يدخل المرشحون الأربعة لخلافة القطري محمد بن همام في رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المعترك الانتخابي بحظوظ قائمة لكنها متباينة من مرشح لآخر بالنظر لاعتبارات عدة ليس بينها اعتبار الكفاءة .


ديدا ميلود - إيلاف : ويعتبر المرشحون الأربعة أصحاب خبرة ، فالسيرة الذاتية لكل واحد تشهد على صاحبها بجدارته لشغل المنصب ما يضمن للإتحاد رئيسا من العيار الثقيل قادرا على تقديم الإضافة للكرة الآسيوية. لكن هناك عوامل أخرى تتعلق بقدرة كل مرشح على إقناع أكبر عدد من أعضاء العمومية الآسيوية الـ47 بمنحه الثقة ، وتتعلق أيضا بحنكة المرشحين في القيام بارتباطات تراعي المصالح المشتركة لأطرافها فضلاً عن الإمكانيات التي ستسخرها إتحادات و حكومات المرشحين لمساعدتهم على تجسيد استراتيجياتهم خلال الحملة الانتخابية.
و من تاريخ إقفال باب الترشيحات حتى بداية أيار تاريخ إجراء الانتخابات، فان كافة الاحتمالات تبقى قائمة و تخضع للتحركات المكثفة التي سيقدم عليها المرشحون وإلى التنازلات التي ستقدمها الجهات المعنية بالانتخابات بشكل مباشر أو غير مباشر ما يجعل أسهم كل مرشح قد تتغير حسب اتجاه بورصة الحملة الانتخابية .
quot; إيلاف quot; تحاول قراءة فنجان هذه الانتخابات من خلال الوقوف على فرص الفرسان الأربعة في النجاح من خلال التركيز على نقاط القوة التي يتمتعون بها و يراهنون عليها.
1- السعودي حافظ المدلج :
جاء إعلان ترشيحه بعدما آلت المحاولات السعودية لإقناع أحد المرشحين العرب بالانسحاب إلى الفشل ما جعله يتأخر نوعا ما من حيث الوقت ،غير أن المدلج يتسلح بعدة أسلحة تساعده كثيرا على تحقيق حلمه ، فهو أولاً مرشح المملكة العربية السعودية التي ستقف خلفه بكامل ثقلها السياسي والإعلامي والمالي خاصة انه أول سعودي يحظى بهذا الشرف ما كانت للجهات السعودية المعنية بترشيحه أن تمنحه أصواتها لولا يقينها بقدرته على الفوز لأنها لا ترغب أن تدخل معتركا لتخسره بغض النظر عن المنافسين، و بالتالي فإن المدلج يستند إلى اسم بلده وتاريخه الحافل ، كما جاء إعلان ترشيح المدلج ليزيل الحرج عن الكثير من الاتحادات الآسيوية خاصة العربية والخليجية منها التي كانت حائرة بين الإماراتي و البحريني فبدا وكأن المدلج ليس مرشحاً سعودياً بل مرشحاً عربياً حتى في ظل إصرار السركال و بن إبراهيم على الاستمرار في السباق.
فالمدلج يحظى بثقة العرب جميعهم بمن فيهم منافسوه و تربطه علاقات أخوية مع كل الجهات ولم يسبق له أن دخل في معارك انتخابية أو إعلامية مع احد لخلق له أعداء ، كما يراهن الدكتور على ثقافته الواسعة وعلى تجربته الهائلة و تدرجه في الوظائف التي اشتغلها في الاتحاد الآسيوي فهو عضو في المكتب التنفيذي ويرأس لجنة التسويق التي حققت إيرادات مهمة في عهدته بفضل دهائه وحنكته ، ويفضل المدلج الابتعاد عن التصريحات الإعلامية المثيرة بإبدائه احترامه الكبير لبقية المنافسين.
وتسبب دخول المدلج سباق رئاسة الاتحاد الآسيوي في بعثرة الأوراق الانتخابية إذ يؤكد المتابعون لهذا الموضوع أن الرمق الأخير سيقتصر في المنافسة بين المدلج و المرشح التايلاندي ، حيث سيعمد المدلج إلى البرنامج الانتخابي الذي يراه متميزاً عن بقية البرامج لأنه يركز على خدمة الكرة في القارة الصفراء بأكملها دون إجحاف في حق جهة غير أن حظوظه ستزداد كثيراً في حال انسحب المرشحان العربيان أو على الأقل احدهما لأن ذلك سيجعله يحظى بتحالفات قوية.
2 - يوسف السركال ndash; رئيس الاتحاد الاماراتي :
يتسلح بسلاح التفاؤل فالمتتبع لتصريحاته منذ أعلن نيته في الترشح يلاحظ عليه بشائر الفوز و يتحدث للإعلام و كأنه واثق من قدرته على تجاوز منافسيه مهما بلغ عددهم ، ولم يكن هذا التفاؤل من عدم بل مرده إلى عوامل عدة فالسركال و من منطلق المناصب التي يشغلها محلياً و قارياً و منذ سنوات خاصة منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي جعله قريبا من كل الإتحادات الآسيوية وارتبط بعلاقات وطيدة معها بما فيها الاتحاد الإيراني ، كما مكنه منصبه من ولوج كل أروقة القارة .
و لعب السركال دوراً هاماً في إعادة انتخاب القطري بن همام عام 2009 في تنفيذية الفيفا وحسم المنافسة العربية لصالحه ، و يحسب للسركال انه مرشح الاتحاد الآسيوي نفسه بعد تراجع الصيني جان جيلونغ عن الترشح و في الغالب فان هذه الصفة تمنح صاحبها أفضلية كبيرة .
