توحي التقارير الإعلامية الواردة من فرنسا عن صعوبة وجدتها إدارة نادي باريس سان جيرمان في العثور على خليفة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي فضل تركه من أجل عيون ريال مدريد .
باريس : المفاوضات مع لوران بلان و الإيطالي روبرتو مانشيني آلت الى الفشل رغم أنهما بلا عمل ، غير أن بيتهوفن الكرة الايطالية لم يرفض العرض الباريسي لأسباب مالية أو فنية و أنما شخصية أخرى تتعلق بوجود البرازيلي ليوناردو الذي يشغل منصب المدير الرياضي في النادي و الذي كان أحد الأسباب الرئيسية الثلاثة لقرار رحيل انشيلوتي عن البي اس جي ، فالثقة الكبيرة التي وضعها فيه ملاك النادي القطريين جعلته يحصل منهم على صلاحيات إدارية و حتى فنية واسعة تتعدى بكثير منصبه الإداري ، و تجسد ذلك في ظهوره في كل كبيرة و صغيرة تتعلق بأي مسالة تتعلق بالنادي و على مدار الموسم داخل الملعب و خارجه ، و هو أمر فريد لا نجده في أندية أخرى اعرق و أكبر من سان جيرمان على غرار بايرن ميونيخ بطل ألمانيا و أوروبا مع مديره الرياضي ماتياس سامر رغم أن الأخير أشهر من ليوناردو كلاعب ، و لاحتى في برشلونة مع مديره الرياضي اندوني زوبيزاريتا و أندية أخرى .
فليوناردو و منذ 2011 اختصر باريس سان جيرمان في اسمه و رغم أن الانضباطية الفرنسية أوقفته لتسعة أشهر إلا أن تلك العقوبة لن تغير الشيء الكثير من الواقع الذي يفرضه داخل النادي على اعتبار أن عمله أصلا يتم من وراء الستار و لا يحتاج لولوج أرضية الملعب أو غرف الملابس لتأديته و على الأرجح سيتم تقليصها بعد الاستئناف الذي قامت به إدارة النادي للجنة التظلمات.
و بقراءة بسيطة لتطور الأوضاع في باريس سان جيرمان في الموسمين المنصرمين تؤكد بأن مفاتيح حديقة الأمراء بيد ليوناردو الذي لا يسمح دون منح نسخ عنها لأي كان ، فانتدابات اللاعبين تتم بإرادته و تحديد لائحة اللاعبين المسرحين من الفريق من صلاحياته ، و لا يمكن لأي لاعب مهما علا شأنه و غلا سعره أن يبقى في الفريق إذا كانت علاقته بليوناردو فاترة أو متوترة ، فليوناردو هو الكل في الكل في النادي و ما على الآخرين من أعضاء الجهاز الفني و الطبي و اللاعبين الى الخضوع لهذا الواقع البرازيلي للحفاظ على المزايا المادية و العينية التي يوفرها المال القطري أو الانسحاب و التفريط فيها في وقت يفترض على المدير الرياضي إن يستمع لاحتياجات المدير الفني الوحيد الذي يحدد من يبقى و من يرحل .
هذا المنطق هو الذي يرفض العمل في ظله المدربون من الأسماء الثقيلة في صورة مانشيني أو كلوب أو مورينهو أو ارسين فينغر الذين يرفضون بشكل مطلق التدخل في صلاحياتهم الفنية بل و يطالبون من الإدارة أن تستشيرهم في عدة أمور إدارية لها تأثير على الجانب الفني من منطق أنهم المسئولون لوحدهم عن النتائج سواء كانت ايجابية أو سلبية في حين أن ليوناردو حاول التضحية بانشيلوتي منتصف الموسم الماضي .
و ربما هذه المعطيات هي التي جعلت الصحافة الفرنسية تتوقع إسناد إدارة الجهاز الفني لليوناردو قبل تعرضه للإيقاف و لو أن متابعين للموضوع أكدوا بأنه لن يقبل المهمة لأنها ستضعه في الواجهة لوحده و أي تعثر للنادي محليا أو قاريا سيكون هو الضحية و سيفقده منصب المدرب الكثير من السلطات خاصة انه لا يحتكم على تجارب ناجحة .
و بالتأكيد فان استمرار الوضع الحالي لا يخدم مصلحة النادي و مع على القطريين إلا التحرك بسرعة لتصحيحه من خلال ضبط صلاحيات كل منصب إداري أو فني بغض النظر عن هوية المدرب الجديد لان المشروع الكبير الذي يتحدث عنه أبناء الدوحة يتطلب وجود شخصيات قوية لتجسيده على ارض الواقع و أشخاص لا يقبلون التنازل عن سلطاتهم حتى أمام المالك الذي يدفع لهم رواتبهم.
التعليقات