اصل 23) تليها الرأس الاخضر (19) ومالي (18) ثم المغرب والجزائر وغانا (14 لكل منها).

ويلعب في الدوري الفرنسي لاندية الدرجة الاولى اكبر عدد من المحترفين قياسا على الدول الاخرى وصل هذه المرة الى 43 لاعبا (مقابل 50 في نسخة 2012 في غينيا الاستوائية والغابون)، بينما يغيب عن الدوري الممتاز 11 لاعبا فقط وعن مانشستر سيتي بالتحديد 3 عاجيين هم الاغلى والاهم على الاطلاق: الشقيقان يايا وكولو توريه وعبد الرزاق.

ولا بد ان يكون لهذا النزف الكبير تأثيره على الدوري الفرنسي رغم انه لا يطال بشكل كبير ومباشر فرق الصدارة والثلاثي المتنافس على اللقب في الوقت الراهن باريس سان جرمان وليون ومرسيليا.

ولن يتأثر فريق العاصمة سان جرمان، بطل الخريف، بغياب العاجي سياكا تيينيه، الموضوع على الرف منذ بداية الموسم، او المالي محمد سيسوكو، واللاعبان موضوعان على لائحة الانتقالات ولا يدخلان ضمن خطة المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي.

من جانبه، سيغيب عن ليون الذي استعاد الصدارة راهنا، المدافع البوركينابي بكاري كونيه وهو لم يكن اول خيار للمدرب ريمي غارد بسبب انخفاض مستواه، فيما صب التوتر بين الشقيقين اندريه وجوردان اييو، نجلي النجم السابق ابيدي بيليه، والاتحاد الغاني في مصلحة مرسيليا الذي سيتأثر قليلا بعدم وجود البوركينابي شارل كابوريه الذي اصبح عنصرا فاعلا في تشكيلة المدرب ايلي بوب، وقليلا ايضا بغياب الجزائري فؤاد قادير.

وسيكون التأثير واضحا في فرق الصف الثاني مثل ليل الذي ستضعف قدراته الهجومية بغياب العاجي سالومون كالو ومهاجم منتخب الرأس الاخضر راين مينديس، ورين ولوريان مع غياب البوركنابيين جوناثان بيترويبا من الاول والان تراوريه من الثاني، فيما يغيب عن مونبلييه حامل اللقب المغربيان احمد الكوثري ويونس بلهندة.

وتأتي مالي في طليعة المصدرين لفرنسا (14 لاعبا) تليها بوركينا (6)، فيما يمكث العرب في غالبيتهم مع فرق الدرجات الادنى، وسيطال التأثير الاكبر اندية بريست وايفيان واجاكسيو التي سيخسر كل منها 5 محترفين، لكن مدربي هذه الفرق يعرفون منذ بداية الموسم ما ستؤل اليه اوضاعهم بعد اعتماد السنوات الفردية من قبل الاتحاد الافريقي للعبة اعتبارا من 2013 كي لا تأتي مع سنوات المونديال وكأس اوروبا والالعاب الاولمبية الزوجية.

وقال مدرب بريست لاندري شوفان quot;يجب الا نفاجىء لاننا نعرف منذ بداية الموسم ان امم افريقيا ستقام هذا العامquot;.

عجقة في الاتجاهين

وكما ان عجقة اللاعبين الافارقة تظهر جليا في فرنسا، كذلك تظهر عجقة المدربين الفرنسيين في القارة السمراء بوجود 6 مدربين يشرفون على 6 منتخبات مشاركة في العرس القاري من اصل 16، يأتي في طليعتهم المخضرم كلود لوروا (64 عاما) مدرب الكونغو الديموقراطية والذي يشارك للمرة السابعة (رقم قياسي).

ويضاف الى لوروا، وحيد خليلودزيتش البوسني الاصل (الجزائر) وصبري لموشي التونسي الاصل (ساحل العاج) وباتريس كارتيرون (مالي) وديدييه سيكس (توغو) وهيرفيه رينار الذي ادخل زامبيا التاريخ الافريقي قبل نحو عام من خلال احراز اللقب الاول.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ستؤثر عجقة المدربين على امم افريقيا بنفس مستوى اللاعبين الافارقة على الدوري الفرنسي، ويقود احدهم منتخبه الى منصة التتويج ليصبح خامس فرنسي يحقق هذا الانجاز بعد لوروا وبيار لوشانتر مع الكاميرون (1988 و2000)، وروجيه لومير مع تونس (2004) ورينار مع زامبيا (2012)؟.