و يؤكد السركال أنه ضمن حصوله على أقل تقدير على 16 صوتاً دون أن يفصل في هوية أصحابها ما يعني انه يحتاج فقط إلى ثمانية أصوات ليحصل على الأغلبية البسيطة التي تمنحه الفوز بالرئاسة ، و يحسب للسركال تصريحاته المعتدلة حيث أبدى استعداده الدائم للانسحاب من السباق في حال توافق العرب على مرشح توافقي آخر غيره ، كما يحسب له تمرسه على خوض مثل هذه الاستحقاقات آخرها كانت ضد الكوري الجنوبي شونغ في يناير 2011 عندما فاز عليه بـ 25 صوتا مقابل 20 لشغل نائب رئيس الاتحاد الآسيوي .
ووضع السركال برنامجاً انتخابياً مدروسا لتطوير الكرة الآسيوية من أبرز نقاطه منح الفرصة لكل جهة من الجهات القارية الأربع لتقديم مقترحاتها و مناقشتها داخل الاتحاد قبل الفصل فيها و يحظى السركال بدعم مطلق من قبل الحكومة الإماراتية التي طالبت العرب بدعم السركال بعدما سبق لها أن ساندت المرشحين العرب في تبوؤ مناصب في الاتحادات القارية و العالمية .
3- سلمان بن إبراهيم ndash; رئيس الاتحاد البحريني :
يعتبر نفسه الأوفر حظا من المرشحين العرب لعدم وجود معارضة آسيوية كبيرة ضده تتسبب في صدّه عن تحقيق هدفه المنشود ، حيث يتمتع الشيخ سلمان بعلاقات قوية على الصعيدين الإقليمي و الدولي خاصة انه يشغل حالياً عضوا في لجنة كأس العالم التي تقام في البرازيل 2014 ، و سبق له أن خاض منافسة شرسة في العام 2009 ضد بن همام خسرها بفارق صوتين فقط وهي المعركة التي يمكن لابن إبراهيم أن يستغلها كما أنها من الممكن أن تستغل ضده أيضاً ، فمن جهة فإنه قادر على استمالة عدد مهم من الأصوات التي كانت ضد القطري سواء العربية منها أو غير العربية من منطلق أنها لا تزال تميل لصالحه و لصالح الكويتي الشيخ الفهد الذي يدعمه بشكل مطلق ، و من جهة أخرى فإن خسارته تلك المعركة قد تحسب ضده و يرى فيه مساندوه أن الرهان عليه مثل الرهان على حصان خاصة بعد رفضه حضور اجتماعات إتحاد غرب آسيا للنظر في إمكانية التوافق على مرشح عربي و رفضه قد يقرأ ضده و يرون أنه يعارض هذا المبدأ لأنه لا يخدم مصالحه الشخصية.
كما أن المنافسة ضد بن همام جعلت سلمان بن إبراهيم يرى في نفسه المرشح العربي الأقوى على الأقل في الوقت الراهن غير أن قراءة أخرى تقول إن من صوت له كان نكاية في بن همام و ليس تأييدا لابن إبراهيم و ما يحسب للمرشح البحريني انه أبدى رغبته في خلافة بن همام مبكراً ودون لف و دوران ما جعله يربح الكثير من الوقت لمعرفة فرصه في النجاح و فرصه في إبرام صفقات مع الاتحادات الآسيوية كما أن دعمه من قبل رئيس المجلس الآسيوي الاولمبي الشيخ الفهد قد يلعب دوراً في ترجيح كفته في ظل الأنباء التي تحدثت عن وجود ارتباطات تخص انتخابات اللجنة الاولمبية الدولية تجلت في انسحاب الصيني جيلونغ بسبب تركيز بلاده على ذلك إذ لا يستبعد أن يحصل بن إبراهيم على صوت الصين و من يدور في فلكها بإيعاز من الفهد على أن تساند البحرين الصين في الأولمبية.
4- واراوي ماكودي ndash; رئيس الاتحاد التايلاندي :

يملك حظوظا وفيرة لخلافة بن همام ، فعلى عكس المرشحين الثلاثة فهو ليس مرشحًا لبلد بل مرشح تكتل إتحاد جنوب شرق آسيا ndash; آسيان- الذي يضم في عضويته 12 عضوا سيصوتون جميعهم للتايلاندي ما يجعله يبدأ السباق من موقف قوي ، بل يمثل شرق القارة بكاملها مما يجعله يضمن أصوات إتحادات مثل اليابان و كوريا الجنوبية و حتى استراليا و سريلانكا و الهند و غيرها و التي تدعمه على أمل استرجاع شرق القارة لمنصب الرئيس الذي خسرته قبل أكثر من عشر سنوات بعدما سطع نجم القطري بن همام ، غير أن نقطة القوة الرئيسة التي يراهن عليها الفارس التايلاندي هي في تشتت أصوات منافسيه العرب الذين ينتمون إلى المنطقة نفسها ما يصبّ في صالحه ، فالاتحادات العربية و من منطق الحياد قد تلجأ إلى منح أصواتها لماكودي لتفادي غضب أي مرشح عربي بل و حتى خيار الامتناع عن التصويت يصب في صالح التايلاندي ، وعلى الصعيد الشخصي فإن ماكودي يشغل عضو تنفيذية الاتحاد الدولي و يحظى بعلاقات متميزة مع رئيسه السويسري جوزيف سيب بلاتر و يبدو أن ترشيح ماكودي كان اضطرارياً و جاء كخطة بديلة اثر الانسحاب المفاجئ للصيني جيلونغ.