يسعى المنتخب الايطالي لكرة القدم الى مواصلة مشواره الرائع مع مدربه تشيزاري برانديلي عندما يخوض غمار كأس القارات في البرازيل من 15 الى 30 حزيران/يونيو الحالي.

استلم برانديلي منتخبا منهارا كرويا ومعنويا عقب الخروج المذل والكارثي من نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا عام 2010 ولم يتأخر في قيادته الى القمة في القارة العجوز عندما بلغ معه المباراة النهائية لكأس اوروبا في اوكرانيا وبولندا الصيف الماضي قبل ان يخسرها امام الاسبان، وهو الان يتطلع الى ايصاله الى القمة العالمية في البطولة المونديالية المصغرة كأس القارات.

وصول ايطاليا الى نهائي بطولة كأس اوروبا كان مفاجئا خاصة وان برانديلي لم يكن يعر ذلك اهمية كبيرة بقدر ما كان يهمه اعادة الهيبة الى الكرة الايطالية التي اهتزت صورتها في العرس العالمي في القارة السمراء من خلال المصالحة مع الجماهير واعادة الثقة والتواضع الى لاعبيه مشيرا الى ان quot;النتائج ليست لها الاولوية في quot;برنامجه التصحيحيquot; الذي طال الاندية ايضا عندما طالبها بمنح الفرصة الى اللاعبين الموهوبين الذين كانوا مهمشين باللعب في صفوف الفرق الرديفة بسبب الكتيبة الاجنبية الكبيرة في الكالشيو.

واوضح برانديلي وقتها ان quot;الاستثمار في اللاعبين الشباب هو الاهم في الوقت الحاليquot; مشيرا الى ان quot;النتائج الاولية أعطت ثمارها من خلال النتائج التي تم تحقيقها في هذه الفترة القصيرةquot;.

وأضاف quot;انا سعيد بما تحقق حتى الان ولكنت لا يزال امامنا الشىء الكثير وتحسين العديد من الامور. يجب ان نثق في هذا الجيل الجديد الذي يبعث على التفاؤل والحماسquot;.

اعتمد برانديلي على تشكيلة ممزوجة بعنصري الشباب والخبرة، فالاولى تجسدت في الخط الهجومي الذي يقوده الواعدان ستيفان الشعراوي (20 عاما) وماريو بالوتيلي (22 عاما). فعلى الرغم من صغر سنهما الا انهما يتمتعان بانسجام كبير داخل ارضية الملعب خصوصا بعد انتقال quot;سوبر ماريوquot; الى ميلان حيث وضع الشعراوي المصري الاصل بصمته الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي.

ولم يجد برانديلي افضل من المخضرمين الحارس العملاق جانلويجي بوفون وصانع الالعاب اندريا بيرلو ودانييلي دي روسي لزرع الخبرة وتأطير الشباب الواعد وهو ما اعطى قوة كبيرة لخطته 4-3-2-1 والتي محا بها الخطة التقليدية للكاتيناتشيو 4-3-3، مع اعتماده بشكل كبير على عمود فقري مكون من لاعبين ميلان ويوفنتوس (10 من اصل 11 لاعبا في التشكيلة الاساسية).

حرص برانديلي على عدم تكرار اخطاء سلفه مارتشيلو ليبي في كأس القارات عام 2009 عندما شارك بمنتخب quot;عجوزquot; كان ريكاردو مونتوليفو الشاب الوحيد في صفوفه فدفع الثمن بخسارتين تاريخية امام مصر (صفر-1) ومذلة امام البرازيل (صفر-3)، وهو ما تجلى واضحا في التشكيلة الحالية المليئة بالشباب على الرغم من ان برانديلي سيحرم من خدمات بعض اللاعبين الواعدين ابرزهم لاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي ماركو فيراتي لتزامن كأس القارات مع كأس اوروبا للشباب (تحت 19 عاما) المقامة حاليا في اسرائيل.

واثنى رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني على عمل برانديلي الذي كان زميلا له في صفوف يوفنتوس. وقال quot;ايطاليا منتخب استعراضي ومن الصعب الفوز عليه، بامكانه الفوز بلقب المونديالquot;، مضيفا quot;احب الطريقة التي يلعبون بها، واعشق برانديلي: لقد قدم بطولة كبيرة في كأس اوروبا، ولولا نقص الخبرة لاحرز اللقب، وبالتأكيد أنه تعلم الدرس ولن يكرر الاخطاء ذاتهاquot;.

والاكيد ان سياسة اللاعبين الشباب والاسلوب الهجومي الذي يميز برانديلي له الاثر الكبير على نتائج الطليان، وهي ميزة ليست وليدة الفترة الاخيرة بل هي السياسة التي لفت بها الانظار في مسيرته التدريبية خصوصا مع فيورنتينا التي توج على رأس ادارته الفنية بجائزة افضل مدرب في الكالشيو عامي 2006 و2007.

وارتبط نجاح برانديلي مع quot;السكوادرازوراquot; بالانضباط الذي فرضه داخل المجموعة من خلال quot;ميثاق الاخلاقquot; الذي لم يستثن منه اي لاعب او نجم يخل بقواعده ويقلل من احترامه مع المنتخب او مع الفريق الذي يدافع عن الوانه سواء بتدخل خشن او حركة منافية للآداب. ولعل ابرز مثال استبعاده لاعب وسط روما دانييلي دي روسي من المباراة الدولية الودية امام فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لطرده في مباراة الدربي امام لاتسيو في المرحلة الثانية عشرة من الدوري المحلي، واخرها استبعاده مهاجم روما بابلو اوزفالدو من كأس القارات بسبب سوء السلوك عقب المباراة النهائية لكأس ايطاليا والتي خسرها فريقه امام جاره لاتسيو بالذات صفر-1 قبل اسبوعين.

وانسحب اوزفالدو من حفل تسليم الكأس دون ترخيص من ناديه كما انه دخل في مشادة مع مدرب فريقه اوريليو اندرياتزولي الذي فضل عليه ماتيا ديسترو في التشكيلة الاساسية.

ووقعت ايطاليا في المجموعة الاولى من كأس القارات مع البرازيل واليابان والمكسيك، وهي ستلعب في البرازيل للمرة الاولى منذ اكثر من 50 عاما. وتعود المباراة الاخيرة للطليان في البرازيل الى تموز/يوليو 1956 وكانت ودية امام اصحاب الارض وخسروها صفر-2. وخاضت ايطاليا قبلها مباراتين في البرازيل وكانتا ضمن الدور الاول لمونديال 1950 عندما خسرت امام السويد 2-3 وفازت على البارغواي 2-صفر.