وخلافا لما هي عليه الحال في فرنسا، لطالما تذمر مدربو اندية الدوري الممتاز في انكلترا من توقيت اقامة البطولة القارية معتبرين انها تحرمهم من بعض لاعبيهم في مرحلة مهمة جدا من الموسم، لكن اثار نسخة 2013 قد لا تكون ذات اثر كبير على مجريات البطولة الانكليزية.

ومن المؤكد ان شعبية البطولة القارية في ادنى درجاتها في quot;استاد الاتحادquot; حيث لم يخف مدرب سيتي الايطالي روبرتو مانشيني وللمرة الثانية خلال عام انزعاجه لفقدان خدمات يايا وكولو توريه، وقد تمنى عليهما عدم الالتحاق بالمنتخب، لكن الفرصة الذهبية التي تكررت في هذه النسخة بالنسبة الى منتخب quot;الفيلةquot; لاحراز اللقب قد لا تعود الى الابد مع تجاوز اغلبهم سن الثلاثين.

وقد بان تأثير غياب هذه اللاعبين قبل عام على فريقهم الذي خسر مباراتين هامتين جدا بعد انضمامها الى منتخب بلادهما، اذ فقد الكأس المحلية بخسارته امام الجار اللدود مانشستر يونايتد، وخسر ايضا على ارضه امام ليفربول في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس رابطة الاندية المحلية.

ويايا مهم جدا في الفريق وله فهو القائد وصانع الالعاب واحد الهدافين، وقال المدرب الايطالي روبرتو مانشيني في هذا السياق quot;حاولت ايجاد يايا اخر في فريقي، لكن ليس هناك اي يايا اخرquot;.

ويقول مساعد المدرب والدولي الانكليزي السابق ديفيد بلات quot;لا اعرف بالضبط كم مباراة سيلعب (يايا) هناك، لكن ما اعرفه اننا افتقدناه العام الماضي في نفس الفترة واحرزنا اللقب في نهاية البطولةquot;.

واضاف quot;قد نعتبر فترة غيابه بمثابة اصابة للاعب، لكننا لا نتمنى له بالطبع ان يصاب، ولدينا من اللاعبين الجاهزين ما يكفي لسد الثغرةquot;.

وتبدو مهمة مانشستر سيتي في الاحتفاظ باللقب صعبة خاصة ان جاره يتقدم عليه بفارق 7 نقاط حاليا، ولا يوجد ما يوحي بان مستوى لاعبيه انخفض فعادة ما يتحسن اداء فريق quot;الشياطين الحمرquot; في النصف الثاني من الموسم مع بداية العام الجديد ويذهب في خط تصاعدي حتى النهاية.

واما اللاعبون الاخرون المشاركون في الدوري الانكليزي فهم المغربي اسامة السعيدي (ليفربول) والكونغولي الديموقراطي يوسوفو مولومبو (وست بروميتش) والمالي موديبو مايغا (وست هام) والنيجيريان جون اوبي ميكل وفيكتور موزيس (تشلسي) والعاجيون شيخ تيوتيه (نيوكاسل) وجيرفينيو (ارسنال) وارونا كونيه (ويغان)، والتوغولي ايمانويل اديبايور (توتنهام)، ولا يشكل معظم هؤلاء مفاتيح لعب بنظر مدربيهم.

وتجد البطولة المحلية الاسبانية ونظيرتها الالمانية نفسهما هذا العام بمنأى عن اي خطر افريقي، فيما سيكون التأثير محدودا على فرق المقدمة في ايطاليا اذ سيفتقد كل من اندية يوفنتوس ولاتسيو وفيورنتينا وميلان واودينيزي لاعبا واحدا ليبقى التكافؤ قائما بين معظم الفرق.

واذا كانت البطولة في البرتغال بدرجاتها الاولى والثانية والثالثة هي التي ستصاب بالداء الافريقي اكثر من غيرها، لكن اصابة اندية النخبة لن تكون ذات حساسية عالية خصوصا لدى ثلاثي المقدمة بورتو وبنفيكا وسبورتينغ براغا، علما بان العدوى تتوزع على بطولات اكثر من 20 دولة.