لم تكن خسارة الاماراتي يوسف السركال لمعركة رئاسة الاتحاد الآسيوي أمام البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، بفارق بلغ 27 صوتًا، بمثابة مفاجأة للعالمين ببواطن الامور الانتخابية.


دبي: بدت كل المؤشرات تتجه نحو المرشح البحريني قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات التي جرت في ماليزيا، واكتملت الصورة قبل 24 ساعة من موعد الانتخابات، حينما انهالت التهاني على الشيخ سلمان بنجاحه وقبل أن تجرى عملية التصويت.

وتجمعت العديد من الاسباب التي أسقطت يوسف السركال بهذا الشكل الذي لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين لفرص السركال في النجاح، أو المتفائلين لنجاح بن سلمان، وكان من أهم تلك الاسباب دخول الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر رئيسه جوزيف بلاتر طرفاً خفيًا في الانتخابات.

وسعى بلاتر الى احكام قبضته على آسيا في وقت مبكر خوفًا من خوض الفرنسي ميشيل بلاتيني انتخابات رئاسة quot; فيفا quot;، ما دفعه للسعي الى اختيار الشيخ سلمان بن ابراهيم لقناعته بالعلاقات التي تربط السركال وماكودي، برئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام، وخوفًا من أن يكون لهذه العلاقة تأثير عكسي على معركته في انتخابات quot; فيفا quot; القادمة.
ويتردد بين الحين والآخر عن رغبة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم خوض الانتخابات المقبلة على مقعد رئاسة quot; فيفا quot;.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد طلب من الاتحاد القطري أن ينأى بنفسه بعدما اعترضت الكويت على تدخل محتمل من محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي الموقوف مدى الحياة ، في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي.

وأرسل quot; فيفا quot; خطاباً بهذا المعني ورد فيه: quot;نود أن نلفت نظركم الى أن عقوبة الإيقاف مدى الحياة المفروضة على السيد بن همام تتعلق بكل أنشطة كرة القدم وتمنع أي عضو في عائلة كرة القدم (مثل أعضاء مجلس الإدارة والمسؤولين) من الاتصال بالسيد بن همام في أي أمر يتعلق بكرة القدمquot;.

وعزز تدخل بعض الشخصيات العربية والمؤثرة في آسيا من تعزيز تفوق بن سلمان على يوسف السركال، خاصة للثلاثي الامير علي بن الحسين عضو المكتب التنفيذي لـ quot; فيفا quot; ورئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم، وكذلك طلال الفهد وأحمد الفهد، حيث لعبوا دوراً مؤثراً في توجيه العديد من الاصوات للمرشح البحريني، على عكس السركال الذي لم تقف الى جواره شخصيات تملك ثقلاً في آسيا، أو تستطيع التأثير في أصوات أعضاء الجمعية العمومية.

وكان المرشح الاماراتي قد سعى عبر تدخل بعض الشخصيات المرموقة في بلاده لإقناع علي بن الحسين لدعمه في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكن محاولاته باءت بالفشل.

وكان المرشح الاماراتي يعول الكثير على السعودية وقطر لدعمه في معركة الاتحاد الآسيوي، لكن آماله ذهبت أدراج الرياح اذا كشفت نتائج الانتخابات عن أنقطر والسعودية لم يكن لهما ثقل في الانتخابات بل ذهب البعض في الامارات الى القول إن الدولتين لم تمنحا صوتيهما للسركال.

وما عظم من حظوظ بن سلمان في الانتخابات قوة البرنامج الذي حمله للقارة الآسيوية والتأكيد على سعيه للتغيير، ومحاربة الفساد الذي انتشر داخل الاتحاد الآسيوي خلال حقبة محمد بن همام، وهو ما دفع بالكثيرين لتأييد هذه الخطوة، والتي لم تكن متوفرة للسركال وماكودي، حلفاء بن همام السابقين.